من تونس الى نيويورك فباريس ، تحوّل وزير الخارجية السابق والموظف الاممي السامي منجي الحامدي على نفقته الخاصة للقيام بحملة انتخابية و»لوبينغ «يرغب ان تقوده الى منصب نائب الامين العام للمنتظم الاممي الذي سيتم التوافق حوله قريبا . الحامدي الذي شغل خطة الممثل الخاص للأمين العام ورئيس بعثة الأممالمتحدة المتكاملة المتعددة الأبعاد لتحقيق الاستقرار في مالي مكلفا بفض النزاع في ذاك البلد ونجح في اعادة الوفاق بين حساسيته ، راكم خبرة لا تقل عن الربع قرن تحمّل خلالها عدة مسؤوليات قادته لان يكون ضمن مساعدي بان كي مون، يطمح اليوم وطموحه مشروع أن يكون نائبا للامين العام وهو المنصب الذي يفترض ان يشغله شخص واحد على عكس المساعدين والمستشارين والممثلين والمبعوثين والذين يفوق عددهم الثلاثين وبحكم تعيين امين عام من بلد متقدم فان المنصب وكما جرت العادة يفسح لممثل عن دولة في طريق النمو . خبر تحوّل الحامدي الى نيويورك بقدر ما يوحي باعتداد الشخص بذاته وتشبثه بالأمل في غد افضل وبقدر ما يمنح كل التونسيين شحنة ايجابية بقدر ما يخلّف مرارة في النفس لفقدان حزام دبلوماسي وسياسي حوله يدعمه في حملته الانتخابية ..كم كان جميلا لو دعاه رئيس الدولة الباجي قايد السبسي لمرافقته خلال زيارته الرسمية لنيويورك وعرضه كمرشح لتونس الديمقراطية في المنتظم الاممي وكم كان مستحسنا لو بادر خلال لقائه الرئيس الامريكي أوباما ووزير خارجيته جون كيري وبقية من لاقاهم بتقديمه لهم كمرشح للمنصب الأممي . إن لتونس ركائز عدة تؤهلها للظفر بالمنصب فهي الديمقراطية العربية الوحيدة والبلد الوحيد ضمن بلدان الربيع العربي الذي نجح في تحقيق انتقال ديمقراطي وسلمي وحاز على جائزة نوبل للسلام وحرر المرأة منذ عقود طويلة ونجح في تعليم السواد الاعظم من شعبه الى ان أضحى مثالا يحتذى به وتكليف احد أبنائه هو اعتراف بما حققته تونس وتشجيعا وتكريما لها ..فمن يدعم المنجي الحامدي لتحقيق أمنية عجزت تونس على تحقيقها على يد المنجي سليم وهل يحقق منجي 2016 ما حالت الظروف دون ان يحققه منجي 1961 ؟