أحالت دائرة الإتهام بمحكمة الإستئناف بتونس ملف محاولة اغتيال رضا شرف الدين على الدائرة الجنائية المختصة في قضايا الإرهاب وقد تم تعيين جلسة للجزء الأول من الملف وذلك أواخر شهر ماي القادم. فيما ستنظر الدائرة في الجزء الثاني من الملف في شهر جوان 2017، وهناك جزء ثالث من الملف لا يزال من أنظار قاضي التحقيق بالقطب القضائي المختص في ملفات الإرهاب. وكنا أشرنا في مقال سابق أن الأبحاث في القضية كشفت أن أحد المتهمين قاتل في صفوف تنظيم «داعش» الإرهابي بسوريا وتدرب على صناعة المتفجرات وصناعة العبوات الناسفة على يد داعشي تونسي. وفي 2015 عاد الى تونس واستقطب عددا من الحاملين للفكر التكفيري وبايعوا أمير تنظيم «داعش» أبو بكر البغدادي ثم كونوا خلية إرهابية أطلقوا عليها اسم «كتيبة الفرقان» ثم انطلقت عناصرها في تحديد الأهداف التي يريدون ضربها. وكان أول هدف خطط له اولئك الإرهابيين احتطاب أحد الفروع البنكية بسوسة لتوفير الدعم المالي للكتيبة. وليكسب عناصر الكتيبة ولاء وثقة تنظيم «داعش» بكل من ليبيا وسوريا خططت عناصر الكتيبة لقتل عون أمن بمفترق حي الزهور بسوسة بواسطة بندقية صيد. كما كشفت الأبحاث أن كتيبة «الفرقان» وفرت لنفسها أسلحة تمهيدا لتنفيذ أهدافها وكان أول هدف محاولة اغتيال رضا شرف الدين وذلك بأمر من أحد قادة تنظيم «داعش» بليبيا وذلك بعد رصد تحركاته بدقة وأوقات مغادرته المنزل والطريق التي يسلكها، فشرع عناصر من كتيبة «الفرقان « في تنفيذ المهمة ويوم 4 أكتوبر 2015 تحول عنصران الى مفترق طريق يؤدي الى المنطقة الصناعية بالقلعة الكبرى لرصد مرور رضا شرف الدين ولكنه لم يمر في ذلك اليوم، ثم يوم 6 اكتوبر تحول ثلاثة عناصر من نفس الكتيبة وتسلح احدهم بسلاح «بيريتا» مزود بكاتم صوت ومخزن وذخيرة وبقوا مرابطين بالطريق الرابط بين مدينة القنطاوي والطريق السريعة تونس فيما مكث عنصر آخر منهم وهو عنصر الرصد بمفترق هرقلة يترصد رضا شرف الدين حتى يمر ليعلم بقية العناصر وبحلول الساعة العاشرة صباحا مر رضا شرف الدّين على متن سيارته ولم يفلح احد العناصر من استهدافه لأن رضا شرف الدين كان يقود سيارته بسرعة فتم تأجيل العملية الى اليوم الموالي الموافق ل7 اكتوبر 2015 ولكن الهدف (رضا شرف الدين) لم يمر في ذلك اليوم. وصبيحة 8 أكتوبر من نفس السنة توجه عنصران من الكتيبة حاملين لسلاح «بيريتا» مزود بكاتم صوت ومخزني سلاح و30 إطلاقة وقنبلة يدوية مباشرة الى مفترق طريق الرميلة بمدينة سوسة والمؤدي الى المنطقة الصناعية بالقلعة الكبرى وفي حدود الساعة التاسعة والنصف تلقى العنصران المكلفان باستهداف رضا شرف الدين واللذان كانا على متن سيارة اشارة من عنصر الرصد فانطلقا بسيارتهما محاولين مجاوزة رضا شرف الدين الذي كان بدوره على متن سيارته ثم اخرج أحدهما من نافذة السيارة سلاحه نوع «بيرتا» وأطلق النار في تجاه رضا شرف الدين ولكنه لم يصب الهدف بل أصاب مقدمة السيارة وجانبها الأيسر عندها زاد رضا شرف الدين من سرعة سيارته وتمكن من النجاة من محاولة اغتيال محققة. بعد فشلهما في اغتيال رضا شرف الدين عاد الإرهابيان أدراجهما في اتجاه المنطقة الصناعية بالقنطاوي ونزعا اللوحات المنجمية الوهمية للسيارة.