أعلن رئيس المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية و الاجتماعية عبد الرحمان الهذيلي خلال ندوة صحفية اليوم الثلاثاء بالعاصمة حول ملف المفقودين بايطاليا، عن انسحاب المنتدى من لجنة التحقيق ومتابعة التونسيين المفقودين بايطاليا. وقال الهذيلي ان هذا القرار «تم اتخاذه بعد التأكد من ان هذه اللجنة تم بعثها صوريا فقط لسد افواه عائلات المفقودين وتهدئتهم»، مشددا على ان ذلك لا يعني أبدا تخلي المنتدى عن هذا الملف بل سيظل يسانده ويتابعه الى حينم التوصل الى حله. ونزه رئيس المنتدى كافة أعضاء اللجنة من ممثلي عدد من الوزارات المعنية بالملف ومحامين وحقوقيين ومتطوعين ومجتمع مدني، معتبرا انهم قاموا ببذل جميع الجهود الممكنة من أجل حلحلة هذا الملف الا ان الارادة السياسية مفقودة ومغيبة تماما، حسب رأيه. وأوضح الهذيلي ان اللجنة قامت بكل ما طلب منها من ذلك اعداد قاعدة بيانات لبصمات 250 مفقودا وجمع 350 تحليلا جينيا من عائلات المفقودين وتوفير المعطيات اللازمة من العائلات التي يمكن ان تفيد الملف، مضيفا ان الخطوة المتبقية تقتصر على قرار حكومي يقضي ببعث لجنة فنية إلى وزارة الداخلية الايطالية لتقديم كل هذه المعطيات والتمكن من الكشف عن أسماء المفقودين والمسجونين والمتوفيين، الا ان الحكومة لم تقم بذلك». ومن جانبه، أعلن رئيس جمعية الارض للجميع عماد السلطاني عن عزم عائلات المفقودين في اطاليا تنظيم وقفة احتجاجية صباح يوم الخميس المقبل امام السفارة الاطالية بتونس، احتجاجا على ما وصفه ب»انعدام جدية الدولة التونسية في التعامل مع ملف المفقودين وكشف مصيرهم». وأضاف السلطاني ان «جميع الحكومات المتعاقبة أثبتت تهاونها في التعامل مع هذا الملف»، رغم ان الجمعية قامت بمعية عائلات المفقودين على امتداد ست سنوات بعشرات المسيرات والاعتصامات والتحركات في تونس وايطاليا فضلا عن رفع قضايا عدلية في محاكم البلدين للضغط على الحكومات والفاعلين السياسيين، الا ان ذلك «لم يجد نفعا لغياب الارادة السياسية»، حسب تقديره. وأوضح السلطاني ان عدد المفقودين الذي يبلغ حسب كتابة الدولة للهجرة والتونسيين بالخارج الدولة 503 يناهز في الواقع 1500 مفقود، مشددا على ان عائلاتهم لن تتنازل عن حقها في معرفة حقيقة مصير أبنائها وستلتجئ الى التصعيد في صورة تواصل التعامل مع هذا الملف بما وصفه ب «بسياسات المماطلة والتسويف الممنهجة من جانب الدولتين التونسية والايطالية على حد السواء». ومن جانبهن، عبرت أمهات بعض المفقودين خلال هذه الندوة عن معاناتهن وحرقتهن الشديدة جراء عدم التمكن من معرفة مصير ابنائهن المفقودين، مشيرين الى تدهور حالاتهن النفسية والصحية جراء ذلك والتجاء بعضهن الى تنفيذ عدة محاولات انتحار.