كان الاتجاه يسير نحو تعيين بلحسن ملوش على رأس الإدارة الفنية للجامعة التونسية لكرة القدم،قبل أن يفاجئ البارحة وديع الجريء وجماعته الجميع بإعادة تعيين يوسف الزواوي في هذه الخطّة بعد أن تخلوا عنه وقرروا عدم تجديد عقده وتعويضه بكمال القلصي في 2014. لن نجرّح في المسيرة الطويلة للزواوي ولن ننكر عليه مساهمته في الرقي بأداء ونتائج الفرق التي دربها على امتداد تجربته المهنية ولكن تقييما موضوعيا للفترة التي أشرف عليها على الإدارة الفنية للجامعة (2012 – 2014) يكشف فشلا ذريعا في النهوض بنتائج منتخبات الشبان وفي نتائج المنتخب الأول الذي سجل نكسات بالجملة في تلك الفترة بعجزه عن بلوغ مونديال البرازيل مع نتائج متواضع في نهائيات كأس أمم إفريقيا مع غياب برمجة وتخطيط وتصورات واضحة بإمكانها إنقاذ الكرة التونسية وإعادة إشعاعها،دون أن ننسى ضعف شخصيته وعدم قدرته على فرض كلمته وأفكاره سواء مع رئيس المكتب الجامعي أو مع المدربين الذين تداولوا على تدريب النسور في تلك الفترة. إعادة اختيار المدرب السابق للنادي البنزرتي على رأس الإدارة الفنية للجامعة يعد خطوة إلى الوراء بكل المقاييس ويأتي في إطار سلسلة من القرارات المتسرعة والانفرادية لرئيس الجامعة وديع الجريء المعروف بإصراره الكبير على السباحة عكس التيار والبحث دوما عن أناس طيعين بإمكانه احتوائهم والسيطرة عليهم ولا يمانعون في تمرير أفكاره التي أضرت صراحة ودون تحامل بكرتنا المثقلة بالجراح. وديع الجريء وجماعته عاودهم الحنين سريعا إلى زمن ورموز الفشل فبعد مكافأة نهاية الخدمة للحكم المثير للجدل ياسين حروش بتعيينه منذ أيام مكلفا بتعيينات حكام الرابطة الثالثة،اختار الوديع تأمين جراية تقاعد مريحة للزواوي بتعيينه في خطة على درجة كبيرة من الأهمية متجاهلا بذلك عددا كبيرا من الخبرات التي بإمكانها تقديم الإضافة في هذه المركز والحالمة بعشر الفرصة التي نالها الزواوي ولنا في راضي الجعايدي المتألق في أنقلترا ولسعد جردة وفوزي البنزرتي وعمار السويح خير دليل على ما نقول. ولكن أعضاء المكتب الجامعي كان لهم رأي مغاير وأصروا على إعادة التجربة مع مدرب كانوا قد أقروا سابقا بفشله وهو ما يقيم الدليل على أن اختياره لم يكن محض اقتناع وإنما لغايات مجهولة في نفس الجريء. لن نطيل الحديث عن قرار إعادة يوسف الزواوي ولن نكون من بين من يضع العصا في طريقه ولكننا سنطلب منه أن يعود بنسخة مغايرة لتلك التي ظهر بها سابقا وأن يكون فاعلا وجريئا لا مجرّد ديكور أو شاهد زور على كل التجاوزات التي ترافق عمل المنتخبات الشابة.