سيطرت القوات العراقية على جسر مدمر في الموصل يوم الاثنين يمكنه أن يربط بين وحداتها على جانبي نهر دجلة في حين فر آلاف المدنيين من القتال في آخر معقل لتنظيم "داعش" في غرب المدينة. وتقدمت قوات الجيش والشرطة المدعومة من الولاياتالمتحدة وسط أحياء غرب الموصل وخاضت حروب شوارع شرسة وأعلنت سيطرتها على الجسر الواقع في أقصى الجنوب. وبعد إصلاح الجسر يمكن عن طريقه نقل التعزيزات والإمدادات من الجانب الشرقي مما يزيد الضغوط على المتشددين المتحصنين على الجانب الغربي وسط نحو 750 ألف مدني. وانتزعت القوات العراقية السيطرة على شرق الموصل في يناير كانون الثاني بعد قتال دام مائة يوم. وشنت القوات هجوما على الأحياء الواقعة غربي النهر الأسبوع الماضي. وقال القائد الأمريكي في العراق إنه يعتقد إن القوات التي تدعمها الولاياتالمتحدة ستسيطر على الموصل والرقة معقل التنظيم في سوريا خلال ستة أشهر. ومنذ أن اقتحمت القوات الحكومية الحدود الجنوبية للمدينة يوم الخميس قال قادة عراقيون إن أكثر من عشرة آلاف مدني فروا من المناطق التي يسيطر عليها تنظيم "داعش" طلبا للرعاية الصحية والغذاء والماء. ووصل نحو ألف مدني في الساعات الأولى من صباح الاثنين إلى القطاع الذي يسيطر عليه جهاز مكافحة الإرهاب ونقل الجرحى إلى عيادات تابعة لهذه الوحدة من القوات الخاصة في حين تم التحقق من هويات الرجال للتأكد من أنهم ليسوا أعضاء في تنظيم "داعش". ومن بين من تلقوا العلاج بوحدات مكافحة الإرهاب طفلة صغيرة تغطي الدماء وجهها وامرأة تلقت شظية في يدها ترقد بلا حراك وربما تكون فاقدة الوعي. وقال رجل مسن جاء معهما إن نحو 20 شخصا كانوا يتخذون من منزلهم مأوى عندما تعرض لغارة جوية قبل يومين في حي المأمون الجنوبي الغربي. واضطر الذين تمكنوا من الفرار للسير عبر الصحراء لمدة ساعة على الأقل للوصول إلى خطوط القوات الحكومية. *الركض بحثا عن غطاء ويعتقد أن بضعة ألوف من المتشددين ومن بينهم العديد ممن جاءوا من دول غربية للانضمام للمقاتلين متحصنون في المدينة ويستعدون لمواجهة عنيفة وسط نحو 750 ألف من السكان المتبقين في المدينة. وقال برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة يوم الاثنين إنه قلق للغاية بشأن الوضع الإنساني الصعب الذي ستواجهه الأسر في غرب الموصل. ورأى مراسل رويترز عدة شاحنات مكدسة بأشخاص يحملون الرمال والتراب لدى خروجهم من المدينة. إحداها كانت تقل امرأتين وأطفالا بجوار السائق والباقون يقفون في الجزء المفتوح من الشاحنة أو يمسكون بها من الخارج أو يجلسون فوق كابينة السائق. وقالت امرأة "قاموا بتفخيخ منازلنا وسياراتنا." وقال مسعف غربي متطوع في عيادة وحدة مكافحة الإرهاب إن صبيا مصابا بطلق ناري مزق ركبته كان من بين الذين عولجوا يوم الاثنين وكذلك امرأة حبلى بترت قدماها. وقال العميد سلمان هاشم لرويترز "معظم الذين وصلوا إلى هذا المكان كانوا يشعرون بالجوع والعطش ويعانون من الإهمال وبحاجة إلى العناية الطبية." وتهاجم قوات الجيش والشرطة وجهاز مكافحة الإرهاب ووحدات الرد السريع التنظيم المتشدد في غرب الموصل بدعم جوي وبري من التحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة يشمل أيضا المدفعية. ويعمل الجنود الأمريكيون على مقربة من جبهات القتال لتوجيه الغارات الجوية. وأفادت بيانات عسكرية أن القوات العراقية انتزعت بالفعل السيطرة على المداخل الجنوبية والغربية لمنطقة غرب الموصل وأخرجت المتشددين من المطار وقاعدة عسكرية ومحطة كهرباء وثلاثة أحياء سكنية هي المأمون والطيران والجوسق. وقال العقيد عبد الأمير المحمداوي من وحدات الرد السريع التي تقاتل قرب الجسر الواقع في أقصى الجنوب وهو واحد من خمسة جسور على النهر "كلما تقدمنا أكثر كلما أصبحت المقاومة اشد." ودمرت جميع الجسور في ضربات شنها التحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة وبعد ذلك على يد مقاتلي تنظيم "داعش" الذين يحاولون عزل الضفة الغربية التي ما زالت تحت سيطرتهم. واقتربت القوات العراقية الآن إلى مسافة كيلومتر واحد من وسط المدينة القديمة والمباني الحكومية الرئيسية والتي ستعني السيطرة عليها فعليا سقوط الموصل. وقال أحد سكان هاوي الجوسق ذكر أن اسمه محمد إن القوات تحتاج لتفتيش كل بيت لضمان عدم بقاء متشددين في المدينة. ويواجه المتشددون قوات قوامها مئة ألف جندي تتشكل من قوات الجيش العراقي ومقاتلي البشمركة الكردية ومقاتلين شيعة تلقوا التدريب في إيران. (رويترز)