أثارت الشكاية التي أكّد الأستاذ خالد عواينية أنه تقدّم بها يوم الجمعة الماضي لدى المحكمة الابتدائية ضدّ رئيس كتلة حزب نداء تونس سفيان طوبال موجة من ردود الفعل والمواقف المتباينة بين الشجب والاستنكار والمساندة لرئيس كتلة النداء خاصّة على مواقع التواصل الاجتماعي . وأفاد الأستاذ خالد عواينية في تصريح صحفي لموقع "الشارع المغاربي " أن الشكاية التي تقدّم بها ضدّ رئيس كتلة حزب نداء تونس كانت في حق مواطن يُدعى عز الدين البخاري وهو ضابط متقاعد وينتمي إلى هياكل حزب نداء تونس بمنطقة سيدي علي بن عون من ولاية سيدي بوزيد حيث سلّمه مبلغا ماليا قدره 10 آلاف دينار مقابل أن يتدخّل له سفيان طوبال لإنجاح ابنته في مناظرة الملحقين القضائيين والتي تسمح لها بعد ذلك بدخول سلك القضاء. ولكن بصدور نتائج المناظرة اكتشف عز الدين البخاري أنه كان ضحية عملية تحيّل من سفيان طوبال وفق تعبير الأستاذ خالد عواينية ،الذي أكّد أيضا أن منوبه بحوزته تسجيلات ورسائل هاتفية تدين سفيان طوبال الذي وعد والد الفتاة بإنجاحها في اجتماع مضيق لمنخرطي الحزب في جهة بن عون، كما أشار عواينية إلى أن رئيس الكتلة البرلمانية لحزب نداء تونس حاول التدخّل لإنهاء الخلاف بوعد منوبه بتسمية ابنته في إحدى الوظائف السامية. "الصباح " اتصلت بسفيان طوبال لمعرفة موقفه من الضجّة التي أثيرت حول الاتهامات الموجّهة له؟ ومدى صحّة هذه الاتهامات والتي قد تعصف بمستقبله السياسي في صورة ثبوتها؟ قضية في"الإيهام بجريمة" خطورة الاتهامات الموجهة لرئيس الكتلة البرلمانية لنداء تونس والمتمثّلة في الابتزاز واستغلال النفوذ، وما أثارته من ردود فعل متباينة بين من يعتبرها فضيحة سياسية أخرى تنضاف إلى فضائح سابقة وبين من يراها حملة تشويه متعمّدة هدفها النيل من سفيان طوبال وتأتي في سياق صراع أجنحة عاد ليعصف مجدّدا باستقرار حزب نداء تونس. وبعيدا عن حقيقة كل هذه الاتهامات والمزاعم التي يبقى القضاء وحده مخوّلا للفصل فيها ،حاولت "الصباح" معرفة موقف رئيس كتلة نداء تونس سفيان طوبال من كل ما أثير حوله خلال اليومين الماضيين. طوبال في تصريح خصّ به "الصباح" لم يخف أنه يخيّر عدم الردّ على هذه الافتراءات التي لا أساس لها من الصحّة وفق تعبيره، وأنه كلّف محاميه برفع قضية استعجالية غدا الاثنين في الإيهام بجريمة ضدّ من ادّعى عليه ب"الباطل" كما قال إنه توقّع حملة التشويه هذه وأنه بات يخشى حتى على حياته، كما أكّد أنه عقب التقدّم بالشكاية رسميا سيعقد ندوة صحفية غدا وقبل سفره للبقاع المقدّسة لأداء مناسك الحج ل"فضح كل من يقف وراء هذه الافتراءات وحملات التشويه التي يتعرّض لها" وفق تعبيره. وأضاف "مباشرة بعد التصويت على الحكومة توقّعت هذه المؤامرة التي شعارها التشويه والتي أعرف جيّدا من يقف وراءها" ولم ينف طوبال في حديثه ل"الصباح" وجود أطراف داخل حزب نداء تونس تقف وراء حملة التشويه هذه قائلا "أعرف أعدائي وهم من داخل النداء وسأكشف كل شيء في وقته".. طوبال أشار أيضا إلى أنه يدفع ضريبة نجاحه ونجاح الكتلة البرلمانية المتماسكة والموحّدة والتي بات البعض "يخشى من قوتها وتماسكها" حسب تعبيره.. كما قال طوبال أن البعض من داخل هياكل النداء يرفضون "بروز شخصية جديدة ومؤثرة في الحزب تعمل على وحدته وعلى صلابته". وأضاف "بعد المفاوضات على الحكومة توقّعت مثل هذه الهجمات على شخصي" وبسؤاله عن مصدر هذه "الهجمات" قال طوبال إن مصادرها معلومة وأنه سيكشف كل الحقائق في وقتها ،قائلا" معلوم من كان يدخل من الباب ليُفاوض على الحكومة ومن كان يتسلّل من الأبواب الخلفية". بعض المتعاطفين مع سفيان طوبال والمقربين من نداء تونس يرون أن هناك من يريد من الهيئة السياسية لحزب نداء تونس أن تكون الكتلة البرلمانية مجرّد تابع لتلقي التعليمات وتنفيذها فقط وأنه في المقابل سفيان طوبال رئيس الكتلة يريدها كتلة قوية وهو ما تخشاه بعض الشخصيات الفاعلة داخل النداء، بما يذكّرنا بالأزمة الأولى التي وقعت في الحزب ودفعت إلى انقسامه والكتلة البرلمانية بخروج أمينه العام السابق محسن مرزوق. وفي سياق متصل نشر النائب عن كتلة الحرّة والقيادي في حزب "مشروع تونس" الصحبي بن فرج تدوينة على صفحته الرسمية قال فيها لا شيء يجمعني بسفيان طوبال سوى الزمالة في البرلمان.. بل أن كل شيء تقريبا يفرق بيننا في عالم السياسة منذ دخلت إلى المجلس أين تعارفنا للمرة الأولى إلى أن انفصلنا وذهب كلّ منا في طريقه لكن ما يُنشر حوله اليوم يندرج في إطار حملة مبرمجة لتشويهه تمهيدا للتخلص منه بقطع النظر عن تفاصيل القضية" ويضيف أن "هذه الحملة تذكرني بما كنّا قد واجهناه في مجموعة ال32 عندما اعترضنا على سياسات الحزب القديم وقررنا الانفصال". لكن القضية ضدّ طوبال لم تقف عند الاتهام المجرّد بل إن المحامي خالد عواينية قال إن منوبّه يملك أدلة قاطعة هي عبارة عن تسجيلات ورسائل نصية، لكن سفيان طوبال في حديثه ل"الصباح" نفى ذلك وقال أنه إلى اليوم لم تقدّم أية شكاية ضدّه وأن محامي المدّعي ينتظر حصوله على الأدلة، قال أيضا إنه كان هناك شهود وشهادات وهو قد أرسل عدل منفّذ عن طريق محاميه أوّل أمس لتوثيق هذه الشهادات التي تثبت أن كل ما قيل هو محض افتراء وتشويه.. ويبدو أن هذه القضية ستتخذ أبعادا أخرى إذا تم إثبات الاتهام أو دحضه..