في هذه الولايات: حجز 21 طنا من المواد الفاسدة وغلق8 محلات خلال حملات بمناسبة رأس السنة    تمديد أجل الإدلاء بالوثائق للمنتفعات بالجراية الوقتية للأيتام اللمسندة للبنت العزباء فاقدة المورد    عاجل: تركيا: تحليل الصندوق الأسود لطائرة رئيس الأركان الليبي في 'دولة محايدة'    'كان 2025': الجزائر تفتتح مشوارها بانتصار عريض على السودان    تطاوين: إطلاق حملة للتبرّع بالدم وسط مدينة تطاوين في إطار مجهودات دعم المخزون الوطني من الدم    الإطاحة بشبكة لترويج الأقراص المخدّرة بفريانة وحجز قرابة 330 ألف قرص مخدّر    الليلة: الحرارة تترواح بين 4 و12 درجة    مناظرة 2019: الستاغ تنشر نتائج أولية وتدعو دفعة جديدة لتكوين الملفات    بابا نويل يشدّ في'' المهاجرين غير الشرعيين'' في أمريكا: شنوا الحكاية ؟    أستاذ قانون: العاملون في القطاع الخاصّ يمكن لهم التسجيل في منصّة انتداب من طالت بطالتهم    قبلي: الاعداد لمشروع انتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية الكهروضوئية المزمع انجازه بمعتمدية رجيم معتوق    تونس 2026: خطوات عملية لتعزيز السيادة الطاقية مع الحفاظ على الأمان الاجتماعي    توننداكس ينهي معاملات الإربعاء على منحى سلبي    كأس افريقيا للأمم : فوز بوركينا فاسو على غينيا الاستيوائية    الديوانة تكشف عن حصيلة المحجوز من المخدرات خلال شهري نوفمبر وديسمبر    في الدورة الأولى لأيام قرقنة للصناعات التقليدية : الجزيرة تستحضر البحر وتحول الحرف الأصيلة إلى مشاريع تنموية    القصور: انطلاق المهرجان الجهوي للحكواتي في دورته الثانية    الرابطة الأولى: علاء الدين بوشاعة رئيسا جديدا للمستقبل الرياضي بقابس    زلزال بقوة 1ر6 درجات يضرب هذه المنطقة..#خبر_عاجل    عاجل: شوف شنيا قال عصام الشوالي على الماتش الجاي لتونس    عدّيت ''كوموند'' و وصلتك فيها غشّة؟: البائع ينجّم يوصل للسجن    مدرسة الطيران ببرج العامري: ارتفاع سنوي في عدد الطلبة ومسار مهني واعد    قفصة: إصدار 3 قرارات هدم لبنانيات آيلة للسقوط بالمدينه العتيقة    تزامنا مع العطلة المدرسية: سلسلة من الفعاليات الثقافية والعروض المسرحية بعدد من القاعات    عاجل/ بعد وصول سلالة جديدة من "القريب" إلى تونس: خبير فيروسات يحذر التونسيين وينبه..    قائمة سوداء لأدوية "خطيرة" تثير القلق..ما القصة..؟!    حليب تونس يرجع: ألبان سيدي بوعلي تعود للنشاط قريبًا!    كي تشرب القهوة يجيك النوم علاش؟...السّر الي ماكنتش تعرفو    هام/ المركز الفني للبطاطا و القنارية ينتدب..    عاجل: هذا موعد الليالي البيض في تونس...كل الي يلزمك تعرفه    عركة كبيرة بين فريال يوسف و نادية الجندي ...شنوا الحكاية ؟    قابس: أيام قرطاج السينمائية في الجهات ايام 25 و26 و27 ديسمبر الجاري بدارالثقافة غنوش    ندوة علمية بعنوان "التغيرات المناخية وتأثيرها على الغطاء النباتي والحيواني" يوم 27 ديسمبر الجاري على هامش المهرجان الدولي للصحراء    درجة الحرارة تهبط...والجسم ينهار: كيفاش تُسعف شخص في الشتاء    هذا هو أحسن وقت للفطور لخفض الكوليسترول    بول بوت: أوغندا افتقدت الروح القتالية أمام تونس في كأس إفريقيا    صفاقس: تركيز محطة لشحن السيارات الكهربائية بالمعهد العالي للتصرف الصناعي    تونس: حين تحدّد الدولة سعر زيت الزيتون وتضحّي بالفلاحين    عاجل: تغييرات مرورية على الطريق الجهوية 22 في اتجاه المروج والحمامات..