تعمل وزارة التربية على إعداد مشروع تربوي متكامل لإعفاء « ذوي اضطرابات التعلم « الذين يمثلون 6 بالمائة من مجموع التلاميذ في تونس، من بعض المواد. وينطلق العمل على تنفيذ هذا المشروع، بحسب ورقة إعلامية لوزارة التربية، قريبا من خلال إعداد قاعدة بيانات لضبط عدد التلاميذ «ذوي اضطرابات التعلم « وطبيعة تلك الصعوبات بهدف تصويب سبل الإحاطة بهم وتوفير مقومات التعلم بمختلف المدارس التي يتواجد بها هؤلاء التلاميذ الذين لا يتم، عادة، التفطن إليهم من طرف المدرسين أوالعائلة. وتؤثر صعوبات التعلم التي تشمل جميع مجالات الحياة، وليس فقط التعلم في المدرسة، في الطريقة التي يتعلم بها الشخص أشياء جديدة، والكيفية التي يتعامل بها مع المعلومات، وطريقة تواصله مع الآخرين . كما تؤثر في كيفية تعلم المهارات الأساسية لديهم مثل القراءة والكتابة و الرياضيات وفي المهارات عالية المستوى مثل التنظيم وتخطيط الوقت والتفكير المجرد وتنمية الذاكرة الطويلة أو القصيرة المدى مما يجعلهم مختلفين عن أقرانهم ويتطلبون رعاية خاصة وبرنامجا تعليميا خاصا مناسبا لكل طفل حسب نوع الصعوبة التعليمية التي يعاني منها، وذلك بالتعاون بين الأخصائي النفسي والمدرس والأسرة. و لا تمثل اضطرابات التعلم اعاقة ذهنية و لا علاقة لها بالذكاء أو بالقصور السمعي أو البصري أو النطق، بل هي اختلالا ت ذهنية مردها عوامل وراثية جينية عصبية تنبع من التنظيمات الادراكية للمعلومة الحسيّة الملتقطة من محيط التعلم ( الحروف و الكلمات و الأصوات و الجمل و الارقام ) و تنظيمات الوعي الادراكي بمكونات الفضاء. وتصل اضطرابات الى نحو عشر اضطرابات منها اضطرابات القراءة واضرابات الكتابة والحساب وتحديد الفضاء والنشاط المفرط داخل القسم واضطراب سوء التركيز المعيق والتّوحد اما في حالة الكشف المبكر عن هذه الصعوبات وعلاجها فان التلميذ يمكنه ان يواصل تعلمه إلى مراحل عليا. ويشار إلى أن وزارة التربية قد أقرت مؤخرا اعتماد يوم 28 أكتوبر من كل سنة « يوما وطنيا لاضطرابات التعلم ووضعت خطة استراتيجية من أجل ادماج «ذوي اضطرابات التعلم».