ببادرة من جمعية البديل الثقافي بدوز وبالتعاون مع هيئة المهرجان الدولي للصحراء في دورته 49 التي انطلقت أمس الجمعة لتتواصل إلى غاية السادس عشر من هذا الشهر، احتضنت دار الثقافة محمد المرزوقي على امتداد يومين ندوتين علميتين خصصتا للبحث في واقع الاستثمار في ولاية قبلي وإشكالية تملّح المياه والتربة في القطاع الفلاحي بالجهة وفق ما ذكره رئيس جمعية البديل الثقافي محمد عبد المولى، اليوم لمراسل (وات). وأوضح المصدر ذاته ان الندوة العلمية الاولى حول واقع الاستثمار بالجهة اهتمت من خلال المحاضرتين التي تم تقديمهما بتشخيص حقيقة الوضع الاقتصادي في ولاية قبلي خاصة خلال السنوات الستة الأخيرة حيث ركّز كل من عمار رحومة في مداخلته التي قدمها حول بدائل الاستثمار بالجهة، وحسن الرحيلي في مداخلته حول إشكاليات التنمية والاستثمار بتونس على إبراز محدودية المؤشرات التنموية بهذه الجهة التي تحتل المرتبة الأخيرة في القطاع الصناعي والتي لا تزال تعتمد على القطاع الفلاحي التقليدي كعمود فقري للاقتصاد وهو ما بات يتطلب التوجه نحو بدائل تنموية حقيقية تستثمر خيرات الجهة وتنوع من بنيتها الاقتصادية والصناعية عبر استغلال القطاع الفلاحي وخاصة إنتاج التمور في الصناعات التحويلية الى جانب الاستثمار في الطاقات الواعدة و البديلة وخاصة الطاقة الشمسية وما توفره من فرص هامة لإنتاج الكهرباء . أما في ما يتعلق بالندوة العلمية الثانية بعنوان تملح المياه والتربة في القطاع الفلاحي فانها ركّزت على إبراز أسباب وعوامل انتشار التملح بالجهة وخاصة منها استنزاف المائدة المائية مع تقديم بعض التجارب العلمية التي تساعد في حسن التحكم في الري الواحي والقيام بعملية التسميد المتكرر للأرض بطرق علمية تساعد في مقاومة التملّح وتعزّز من الإنتاج والجودة. وأضاف عبد المولى أن برنامج هذه الندوة تضمن عددا من المداخلات العلمية خصصت الأولى للتعريف بنوعية المياه في منطقة نفزاوة من تقديم الباحثة بالمركز الفني للتمور ضحى بن عثمان، في حين تناول الباحث ماهر الصغيرون في مداخلته موضوع التسميد في ظل التملّح المستمر وخصص الباحث عصام النويري مداخلته للتعريف بكيفية الري الواحي السليم في حين اعتنى الباحث مهدي بن ميمون، في مداخلته بموضوع التربة والتسميد وتخصيب الأرض لتختتم المداخلات مع استعراض الباحث حسين الطويل، لتجربة علمية في معالجة التملّح.