التفاصيل    الحماية المدنية :425 تدخّلا خلال ال 24 ساعة الماضية    راس السنة : جورج وسوف بش يكون موجود في هذه السهرية    مع بداية العام الجديد.. 6عادات يومية بسيطة تجعلك أكثر نجاحا    تونسكوب تطلق نشيدها الرسمي: حين تتحوّل الرؤية الإعلامية إلى أغنية بصوت الذكاء الاصطناعي    عاجل/ قضية وفاة الجيلاني الدبوسي: تطورات جديدة..    بطاقة التعريف عن بعد لتلاميذ الثالثة ثانوي: شنيا الحكاية؟    عاجل: اصابة هذا اللّاعب من المنتخب    البرلمان الجزائري يصوّت على قانون يجرّم الاستعمار الفرنسي    اتحاد المعارضة النقابية: استقالة الطبوبي ليست نهائية ولم تكن مفاجئة    كأس الأمم الإفريقية المغرب 2025: برنامج مباريات اليوم والقنوات الناقلة..#خبر_عاجل    كأس أمم افريقيا (المغرب 2025: تونس-اوغندا 3-1): تصريحات ما بعد المباراة..    الذهب فوق 4500 دولار للمرة الأولى.. والفضة تصعد إلى مستويات قياسية    انفجار في دار لرعاية المسنين في ولاية بنسلفانيا الأمريكية والنار تحاصر المقيمين    عبد الستار بن موسى: المنتخب الوطني قادر على التطور.. والمجبري كان رجل مباراة اليوم    اشتباكات بين الجيش الأردني ومجموعات مسلحة على الحدود مع سوريا    دعاء السنة الجديدة لنفسي...أفضل دعاء لاستقبال العام الجديد    مع الشروق : تونس والجزائر، تاريخ يسمو على الفتن    في رجب: أفضل الأدعية اليومية لي لازم تقراها    برّ الوالدين ..طريق إلى الجنة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



وداد بوشماوي ل"الصباح": أريد إجابة واضحة اليوم "ماذا تريدون منّا تحديدا كرجال أعمال أو أصحاب مؤسسات"
نشر في الصباح نيوز يوم 26 - 10 - 2016

* أوافق اتحاد الشغل عندما قال "إنه ليس وحده مطالبا بدفع الفاتورة.."
* لا يعقل أن ندفع كأعراف ضريبة استثنائية لتعبئة موارد مؤسسات عمومية "تخسر باستمرار"
* الدولة رصدت اعتمادات محتشمة.. ولكن إذا لم تقم هي بالاستثمار فان الخواص لن يقبلوا على الاستثمار
*الضغط الجبائي على المؤسسات في تونس من أعلى نسب العالم وفق دراسة دولية
*أريد إجابة واضحة اليوم "ماذا تريدون منّا تحديدا كرجال أعمال أو أصحاب مؤسسات"
*80 % من النسيج الاقتصادي مؤسسات صغرى ومتوسّطة وهناك قطاعات مثل الصناعات التقليدية في مرحلة "احتضار"
أجرت الحوار:منية العرفاوي -
تونس-الصباح - لم تخف رئيسة منظمة الأعراف وداد بوشماوي أن البلاد تمرّ بمرحلة صعبة على المستوى الاقتصادي وأن الجميع يتحمّل مسؤولية في ذلك، بما في ذلك اتحاد الأعراف، كما أكّدت بوشماوي أن اتحاد الأعراف لا يتنصّل من المسؤولية وأن المنظمة مستعدّة للقيام بواجبها الوطني ولكن دون أن يتم إثقال كاهل المؤسسات الاقتصادية الوطنية بما يعيق دورها لاحقا في الاستثمار والتشغيل .
بوشماوي أكّدت أيضا أن "المؤسسة الاقتصادية لا تستطيع اليوم تحمل زيادة في الضريبة وزيادة في الأجور وإلا ستكون ديمومتها مهددة وستكون مواطن الشغل القائمة مهددة" في سياق حديثها عن رفض اتحاد الأعراف لنسبة الضريبة الاستثنائية على المرابيح، المقترحة من الحكومة ضمن مشروع قانون المالية ل2017 والتي قالت عنها بوشماوي أن الاتفاق الأوّل بين الأعراف ورئيس الحكومة يوسف الشاهد ووزيرة المالية ليس هو الذي تم تضمينه بمشروع قانون المالية.
