قال القيادي وليد جلاد ل"الصباح نيوز" ان حركة "مشروع تونس" اليوم في مفترق الطرق في ظل الاختلافات في التوجهات وتباين المواقف حول مرحلة البناء لاسيما في غياب وجود أي منخرط في الحركة وهو ما يتحمل مسؤوليته الأمين العام للحزب محسن مرزوق لتفرده بأخذ القرارات داخل الحزب،على حد تعبيره. وأوضح جلاد ان "مشروع تونس" في لحظات فارقة ،فاما ان يكون "ماكينة" دعائية وراء مشروع شخصي أو حزب له مؤسسات ديمقراطية ويكون له أمين عام يستمد قوته من المؤسسات. وعما اذا كان "مشروع تونس" يتجه نحو سيناريو "نداء تونس" خصوصا بعد الخلافات التي بدأت تشق صفوفه قال جلاد انه لا يمكن مقارنة "المشروع" ب"النداء" باعتبار ان "نداء تونس" مر بثلاث محطات انتخابية وهي الانتخابات التشريعية والرئاسية الاولى والثانية بينما مازال "المشروع" في مرحلة البناء مما يجعل الخلافات مختلفة بين الحزبين وليست نفسها لا على مستوى الأسباب ولا الظروف ، وفق تقديره. وما اذا كان يتصور تأجج الخلافات داخل "المشروع" رغم حداثة تأسيسه مقارنة ببقية الأحزاب قال جلاد "كنت أعتقد اننا اتعظنا من تجارب "نداء تونس" لكن للأسف نكرر نفس الممارسات بطرق مختلفة وبوجوه أخرى ، وأصبحت على يقين أكثر من أي وقت مضى اننا ركزنا داخل الحركة على الصورة والشكليات أكثر من المضمون بعد ان رفضنا في "نداء تونس" ان نكون آداة بيد مجموعة من الاشخاص تتخذ قراراتها داخل غرف مغلقة بعد خروج الباجي قائد السبسي." وحول ما اذا كان خلافه مع الامين العام للحزب محسن مرزوق يعود الى ما قبل المؤتمر التأسيسي للحزب أفاد جلاد ان خلافاته مع مرزوق في التوجهات قديمة ورغم تواصل النقاشات لم يجد أي ارادة للاصلاح لاسيما ان النظام الداخلي للحزب يعطي صلاحيات مطلقة للأمين العام لاتخاذ كل القرارات ، حسب قوله. وتابع جلاد قائلا " تخوفي الأكبر ان تكون كتلة "الحرة" آداة عند محسن مرزوق خاصة انه مع أول خلاف لي مع الأمين العام يتم اقصائي من الكتلة ، ومن غير المعقول ان يكون أول قرار لها اقالة نائب على خلفية تصريحاته وهذا اكبر دليل على الكتلة باتت آداة بيد مرزوق. وعن مدى استعداده للحوار لتجاوز الخلافات قبل توسعها داخل حركة "مشروع تونس" أوضح جلاد انه مازال داخل الحزب ويده ممدودة للحوار من أجل المشروع الوطني العصري ، على حد تعبيره. واستطرد قائلا " نحن مصرون على عملية الاصلاح لانه في اعتقادنا ان حركة مشروع تونس يمكن ان تنحرف انحرافا كليا خاصة اننا تفاجأنا بتصعيد كلي من الامين العام للحزب حيث عمد الى تحريض الهياكل الجهوية ضد كل من يخالفه الرأي وهذا يعتبر خطرا على الديمقراطية." وعن رسالته الى الامين العام للحركة محسن مرزوق أفاد جلاد انه يطلب منه ان يكون شخصية جامعة لا ان يكون شخصية اقصائية ، متابعا "مرزوق لا يحتمل الرأي المخالف "وان شاء الله ما يكونش لابس قناع الديمقراطية" حسب قوله.