تواترت التهديدات الإرهابية في الآونة الأخيرة لاستهداف منشآت حيوية وحساسة بتونس رغم المجهودات الأمنية والعسكرية الكبرى المبذولة للتصدي للمخططات الداعشية الإجرامية، إذ لا يمر يوما دون أن يحذر جهاز الاستعلامات من إمكانية وقوع هجمات إرهابية، في تونس الكبرى أو في ولايات أخرى وهو ما دفع قوات الأمن الداخلي ووحدات الجيش الوطني على مواصلة العمل في حالة استنفار قصوى إضافة إلى تواصل تفعيل قانون الطوارئ الذي أقر رئيس الجمهورية خلال الأسبوع الجاري تمديده لثلاثة أشهر إضافية. آخر التهديدات الإرهابية هذه المرة كشفت عنها معلومات توفرت لدى وحدة وطنية مختصة اثر سلسلة من العمليات الأمنية والأبحاث، وبينت حجم التهديد الإرهابي المتأتي خاصة من ليبيا وحتى من الحدود الجزائرية، إذ أكدت مصادر أمنية مطلعة ل"الصباح" أنباء عن تسلل ستة "دواعش" تونسيين كانوا يتدربون ويقاتلون في ليبيا مع التنظيم الإرهابي إلى تونس إضافة إلى تهريب أسلحة من تونس إلى ليبيا. أسلحة وحزام ناسف ووفق نفس المصادر فان الإرهابيين مسلحون ببنادق حربية من نوع "كالاشينكوف" وحزاما ناسفا وهم قاطنون عادة بولايات القيروان وسيدي بوزيد ومنوبة والقصرين ومناطق أخرى، قبل أن يتسللوا إلى ليبيا حيث تلقوا تدريبات عسكرية وقتالية ثم عادوا مجددا إلى تونس متسللين بتعليمات من الإرهابي الخطير وناس الفقيه الموجود في ليبيا، ويرجح تواجدهم حاليا جميعا أو عدد منهم في تونس الكبرى. وأكدت مصادرنا أن التهديدات المتواترة تتعلق هذه المرة باستهداف وحدات سجنية وأمنية ومنشأة حساسة، مشيرة إلى أن الهدف الرئيسي للإرهابيين اليوم الهجوم على سجن النساء بمنوبة وتهريب من يطلقون عليها اسم»أسيرة التوحيد» الإرهابية فاطمة الزواغي القيادية بكتيبة عقبة ابن نافع الإرهابية وقائدة الجناح الإعلامي لما يعرف بتنظيم أنصار الشريعة المحظور التي باشرت محكمة تونس أمس الأول محاكمتها بعد أن تبين أنها خططت لاغتيال سفيرين أجنبيين يقطنان في احد الأحياء الراقية بالعاصمة بأمر مباشر من المدعو خالد الشايب المكنى بلقمان أبو صخر الذي قتل في عملية سيدي عيش بقفصة هذا بالإضافة إلى التخطيط لتفجيرات داخل عدد من المنشآت الأمنية .. مخططات لإضعاف الأمن الإرهابيون يخططون أيضا لاستهداف وحدة أمنية بولاية القصرين ومقر وقيادات أمنية بولاية سوسة ومنشأة حساسة بالعاصمة يرجح أنها بالأحواز الشمالية للعاصمة دون تحديدها. الإرهابي الفقيه وراء التهديدات هذه المخططات الإرهابية التي تهدف إلى زعزعة امن البلاد وبث الفوضى فيها والرعب في نفوس المواطنين يقف وراءها القيادي بما يعرف بتنظيم أنصار الشريعة المحظور الإرهابي الخطير وناس الفقيه،»مفتي» عملية باردو والذي بات يسعى منذ إطلاق سراحه وفراره إلى ليبيا فسوريا ثم عودته إلى ليبيا وخلافته على الأرجح للإرهابي احمد الرويسي الصندوق الأسود للعمليات الإرهابية التي جدت في بلادنا بين عامي 2011 و2015 إلى»حرق» تونس ردا على الضربات الموجعة التي سددتها قواتنا الأمنية والعسكرية للإرهابيين وخاصة في عملية 7 مارس 2016 ببن قردان التي قتل فيها أكثر من 50 إرهابيا. هذا الإرهابي من مواليد سنة 1982 بالمهدية تبنى بعد الثورة الفكر السلفي الجهادي، افتكّ الإمامة بمسجد برج بن عريف بالمهدية في 2013 وسعى لتحريض الشباب بصفة مباشرة على السفر والالتحاق بجبهات القتال في سوريا، ثم أصبح فجأة أمير السلفية الجهادية.. ألقي القبض عليه يوم 21 ماي 2013 بعد تحرّكاته المشبوهة عقب إلغاء المؤتمر الثاني لما يعرف بتنظيم أنصار الشريعة المحظور بالقيروان ليطلق سراحه يوم 13 جويلية 2013 فاستغل الفرصة وغادر تونس يوم 12 أكتوبر 2013 برا نحو ليبيا ومنها إلى سوريا قبل أن يعود إلى ليبيا لخلافة احمد الرويسي على الأرجح ومواصلة التنسيق مع إرهابيين في ليبيا وتونس لضرب تونس وزعزعة أمنها، ولكن بفضل الوقفة الحازمة لرجال الأمن والجيش فقد «انتحرت» كل مخططات الإرهابيين وفشلوا فشلا ذريعا في استهداف تونس خلال العام الجاري، والأكيد أن قواتنا الأمنية والعسكرية المستنفرة في مختلف أنحاء الجمهورية ستحبط مختلف هذه المخططات وتطيح بكل من يسعى للمس بالأمن القومي.