إخلاء القصر الحسيني، بمدينة حمام الأنف، أو ما يعرف ب"قصر الباي" من المتساكنين، بات اليوم ضرورة ملحة أمام خطورة وضعية البناية المهددة بالسقوط. ويقطن بالبناية قرابة 93 عائلة تتكون من حوالي 300 شخص. وقد تعرض القصر الحسيني، الذي تم تشييده سنة 1750 بأمر من الباي حسين بن علي باشا باي منذ الثمانينات، إلى الاستغلال من قبل عدد من العائلات التونسية الفقيرة طوال السنوات الماضية. وفي هذا السياق، قال والي بن عروس عبد اللطيف الميساوي في تصريح ل"الصباح نيوز" ان الأمر بإخلاء "قصر الباي" كان مبرمجا منذ شهر جانفي الماضي، الا أن الأهالي التي اتخذت من تلك البناية مساكن لهم طالبوا مدهم بمهلة على اعتبار أنّ وضعياتهم لا تسمح لهم بإيجاد مأوى لهم ولأبنائهم، مضيفا أنه تمّ تأجيل الأمر إلى العطلة الصيفية "رحمة" بالمتساكنين" وأطفال الذين يزاولون تعليمهم بالمدارس المحاذية ل"قصر الباي". وقال ان قرار الاخلاء لا رجعة فيه، مشيرا إلى أنه يتم حاليا "القيام بإحصاء شامل ومحين للوضعيات الاجتماعية الموجودة بالمبنى مع إجراء التقاطعات اللازمة مع مصالح وزارة المالية ووزارة الشؤون الاجتماعية والصناديق الاجتماعية وإدارة الملكية العقارية للتعرف على الوضعية الاجتماعية الحقيقية للعائلات القاطنة ب"قصر الباي"وحصر وضعيات الاستحقاق بهدف تحديد أولوية التمتع بالبرنامج الخصوصي للسكن الاجتماعي للحالات الاجتماعية الأكثر استحقاقا وحذف أسماء من يتمتعون بملكية مساكن". ومن جهة أخرى، أشار إلى أن ملف القصر الحسيني سيتم البت فيه بين وزارة الشؤون الثقافية ومكونات المجتمع المدني بمدينة حمام الأنف، على أن يتم ترميم هذا المعلم التاريخي الذي يعود تشييده إلى العهد الحسيني وإعادة تعميره مع الحفاظ على الشكل المعماري للقصر.