علمت "الصباح" أن معلومات استخباراتية توفرت لدى المصالح الأمنية منذ نهاية الأسبوع الفارط تفيد بأن عناصر إرهابية مرتبطة بتنظيم داعش تخطط لتنفيذ هجمات متزامنة في تونس الكبرى وخاصة في العاصمة، إضافة إلى معطيات مماثلة كانت تحصلت عليها المصالح الأمنية إثر الأبحاث في قضايا إرهابية، وهو ما دعا مصالح الإدارة العامة للأمن الوطني إلى رفع حالة الاستنفار إلى أعلى درجاتها للتصدي لمختلف التهديدات. ووفق المعطيات التي تحصلنا عليها فإن معلومات توفرت حول تخطيط عدد من الإرهابيين ممن يأتمرون بتعليمات قيادات داعشية فارة في ليبيا وأخرى في سوريا يخططون لتنفيذ عمليات إرهابية بينها انتحارية بأحزمة ناسفة على طريقة الذئاب المنفردة- في إقليم تونس وخاصة العاصمة حيث جل المنشآت الحساسة. وبناء على ذلك تعاملت الإدارة العامة للأمن الوطني مع هذه المعلومات بكل جدية من خلال مواصلة تفعيل العمل الوقائي والاستباقي والاستعلاماتي ورفع حالة الاستنفار إلى أعلى دراجتها بتونس الكبرى وخاصة بالعاصمة وتجنيد كل الضباط السامين والضباط والأعوان يتعاطون بكل جدية مع هذه التهديدات بهدف إحباطها في المهد. وقالت مصادر مطلعة إن الأعوان يعملون بكل جدية مع التهديدات خاصة خلال هذه الأيام التي تتزامن مع فترة الجهاد الأعظم لدى الإرهابيين، وهم جاهزون للتصدي لكل من تخول له نفسه الاعتداء على الوطن. القبض على 5 "دواعش" في سياق متصل علمنا أن الوحدات الأمنية بمطار الحبيب بورقيبة بالمنستير ألقت قبل أيام القبض على خمسة إرهابيين تونسيين حال قدومهم من ليبيا بعد التفطن لحملهم جوازات سفر مزورة، ووفق المعلومات التي تحصلنا عليها فإن الموقوفين ينحدرون من ولايات سيدي بوزيدوالقيروانوتونس العاصمة بينهم ثلاثة من القيروان كانوا تسللوا إلى ليبيا عبر بن قردان في أكتوبر 2015 رفقة إرهابي آخر تبين أنه تلقى التدريبات ثم شارك في أحداث بن قردان وقتل على يد القوات الأمنية والعسكرية. ويرجح أن يكون الموقوفون الخمسة عادوا إلى تونس لتنفيذ عمليات إرهابية أو التخطيط لهجمات وبحث طرق الدعم اللوجستي لها بالتنسيق مع قيادات داعشية قد تكون هي من طلبت منهم العودة إلى تونس لمزيد التنسيق حول طرق الرد على الضربات الأمنية والعسكرية القوية التي طالت الإرهابيين والخلايا الإرهابية بتونس من بن قردان إلى المنيهلة، وأكيد أن الأبحاث ستكشف كل تفاصيل ما كانوا يخططون له. الإطاحة بالقيادي عاطف الذوادي إلى ذلك قال مصدر أمني مطلع في اتصال مع»الصباح» إن قوات الأمن الليبية تمكنت يوم السبت الفارط من الإطاحة بالإرهابي الخطير جدا عاطف الذوادي المكنى أبو مصعب التونسي، المتحصن بالفرار في ليبيا منذ أكثر من عامين، مضيفا أن الذوادي في رصيده 22 منشور تفتيش من أجل تهم إرهابية إضافة إلى القتل العمد. وأكد نفس المصدر أن عاطف الذوادي(34 سنة) من قيادات ما يعرف بتنظيم أنصار الشريعة المحظور وسبق أن نظم خيمات دعوية بولاية بنزرت وأمّ المصلين في صلاة عيد الفطر سنة 2013، قبل أن يفر إلى ليبيا وينتمي لمعسكرات داعش حيث شارك في التخطيط لعدة عمليات إرهابية جدت بتونس بينها عمليتي متحف باردو ونزل أمبريال بسوسة وتفجير حافلة الأمن الرئاسي قبل أن يتحول إلى صبراتة رفقة امرأتين وطفلين ثم يشارك في أحداث بن قردان ويتوارى عن الأنظار إلى حين إيقافه. هذا الإرهابي الخطير كان أحيل يوم 25 سبتمبر 2008 على الدائرة الجنائية 12 بمحكمة الاستئناف بتونس في القضية عدد 11936 رفقة 13 شخصا آخرين لمحاكمتهم من أجل تهم الانضمام داخل تراب الجمهورية إلى وفاق اتخذ من الإرهاب وسيلة لتحقيق أغراضه وإعداد محل لاجتماع أعضاء تنظيم له علاقة بالجرائم الإرهابية، وقضي في حقهم بالسجن ولكنه تمتع إثر الثورة بالعفو التشريعي العام ورغم ذلك فقد اندمج مجددا في الإرهاب. صابر المكشر جريدة الصباح بتاريخ 21 جوان 2016