رئيسة اتحاد الأعراف أشارت أيضا إلى أن 80 بالمائة من النسيج الاقتصادي مؤسسة صغرى ومتوسّطة أي إمكانياتها محدودة وبالتالي فان "إثقال كاهلها بالضرائب وبالزيادة في الأجور سيحدّ من إمكانيات المؤسسات في الاستثمار".
قبل المصادقة عليه من طرف مجلس نواب الشعب أثار مشروع قانون المالية المقترح من حكومة الوحدة الوطنية موجة انتقاد واسعة من أطراف اجتماعية وسياسية ومن قطاعات بعينها.. فما هو موقف منظمة الأعراف ورجال الأعمال من مشروع قانون المالية؟
اليوم نحن نواجه الكثير من الصعوبات التي جعلت مؤشرات النمو متدنية وخلقت بالتالي إشكالات على مستوى ديناميكية الاقتصاد الوطني، فالجميع متفق أن هناك وضعا اقتصاديا هشّا، والجميع متفق أنه لا بدّ من حلول إنقاذ عاجلة، وكان التعويل واضح أن يأتي قانون المالية بالحلول المرجّوة ولكن هذا القانون خلق صعوبات جديدة بل وتّر وشنّج الأجواء العامة.
هل أتى هذا المشروع المقترح بحلول مالية واقتصادية قادرة على تعبئة موارد الدولة؟
لا لم يأت بحلول.. أنا أتفهم أن هذه الحكومة وجدت أوضاعا صعبة وصعبة للغاية، وعليها أن تجد الحلول للعديد من الملفات العالقة والعاجلة في آن واحد، لكن رغم ذلك لا يجب أن تكون الحلول ترقيعية،لأنها فقط كانت مضطرة لغلق الميزانية في الآجال المحدّدة وإيجاد الموارد اللازمة لذلك.. لكن في تقديري أن ابرز ثغرة في قانون المالية لسنة 2017 هو أنه لم تقع أي استشارة حوله بين جميع الأطراف، ولذلك وجدنا كل هذا التململ حوله، أنا تمنيت أنه بعد التوقيع على وثيقة قرطاج كان هناك لقاء تكميلي آخر على ضوء اتفاق قرطاج جمع التسعة أحزاب السياسية والثلاث منظمات اجتماعية، وبحضور الرؤساء الثلاثة وخاصّة رئيس الحكومة الذي لم يكن موجودا في جولة المفاوضات الأولى لاتفاق قرطاج، ويكون هذا اللقاء الثاني أو التكميلي مناسبة لوضع كل الملفات الكبرى على طاولة الحوار والتفاوض وكذلك مناقشات الخيارات الإستراتيجية للمرحلة القادمة.. وأن نضع كل المؤشرات والمعطيات والأرقام للنقاش حولها بكل شفافية ووضوح وأن لا نغادر هذا اللقاء دون أن نجد كل الحلول المطلوبة.
ويقوم بالتالي كل طرف بما هو مطلوب منه سواء كأعراف أو عمّال أو أحزاب سياسية، وهذا النقاش كان من الأجدى أن ينسحب أساسا على قانون المالية ولا أن يمرّر بتلك الطريقة ويثير حوله الجدال والسجال. تونس تحتاج في الظرف الراهن إلى التخفيف من حدة التوتر والاحتقان وأنا أدعو رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة وجمع الأطراف الموقعة على اتفاق قرطاج إلى طاولة الحوار مجدّدا..
اتحاد الأعراف كان مساندا وداعما لاتفاق قرطاج ولمبدأ الحكومة الوطنية،هذه الحكومة التي كان محمولا عليها منذ البداية القيام بإجراءات مؤلمة لماذا اليوم مع أوّل هذه الإجراءات التي تضمّنها قانون المالية انفضّ الجميع من حولها ولم يقبلوا بالإجراءات الجديدة؟
ليس عدم قبول لهذه الإجراءات.. لكن إن أردنا أن نتحدّث بصراحة فانه لم يقع التشاور معنا حول قانون الميزانية لسنة 017 ، نحن تحفّظنا على الضريبة الاستثنائية أو ما تسمّى بالضريبة على المرابيح،لأنه لمّا كان اللقاء الأوّل الذي جمعنا مع رئيس الحكومة ووزير المالية تم الاتفاق حول نسبة الضريبة الاستثنائية على المؤسسة ولكن يوم قبل يوم من تمرير قانون المالية لمجلس نواب الشعب تم إدخال تغيير على الاتفاق ودون أن تتم استشارتنا..
