انفجرت سيارة مفخخة، مساء اليوم الجمعة، قرب مظاهرة خرجت في مدينة بنغازي، شرقي ليبيا، دعما لسيطرة الجيش الليبي التابع لمجلس نواب طبرق، الذي يقوده "خليفة حفتر" على منطقة "الهلال النفطي"، التي تحوي أهم موانئ النفط شرقي البلاد. وقال وليد العرفي، مدير مكتب الإعلام الأمني في قوات البحث الجنائي ببنغازي (قوات مسؤولة عن حماية المدينة)، إن "سيارة مفخخة كانت مركونة في موقف السيارات التابع لساحة الكيش (التي تجمع المتظاهرون فيها) تم تفجيرها عن بعد". وأشار العرفي، للأناضول، أن انفجار السيارة أدى إلى إصابة عدد من المتظاهرين بجروح بسيطة، جراء تناثر شظايا الانفجار، إضافة لتدمير عدد من السيارات، دون أن يشير إلى عدد دقيق للمصابين. وبحسب مراسل الأناضول، فإن التظاهرة لا تزال مستمرة في ساحة «الكيش»، في ظل تطويق قوات الجيش والشرطة لكامل المنطقة، وسط تحليق لطيران الجيش الليبي المنبثق عن برلمان طبرق. وشهدت ساحة «الكيش» في مدينة بنغازي التي تعد المكان الرئيسي للتظاهرات والاعتصامات، استهداف ثلاث تظاهرات في وقت سابق من هذا العام، بقذائف «هاون»، ما أسفر عن مقتل أكثر من 20 مدنيا وجرح العشرات. وقبل خمسة أيام، أعلنت قوات الجيش المنبثقة عن مجلس النواب المنعقد في طبرق بسط سيطرتها بالكامل على منطقة «الهلال النفطي» التي تضم أهم مواني النفط شرق ليبيا، بعد معارك قصيرة خاضتها ضد جهاز «حرس المنشآت النفطية» فرع الوسطي (كان يتبع البرلمان وأعلن تبعيته لحكومة الوفاق قبل أشهر)، الأمر الذي لاقى تنديدا غربيا واسعا. وتضم منطقة الهلال النفطي أربع موانئ نفطية (الزويتينة، البريقة، راس لانوف، والسدرة)، وتقع بين مدينتي بنغازي (ألف كلم شرق طرابلس) وسرت (450 كلم شرق طرابلس)، وتحوي حقولا نفطية يمثل إنتاجها نحو 60% من صادرات ليبيا النفطية إلى الخارج. ونشب منذ أكثر من شهرين توترا كبيرا بين قوات الجيش المنبثقة عن «مجلس النواب» بقيادة خليفة حفتر، وبين قوات حرس المنشآت النفطية بقيادة إبراهيم الجضران. ولدى ليبيا أكبر مخزون للنفط في إفريقيا، وتعتمد على إيراداته في تمويل أكثر من 95% من خزانة الدولة، وتمول منها بشكل رئيسي رواتب الموظفين الحكوميين، ونفقات دعم السلع الأساسية والوقود، وكذلك عدد من الخدمات الرئيسية مثل العلاج المجاني في المستشفيات. وعقب سقوط نظام معمر القذافي في 2011، إثر ثورة شعبية، دخلت ليبيا في مرحلة من الانقسام السياسي تمخض عنها وجود حكومتين وبرلمانيين وجيشين متنافسين في طرابلس غربا، ومدينتي طبرق والبيضاء شرقاً. ورغم مساعٍ أممية لإنهاء هذا الانقسام، عبر حوار ليبي، جرى في مدينة الصخيرات المغربية وتمخض عنه توقيع اتفاق في 17 ديسمبر 2015، انبثقت عنه حكومة وحدة وطنية (حكومة الوفاق الوطني) باشرت مهامها من العاصمة طرابلس أواخر مارس الماضي، إلا أنها لا تزال تواجه رفضاً من الحكومة والبرلمان اللذين يعملان شرقي البلاد.