قبل ثورة 17 ديسمبر 2010 – 14 جانفي 2011 كان الحزب المهيمن في تونس هو حزب التجمع الديمقراطي ولكن بعد سقوط نظام بن علي أصبح هناك متسع أكبر للحرية وقد نشأت العديد من الأحزاب السياسية أكثر من 100 حزبا تقريبا ولكن السؤال المتبادر الى الأذهان ماذا قدم هذا الكم من الأحزاب الى الثورة التونسية؟ اعتبر رئيس التيار الديمقراطي الأستاذ محمد عبّو في تصريح ل"الصباح نيوز" أن الثورة التونسية قدمت للأحزاب حقها في الوجود والديمقراطية ولكن كل حزب وما قدمه للثورة فهناك من عمل على ضرب تحقيق أهداف الثورة وهناك أحزاب ينخرها الفساد من الداخل لا نعرف شيئا عن تمويلها وتتخذ تلك الأحزاب مواقف لا تخدم مصلحة تونس بقدر ما تخدم مصلحة ممولي تلك الأحزاب وهناك أحزاب أخرى بينها التيار الديمقراطي تعمل لخدمة تحقيق أهداف الثورة ومصلحة التونسيين وفق تصوّرها لتلك المصلحة. وأضاف عبّو " أتمنى في المستقبل أنه عندما يفرض تطبيق القانون أن لا تكون لتلك الأحزاب التي ذكرتها آنفا ( ينخرها الفساد) لها وجودا في المستقبل" وقال في سياق متصل أن المتابعين للشأن العام لاحظوا كيف تم طرح مشروع قانون المصالحة لخدمة مصالح مموّلي الأحزاب ومقابل ذلك هنالك أحزاب أخرى على غرار التيار الديمقراطي تصدّت لمشروع قانون المصالحة وتحركت لحماية الدستور والعدالة الإنتقالية وأعلنت رفضها القطعي لإستغلال السلطة لخدمة الفساد كما عملت الأحزاب المعارضة على التصدي لمشاريع قوانين غير مطابقة للدستور وقد تم اسقاط مشاريع تلك القوانين بعد طعن قامت به المعارضة في المجلس، كما سعت الأحزاب المعارضة الى لفت انتباه الشعب التونسي الى ظاهرة الفساد التي تنخر الإقتصاد التونسي وقد تم فتح ملفات فساد رغم أن هنالك من في السلط من يصرّون على عدم فتحها تواطئا مع الفاسدين. واضاف أن الأحزاب المعارضة قدّمت أيضا مقترحات مشاريع قوانين على غرار مشروع قانون يتعلق بالتعويض للأمنين الذين يتعرضون الى مضار أثناء عملهم في اطار مكافحة الإرهاب ومشروع قانون يتعلق بالشفافية والإثراء غير الشرعي ومشروع قانون آخر يتعلق بمؤسسات سبر الآراء، مشيرا أنه رغم قلة عدد نواب تلك الأحزاب الا أنه وقع تعديل الكثير من مشاريع القوانين التي قدمتها الحكومة داخل المجلس على مستوى اللجان ولفتت احزاب المعارضة انتباه الحكومة الى بعض المشاكل التي تحصل في الجهات . وشدد محمّد عبّو في خاتمة تصريحه على ضرورة فتح ملفات تمويل الأحزاب التي ينخرها الفساد والتي تبدو عليها علامات الثراء خاصة وأن مصادر دخلها غير معروفة وأنه من أهداف الثورة مكافحة الفساد لذلك لا بد من وعي المواطن في مدة زمنية قصيرة بذلك لأنه في غياب وعي المواطن فإن تلك الأحزاب ستسيطر على الصناديق مستقبلا.