تحتفل المحاماة التونسية أيام 23و24 و25 فيفري 2017 بمرور 120 سنة على نشأتها و حصولها على جائزة نوبل للسلام لسنة 2015 و ستنتظم تحت سامي إشراف رئيس الجمهورية الأستاذ الباجي قائد. وقد اعتبر في تصريح ل"الصباح نيوز" عميد المحامين سابقا عبد الرزاق الكيلاني أنها مناسبة للتذكير بتاريخ المحاماة الناصع بفضل رجالها ونسائها الذين لعبوا دورا سواء في الحركة التحريرية في فترة الإستعمار أو غيرها من الفترات مشيرا أن زعماء الحركة التحريرية هم محامون على غرار الزعيم الحبيب بورقيبة ،صالح بن يوسف ،الهادي نويرة، محمد شقرون ، الهادي خفشة وغيرهم بنوا الدولة العصرية. وقال الكيلاني أيضا أن المحاماة ساهمت أيضا في الحركة الديمقراطية بتصدّيها الى نظام الإستبداد سواء في عهد بورقيبة أو بن علي ونددت بممارسات النظام من خلال المحاكمات السياسية التي كانت تنظم سواء ضد المعارضين أو النقابيين أو الحقوقيين، فقد كانت قاعات الجلسات مسرحا للتنديد بحقيقة النظام الذي كان يستعمل القضاء من اجل تصفية حساباته مع خصومه السياسيين وكانت أيضا مناسبات كي يندد المحامون بالتعذيب وانتهاك حقوق المساجين... وتابع قائلا « أن المحاماة ناضلت من اجل الحصول على حصانة عند الدفاع وأنه بفضل الثورة تحصلت على مرسوم المحاماة الجديد الذي أعطى للمحامي حماية أثناء الدفاع عن منوبه دون خوف أوضغوطات واعتبر أن المحاماة إستطاعت بفضل الثورة استرجاع صندوق الحيطة والتقاعد للمحامين الذي كان قبلها على شفى الإفلاس لأن السلطة كانت تطبع الطابع الجبائي المحاماة وتبيعه ولم تكن تحاسب المحامين على مداخيله ولم يكن وضعه وجوبي رغم انه الممول الوحيد لصندوق الحيطة والتقاعد للمحامين، ولكن اليوم أصبح شرط صحّة إعلامات النيابة مضيفا أن وزارة العدل في العهد السابق كانت تعتبر أن وضع الطابع الجبائي سيضر بالمتقاضي في حين أن ثمنه يدفعه المحامي وليس المتقاضي وكانت السلطة في حقيقة الأمر تريد أن يبقى صندوق التقاعد والحيطة للمحامين في وضع سيئ انتقاما من المحامين وجعلهم دائما يركضون وراء الطلبات والمطلبيات وفق تصريحه. وتابع الكيلاني قائلا بأن المحاماة أصبحت اليوم تحتل مكانة راقية بفضل المرسوم الذي غيّر التعريف بمهنة المحاماة واصبحت شريكة في اقامة العدل وتدافع على الحقوق والحريات واحتلت بالتالي المكانة التي تليق بنضالها عبر التاريخ. وعن التضحيات التي قدمتها المحاماة التونسية قال أن هناك من تعرض للمضايقات في العمل وهناك من سلّطت عليه الجباية وهناك من قطعت أرزاقهم فالنظام السابق كان يستعمل كل الوسائل لإسكات الصوت الحر خاصة وان المحاماة كانت الوحيدة المعارضة للنظام بالإضافة الى حزب نجيب الشابي وجريدة الموقف فلم تكن هناك اصوات حرة تواجه النظام وتصدع بالحق، وأنجبت رجال عظماء على غرار العميد محمد شقرون وعبد الرحمان هيلة والفاضل الغدامسي ولديها رجال قدموا الكثير على غرار الشهيد شكري بلعيد وفوزي بن مراد. وقال عبد الرزاق الكيلاني أيضا أن المحاماة لعبت دور مفصلي في الثورة بالتضامن مع الشباب ثم انخرطت فيها وكان لها دور في حمايتها من الإنزلاقات ومحاولات الإلتفاف عليها، كما أنها كانت منحازة دائما الى الشعب والى الضعيف وبقيت متمسكة بقيمها ومبادئها مدافعة على الأرملة واليتيم ودرع لحماية دولة القانون والمؤسسات والحريات. وقادت المحاماة أيضا حركة 18 اكتوبر للحقوق والحريات وأيضا اكبر التحركات النضالية بالبلاد على غرار اعتصام 2005 من اجل اطلاق سراح محمد عبو. من جهة أخرى قال أن هناك مشاكل مادية بالنسبة للمحامين الشبان ولا بد من تطوير عمل المحامي وتوسيع مجال تدخله لتوفير مورد رزقه.