قالت الناشطة الحقوقية والمدونة لينا بن مهنيللأناضول: "كان والدي سجينا سياسيا في عهد الرئيس الأسبق الحبيب بورقيبة (1957- 1987)، فكبرت مع حكايات قمع النظام، وكانت لي فرصة معرفة بلادي من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب، فأدركت حينها أنّ الخطاب الرسمي المنمق ليس سوى تزييفا لواقع الشعب التونسي". واعتبرت أن "المسار الثوري مستمر في تونس، ويتميز بمد وجزر ما جعل العديد من التونسيين، وخاصة النشطاء والمدونين، ييأسون حتى أن بعضهم قرر الانسحاب، ومنهم من التحق بأحزاب سياسية وجمعيات مدنية". لكن بالنسبة إلى لينا لم يتغير شيء، فكما تقول: "لا زلت موجودة عبر مدونت وحملات تبرع خيرية لفائدة سجون ومدارس تونسية، رغم اختياري التقليص من ظهوري الإعلامي". عن أهداف الثورة، ترى لينا أن "الأحلام والطموحات كانت كبرى، ولكن الوضع الصعب عكس ذلك، لكن لا يمكن بلوغ تلك الأهداف في ست سنوات، فتاريخ الثورات في العالم يستوجب عشرات السّنين لتتحقق المطالب". بحماسة، واصلت الناشطة التونسية حديثها: "أؤمن كثيرا بما صار في تونس، ورغم أن هناك ندم وتراجع من قبل البعض، إلا أن ذلك لا يثنيني عن مواصلة التدوين والتعبير عن رأيي، يجب أن نكمل الطريق بالتضحية ودون يأس′′. ولا تنفي لينا وجود تضييقات وتراجع في مجال الحريّات، وبينها حريّة الإعلام. لينا تتذكر أكثر المشاهد التي بقيت راسخة في ذهنها، قائلة: "كنا في بيت الشهيد نزار السليمي (قتل في المظاهرات) بولاية سيدي بوزيد في ديسمبر 2010، تأثرت ولم أستطع التصوير، وكانت أم الشهيد تلح عليا بأن أصور، وأنقل كل ما يحدث إلى العالم ليشهد على ذلك". مشهد آخر، ترى الناشطة التونسية أنه لا يمكن أن يُمحى من ذاكرتها عندما "تظاهر المحامون في القصرين في الفترة نفسها، في صمت حاملين لافتات كتب عليها يكفي دما، وعلى أطراف الجهة الأخرى وقف أعوان الأمن رافعين السلاح في وجوهم، في استعداد لإطلاق النّار في أي لحظة" (القدس العربي + الاناظول )