اليوم تقترح الحكومة من خلال قانون المالية لسنة 2017 زيادة بنسبة 7.5% لكن نحن نرى أن هذه النسبة مرتفعة وستؤثر بشكل كبير على تنافسية المؤسسة علما وأن الاتجاه كان في الأول هو توظيف 7.5 على ال 25 بالمائة التي تدفعها المؤسسة كضريبة وهو ما يعطي ضريبة بحوالي 27 بالمائة بعد الزيادة المقترحة في صياغتها الأولى أما الصيغة الأخيرة المضمنة في مشروع قانون المالية الذي أودع بمجلس نواب الشعب فهي الزيادة ب 7.5 بالمائة في الضريبة لتصبح 32.5 بالمائة وهو ما فاجأنا لأنه لم يقع التشاور فيه معنا كما وأنها نسبة مرتفعة بالنسبة لمؤسساتنا التي هي صغيرة ومتوسطة في أغلبها وتعاني من مصاعب عديدة.
اليوم القانون وقع إحالته لمجلس نواب الشعب فماذا انتم فاعلون؟
طبعا باب النقاش والتفاوض مازال مفتوحا حول قانون المالية ونحن سنُدعى لمجلس نواب الشعب وخاصّة لجنة المالية لتوضيح موقفنا من القانون، ونحن نملك كل المعطيات لتصحيح بعض النسب الخاطئة ومنها الضغط الجبائي الذي يقول البعض انه في حدود 25 بالمائة،أنا أملك دراسة للبنك الدولي تؤكّد أن نسبة الضغط الضريبي على المؤسسة في حدود 59.5 بالمائة .
اليوم عندما نثقل كاهل المؤسسات بالضرائب لن نترك أي مجالا لهذه المؤسسات للقيام بالاستثمار الكفيل بدفع عجلة التنمية وإدخال ديناميكية على الاقتصاد، ثم لماذا دائما تكون القطاعات المنظّمة هي من يتحمّل كل الضغوط الجبائية ونتناسى الأنشطة الموازية التي تلتهم حوالي 60 بالمائة من اقتصادنا الوطني، نحن لا نرفض من حيث المبدأ القيام بواجبنا الوطني لكن لا بدّ من مراعاة وضع المؤسسات وعدم إنهاكها ضريبيا.
وهل تملك الحكومة في تقديرك خططا واضحة للتصدّي للاقتصاد الموازي؟
إذا أردنا أن نكون عمليين فان هذه الحكومة لم يمض على تولّيها لمهامها إلا شهرين وقد واجهت في البداية مشكلة بتروفاك وبعد ذلك مشكلة جمنة وبعد ذلك كانت مرتبطة بآجال لإحالة الميزانية لمجلس نواب الشعب..أنا طبعا لا ابحث عن أعذار لهذه الحكومة، ولكن يجب أن نذكر الظروف المحيطة بعملها وبالتالي لا أعتقد انه تسنّى لها الوقت للعمل على مثل هذه الملفات الكبرى.. وبالنسبة للاقتصادي الموازي فانا أعتقد أنه "عقلية" وللتصدّي لها يجب أن يكون ذلك بمساهمة من الجميع والحكومة،المواطن العادي،المنظمات الاجتماعية،الأحزاب،يعني من الجميع.
اليوم في الحقيقة بتنا نستشعر تحسّنا طفيفا بحجز كميات كبيرة من السلع والبضائع المهرّبة،لكن التصدّي للأنشطة الموازية يتطلّب أمرين أساسيين،البحث عن المنابع وتجفيفها وفي الآن ذاته إيجاد حلول للعاملين في هذه الأنشطة والتي تعدّ مصدر رزقهم الوحيد،لا بدّ من إيجاد حلول لدمجهم في الدورة الاقتصادية..
