كشفت الأبحاث في قضية محاولة اغتيال رضا شرف الدين أن أحد المتهمين قاتل في صفوف تنظيم "داعش" الإرهابي بسوريا وتدرب على صناعة المتفجرات وصناعة العبوات الناسفة على يد داعشي تونسي. وفي 2015 عاد الى تونس واستقطب عدد من الحاملين للفكر التكفيري وبايعوا أمير تنظيم "داعش" أبو بكر البغدادي ثم كونوا خلية ارهابية أطلقوا عليها اسم "كتيبة الفرقان" ثم انطلق عناصرها في تحديد الأهداف التي يريدون ضربها. وكان أول هدف خطط له عناصر الكتيبة احتطاب أحد الفروع البنكية بسوسة لتوفير الدعم المالي للكتيبة. وليكسب عناصر الكتيبة ولاء وثقة تنظيم "داعش" بكل من ليبيا وسوريا قرروا استهداف عون أمن بمفترق حي الزهور بسوسة وقتله أحد عناصر تلك الكتيبة الإرهابية بواسطة بندقية صيد فتوفي على عين المكان. ولقي القاتل تزكية من أحد قادة تنظيم "داعش" بليبيا الذي أرسل للقاتل كمكافأة له سلاح ناري من نوع «بيرتا» وكاتم صوت ومخزنين وقنبلة يدوية. وبعد أن توفرت تلك الأسلحة لدى الكتيبة واصلت التخطيط للقيام بعمليات ارهابية وفي الأثناء أصدر أحد قادة «داعش» بليبيا أمر لعناصر الكتيبة باغتيال رضا شرف الدين بعد رصد تحركاته بدقة وأوقات مغادرته المنزل والطريق التي يسلكها . فشرع عناصر من كتيبة «الفرقان « في تنفيذ المهمة ويوم 4 أكتوبر 2015 تحول عنصرين منها الى مفترق طريق يؤدي الى المنطقة الصناعية بالقلعة الكبرى لرصد مرور رضا شرف الدين ولكنه لم يمر في ذلك اليوم من المكان الذي يرصدونه ثم يوم 6 اكتوبر تحول ثلاثة من نفس الكتيبة وتسلح احدهم بسلاح «بيريتا» مزود بكاتم صوت ومخزن وذخيرة وبقوا مرابطين بالطريق الرابط بين مدينة القنطاوي والطريق السريعة تونس فيما مكث عنصر آخر منهم وهو عنصر الرصد بمفترق هرقلة يترصد رضا شرف الدين حتى يمر ليعلم بقية العناصر وبحلول الساعة العاشرة صباحا مر رضا شرف الدين على متن سيارته ولم يفلح احد العناصر من استهدافه لأنه كان يقود سيارته بسرعة فتم تأجيل العملية الى اليوم الموالي الموافق ل7 اكتوبر 2015 ولكن الهدف (رضا شرف الدين) لم يمر في ذلك اليوم من المكان. وصبيحة 8 اكتوبر من نفس السنة توجه عنصرين من الكتيبة حاملين لسلاح "بيريتا" مزود بكاتم صوت ومخزني سلاح و30 اطلاقة وقنبلة يدوية مباشرة الى مفترق طريق الرميلة بمدينة سوسة والمؤدي الى المنطقة الصناعية بالقلعة الكبرى وفي حدود الساعة التاسعة والنصف تلقى العنصرين الذين كانا على متن سيارة ينتظران اشارة من المكلف بعملية رصد رضا شرف الدين حينها حاولا مجاوزة رضا شرف الدين الذي كان على متن سيارته ثم اخرج من نافذة السيارة سلاحه نوع «بيرتا» وأطلق النار تجاه رضا شرف الدين ولكنه لم يصب الهدف بل أصاب مقدمة السيارة وجانبها الأيسر عندها زاد رضا شرف الدين من سرعة السيارة وتمكن من النجاة من محاولة اغتيال محققة وعاد العنصرين الإرهابيين أدراجهما على متن السيارة التي اعداها للغرض في اتجاه المنطقة الصناعية بالقنطاوي ونزعا اللوحات المنجمية الوهمية للسيارة التي استعملاها في العملية. وقد كشفت الأبحاث أن محاولة اغتيال رضا شرف الدين لم تكن ورائها أية خلفيات سياسية بل أن كتيبة «الفرقان» الداعشية الموالية لتنظيم «داعش» بسوريا وليبيا هي من خططت للعملية بعد تلقيها الأوامر من أحد قادة «داعش» ليبيا.