بعد تأكيد مصدر رسمي ل"الصباح نيوز" إحداث هيكل جديد يعنى بالاتصال الدولي، عبرت بعض الاطراف عن مخاوفها من إمكانية عودة العمل بنسخة جديدة لوكالة الاتصال الخارجي . "الصباح نيوز" استطلعت مواقف مختلف الهياكل النقابية حيال الهيكل الجديد وتداعياته الممكنة . طي صفحة وكالة الاتصال الخارجي وفي هذا السياق، قال رئيس نقابة الصحفيين التونسيين ناجي البغوري في تصريح ل"الصباح نيوز"، انه إذا كانت الدولة ترغب في بعث هيكل يعنى فقط بتحسين صورة تونس للخارج من أجل التشجيع على السياحة والاستثمار فإنّ هذا لا يطرح أيّ إشكال. وأستدرك البغوري، انه في صورة وجود رغبة في خلط تحسين صورة تونس في الخارج بالإعلام فإنّ هذه مسألة "مرفوضة قطعيا" ولا مجال للخوض فيها والعودة إلى مربع وكالة الاتصال الخارجي التي استعملت أموالا طائلة لشراء ذمم بعض الإعلاميين على حد تعبيره. كما أكّد رئيس نقابة الصحفيين على ضرورة طي صفحة وكالة الاتصال الخارجي التي استعملها "جهاز استبدادي"، مضيفا: " وكالة الاتصال الخارجي كانت بامتياز من أكثر الهياكل في تاريخ العالم التي تهدف لإفساد قطاع الإعلام ويجب قطع كل الطرق لاعادة تجربتها ". الشفافية والوضوح ومن جهته، قال الكاتب العام للنقابة العامة للإعلام المنضوية تحت الاتحاد العام التونسي للشغل محمد السعيدي ل"الصباح نيوز" ان الحكومة من شأنها أن تحدث مثل هذه الهياكل للترويج لصورة تونس في الخارج، مشترطا: " أن لا يكون الهدف الضمني الترويج للحكومة لا لصورة تونس". كما اعتبر السعيدي ان الهيكل الذي سيتم إحداثه يجب أن يكون منظما بقانون شفاف وواضح وأن يكون تمويله واضحا كذلك حتى لا يكون أداة لشراء ذمم بعض الصحفيين سواء تونسيين أو أجانب مثلما حدث مع وكالة الاتصال الخارجي سابقا". ومن جهة أخرى، قال ان هذا الهيكل يجب أن يضمن توجيه الصحفيين الأجانب الذين يحلون بتونس في إطار مساعدتهم على استكمال عملهم وفقا للمعايير الدولية ودون أيّ تضييق على الحريات. .."حتى لا نذهب للهاوية" أمّا رئيس الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي والبصري "الهايكا" نوري اللجمي، فقال في تصريح ل"الصباح نيوز" ان من حق الدولة بعث أيّ هيكل للتسويق لصورة تونس في الخارج لكن مع الأخذ بعين الاعتبار لعدم استعمال وسائل الإعلام واستغلال بعض الأحداث كمطية لتقليص هامش الحريات والعودة إلى أساليب الماضي بهدف المس من حرية الإعلام والتضييق على الصحفيين . وأضاف اللجمي: "كلّ هيكل تبعثه الدولة في مجال الاتصال يجب أن ينأى عن كل إرادة لإعادة طرق قديمة.. وأن يأخذ بعين الاعتبار مبدأ حرية الصحافة وإلا سنذهب للهاوية". كما قال اللجمي: "صحيح ان الدولة يجب أن تراقب الدخول والخروج من وإلى أرض الوطن في إطار الحفاظ على أمن الدولة ولكن دون ضغط أو تضييق أو مساس من حرية الاعلام ومع الاحترام التام للمواثيق الدولية".