دون محاسبة ودون ردع لما يسمّى ب"بارونات التهريب"؟
طبعا لا.. لابدّ من الردع متى استوجب الأمر ذلك، نحن في دولة القانون وبالتالي أي مواطن تونسي يخالف القانون فان من حق الدولة تطبيق هذا القانون .
هل مازلنا نسيطر على الوضع في ما يتعلّق بالاقتصاد الموازي بما يمكننا من التدارك؟
منذ ستة سنوات تغوّل هذا الاقتصاد الموازي بنسق متزايد وحتى رئيس الحكومة لا يملك اليوم عصا سحرية لتجفيف منابعه نهائيا، الأمر يتطلّب عملا دؤوبا وإستراتيجية واضحة يشترك من خلالها الجميع في التصدّي لهذه "الآفة"،الحلّ هنا ينطلق من المواطن أو المستهلك الذي يجب أن يكون له الإدراك والوعي الكافي في التعامل مع هذه الأنشطة التي تضرّ به في بيئته وفي صحّته.
لماذا رفضت بعض القطاعات الخاصّة الزيادة في الأجور بعنوان 2015؟
بالنسبة للقطاعات التي لم توقع بعد على الملاحق التعديلية للزيادة في الأجور بعنوان سنة 2015 فهي تتعلق إما بقطاعات مدعمة وهامش الربح فيها تضبطه الإدارة، وهي لا تستطيع الزيادة في الأجور قبل الاتفاق مع الإدارة على مراجعة هامش الربح مثل قطاع توزيع الأدوية أو أنها قطاعات تعاني من أزمات هيكلية مثل كراء السيارات وقاعات السينما أومن تفشي المزاحمة غير الشريفة مثل قطاع رياض الأطفال في حين أن هناك قطاعات أخرى قد تراجعت عن الاتفاقيات المشتركة منذ سنوات مثل الحراسة والمقاهي.
مقترح الحكومة حول تجميد الأجور إلى حدود سنة 2019 أثار حفيظة الاتحاد العام التونسي للشغل ورأى فيه تحاملا على الأجراء.. فكيف تنظرين أنت إلى هذا الملف؟
أنا أتفهّم اتحاد الشغل عندما يقول أنه ليس وحده المطالب بدفع الفاتورة.. أنا أوافقه في ذلك ويجب على الجميع دفع الفاتورة.. الحكومة لم تخف أنها تواجه أزمة حقيقية في تعبئة موارد ميزانية 2017، لم تجد الحكومة الحالية الموارد الكافية لإغلاق الميزانية..أنا أتفهم موقف الاتحاد لا بل أوافقه لكن لا بدّ من تفهّم الوضع الصعب.. اليوم المؤسسة الخاصّة مطالبة بدفع ضريبة استثنائية علما انه اليوم كل ما هو استثنائي يصبح دائما، نحن كأصحاب مؤسسات نقبل بالمساهمة لكن على قدر الإمكانيات ومراعاة تنافسية المؤسسة، فالمؤسسة مطالبة بدفع الأجور والضرائب القارة والاستثنائية ودفع أقساط الصناديق الاجتماعية ثم يطالبوننا بعد ذلك بالتنمية وبالاستثمار وبخلق مواطن شغل جديدة..
ماذا تقترحون كمنظمة أعراف لتقليص هذا التوتّر الاجتماعي؟
حان الوقت اليوم وبصفة عاجلة أن نجلس مع رئيس الحكومة كأطراف اجتماعية ونتناقش حول إمكانيات كل طرف وعلى ضوء ذلك نحدّد مواقفنا النهائية..، اليوم هناك معضلة مسكوت عنها وهو توفير مواطن شغل لأكثر من 650 ألف عاطل عن العمل، نحن نلام أننا لا نستثمر في الجهات الداخلية، وأننا لا نشغّل العاطلين عن العمل، وأن رأس المال جبان، نحن نريد جوابا صريحا ماذا يريدون منّا أن نفعل كرجال أعمال أو كأصحاب مؤسسات .
الضغط الجبائي على المؤسسة هو أكثر من 22 بالمائة وقد شهد تطورا بأكثر من نقطتين في السنوات الأخيرة أما الركن الجبائي للمؤسسة ( أداءات ومساهمات في نظام التغطية الاجتماعية وصندوق التأمين على المرض وغيرها) فهو في حدود ال59 بالمائة وفق آخر دراسة قامت بها مؤسسة مالية دولية وهو من بين النسب الأعلى في العالم.
