قال وزير الشؤون الاجتماعية محمد الطرابلسي في تصريح إعلامي أمس أن الوضع المالي الصعب الذي تشكو منه الصناديق الاجتماعية قد يؤثر سلبا على صرف جرايات المتقاعدين في الفترة المقبلة، مشيرا إلى وجود صعوبات سواء على مستوى صرف الجرايات أو صرف الزيادات، ودعا الطرابلسي مختلف الأطراف إلى ضرورة إعطاء هذه المسألة الأهمية القصوى. ويأتي تصريح الوزير ليعيد إلى الأذهان ما تردد في الآونة الأخيرة عن حقيقة عجز الصناديق الاجتماعية وعدم قدرتها على تأمين جرايات المتقاعدين، وهو ما نفته وزارة الشؤون الاجتماعية التي أعلنت خلال شهر سبتمبر الفارط أن جرايات التقاعد ستصرف في آجالها المحددة، وأكده حينها الاتحاد العام التونسي للشغل الذي نفى فرضية بحث الدولة عن تمويل لتوفير جرايات المتقاعدين لشهر أكتوبر المنقضي. ويذكر أن خبرا تم تداوله في الأشهر الماضية مفاده أن الحكومة تعكف على إيجاد التمويلات اللازمة لفائدة الصناديق الاجتماعية لمساعدتها على صرف جرايات منخرطيها لشهر أكتوبر 2016 في ظل الصعوبات المالية الكبيرة التي تمر بها، وقد تصاعدت وتيرة الحديث عن عجز الصناديق الاجتماعية بعد إقرار وزير الشؤون الاجتماعية الأسبق عمار الينباعي خلال جلسة استماع في مجلس نواب الشعب خلال شهر جانفي من السنة الجارية بأن عجز الصندوق الوطني للتقاعد والحيطة الاجتماعية بلغ إلى حدود سنة 2015 قيمة 900 مليون دينار، وينتظر أن يصل العجز إلى 4600 مليون دينار في سنة 2020 في حال لم يقع اتخاذ الإجراءات الضرورية. ويبدو أن أزمة الصناديق الاجتماعية تتفاقم يوما بعد يوم نتيجة الوضع الاقتصادي الصعب بما يشكل تهديدا لجرايات المتقاعدين، وجاءت تصريحات الوزير لتدق ناقوس الخطر في هذا الاتجاه، فهل تنجح الحكومة في تجاوز هذه الصعوبات قبل فوات الأوان؟ وجيه جريدة الصباح يتاريخ 12 نوفمبر 2016