احتج المحامون على الإجراءات الجبائية الجديدة.. كيف تعلقين على هذا الأمر؟
لدينا في تونس وصفة سحرية هي الحوار والتوافق.. لذلك قلت إني تمنيت لو كانت لدينا جلسة حوار ونقاش بعد اتفاق قرطاج ومع تشكيل الحكومة الجديدة تضم الأحزاب والمنظمات والهياكل القطاعية لتطارح كل هذه الملفات وإيجاد حلول بالتوافق تجعلنا نربح الكثير من الوقت ويبعدنا عن الشعبوية التي نراها اليوم وكذلك تبعد التشنّج والتخوّف عن التونسيين..
قيل الكثير عن المعطيات الإحصائية المقدمة حول الوضع الاقتصادي من خلال الأرقام والمؤشرات.. هل تعتقدين أن هذه الأرقام تتسم بالشفافية؟
من حق أي مواطن تونسي دافع للضرائب أن يعرف أين ستذهب أمواله، نحن أنفسنا كاتحاد أعراف عندما يُطلب منّا دفع ضريبة استثنائية على المرابيح أريد أن أعرف كيف ستصرف.. إذا كانت هذه الأموال ستذهب للاستثمار والتشغيل فنحن نوافق على ذلك ولكن أن تذهب إلى وجهات أخرى فالأمر يستدعي التفكير..الشفافية مطلوبة لمعرفة مواطن الخلل ولتشخيص الواقع كما يجب وهو ما يسهّل عملية إيجاد الحلول في ما بعد، يعني عندما نتحدّث عن عجز الصناديق الاجتماعية فذلك لا يعني أن القطاع الخاصّ فقط هو من أخلّ بالتزاماته هناك مؤسسات عمومية لا تسدّد الأقساط المتوجّبة عليها، يجب أن نواجه هذه الحقيقة أيضا..لا احد اليوم يتحدّث عن المؤسسات العمومية والصعوبات التي تواجهها لا يعقل أن ندفع نحن كأعراف ضريبة استثنائية لتعبئة موارد مؤسسات عمومية مفلسة وخاسرة ب"استمرار".
هل أنت متفائلة بأن يحقق مؤتمر الاستثمار ما هو مرجو منه في ظل الأجواء الحالية المتسمة بالتوتّر على كل الأصعدة؟
نحن سنبقي على التفاؤل، سيُطرح من خلال هذا المؤتمر عديد المشاريع الكبرى التي يتطلّع إليها التونسيون، تونس قامت بشوط كبير في الديمقراطية والحرية وإرساء المؤسسات الدستورية واليوم نبحث عن تحقيق شوط اقتصادي، ستكون بدايته بإنجاح هذا المؤتمر.
يتهم رجال الإعمال بأنهم مازالوا غير متحمسين للاستثمار في المناطق الداخلية.. لماذا في تقديرك؟
من السهل توجيه الاتهامات، المؤسسات الاقتصادية الوطنية تواجه تحديات كبرى للمحافظة على استمراريتها وعلى مواطن الشغل فيها، لكن نحن ليس مطلوب منّا القيام بكل شيء، فقطاع الصناعات التقليدية الذي يشغّل حوالي 350 ألف عامل هو في مرحلة الاحتضار،هناك مناخ غير محفّز على الاستثمار لكن ليس نحن فقط من يتحمّل المسؤولية، ألم يقع اتفاق شراكة بين القطاع الخاصّ والعام.. فأين هذا الاتفاق اليوم؟ ثم إن الاعتمادات المخصصة للاستثمار في قانون المالية محتشمة ومحتشمة جدّا كيف أذن سنشغل العاطلين.. إذا لم تقم الدولة بالاستثمار فان الخواص لن يقبلوا على الاستثمار.
هل مازال اتحاد الأعراف يدعم حكومة الوحدة؟
نحن وقّعنا اتفاق قرطاج رغم أننا لم نشارك رسميا في اقتراح الأسماء كما لم يقع استشارتنا في بعض الأسماء لكننا ندعم حكومة الوحدة لأننا ملتزمون بوثيقة قرطاج،على أن تثبت هذه الحكومة أن لديها رؤية وبرامج واضحة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.