صرخة فزع يطلقها اليوم أولياء التلاميذ في بعض المناطق الداخلية جراء انتشار بعض الأمراض التي باتت تهدد سلامة التلاميذ كما تهدد وفقا للبعض سير المنظومة التربوية برمتها في ظل اضطرار بعض الأولياء لترك أبنائهم في البيت خوفا من العدوى في رياض الأطفال والمدارس. والمخاوف تزداد اليوم بشأن التهاب الكبد الفيروسي بصنفيه "أ" و"ب" لاسيما بعد وفاة التلميذ منتصر العلوي في منطقة ماجل بلعباس من ولاية القصرين إلى جانب الحديث اليوم عن تفشي بعض الأمراض الأخرى على غرار مرض السل، بما يدعو إلى التساؤل : أي استراتيجية معتمدة "لتحصين" المؤسسات التربوية وتامين سير الدروس بصفة عادية؟ توفي مساء 20 افريل الجاري التلميذ منتصر العلوي البالغ من العمر 5 سنوات بعد إصابته بالتهاب الكبد الفيروسي صنف" أ "، وأفاد الناشط السياسي بالجهة المكي بوبكر، في تصريح إعلامي عقب الحادثة إلى أن الدروس قد توقفت بكافة مدارس ومعاهد الجهة وقد خرجت مسيرات تضمّ التلاميذ والإطار التربوي والأولياء للتعبير عن الاستنكار والغضب من غياب السلطة وعدم الاهتمام الذي أدى لتفشي مرض "البوصفير" وللوضع المتردي بمدارس الجهة. كما أورد المتحدث في السياق ذاته إلى أن عدد المصابين بمرض التهاب الكبد الفيروسي في تزايد في صفوف التلاميذ في ظل غياب تامّ للمسؤولين وللسلطات على حد قوله مؤكدا أن مياه الشرب الملوثة هي السبب في انتشار هذا المرض في صفوف التلاميذ، فضلا عن أن دورات المياه بالمدرسة تفتقد لأدنى شروط الصحة حيث تعتبر مصدر التلوث وتنقل الجراثيم والعدوى للتلاميذ. وحمّل الناشط السياسي مسؤولية سلامة التلاميذ للحكومة وللشركة التونسية لاستغلال وتوزيع المياه التي لا تحرص على جودة المياه في الجهة بالإضافة إلى ديوان التطهير. والحال لا يختلف كثيرا في ولاية سيدي بوزيد حيث أورد حامد خليفي، كاهية مدير الصحة البيئية بالإدارة المحلية للصحة بولاية سيدي بوزيد في تصريح إعلامي إن عدد الإصابات بالتهاب الكبد الفيروسي صنف "أ" بولاية سيدي بوزيد "بلغ مطلع هذه السنة 148 حالة". وأكد خليفي أن أغلب الحالات تركزت بمعتمديات الرقاب والسبالة وسيدي بوزيد الشرقية والغربية، مشيرا إلى أن "العدد النهائي للإصابات بلغ السنة الماضية 140 إصابة".. وللكاف والمهدية نصيب.. من جانب آخر أكّد أمس المدير الجهوي للصحة في المهدية يوسف صولة في تصريح ل"وات" أن الوضع الصحي الراهن في الجهة بخصوص مرض التهاب الكبد الفيروسي صنف "أ" لا يبعث على القلق نافيا في السياق ذاته ما راج على صفحات التواصل الاجتماعي بشأن "خطورة الوضع"، مبرزا أن عدد الحالات المسجلة للإصابة بالمرض في الولاية خلال السنة الحالية لا يتعدّى 80 حالة، حسب قوله. ولاحظ المسؤول أن 92 بالمائة من المصابين لا تتجاوز أعمارهم 19 سنة و أن 77 بالمائة منهم من التلاميذ، مشددا على أن الإدارة الجهوية للصحة أمّنت تلاقيح في 6 مؤسسات تربوية في الفترة الفاصلة بين 25 مارس و28 أفريل 2017. كما تم أول أمس أيضا تسجيل ثلاث إصابات بالتهاب الكبد الفيروسي وأورد محمد المنصف الهواني المدير الجهوي للصحة العمومية في معرض تصريحاته الإعلامية بأن فرق المراقبة الصحية كانت قد اكتشفت الحالات الثلاث قبل تفطن الأولياء إلى إصابة أبنائهم بالمرض المذكور موضحا في السياق ذاته بان الأمر لا يبعث على الخوف وان الوضع تحت السيطرة . والأمر لا يتوقف على تفشي مرض التهاب الفيروس الكبدي في المؤسسات التربوية وإنما يطال بروز أمراض أخرى على غرار مرض السل. وكشف في هذا السياق أول أمس المندوب الجهوي للتعليم بمنوبة رضا البكري عن تسجيل حالتين بمرض السل في معهد البطان بمنوبة. وأشار البكري في تصريح إذاعي إلى أنّ تسجيل الإصابتين أثار خوفا كبيرا في صفوف التلاميذ مما انجر عنه تعطل الدروس ليومين. وأكد البكري أنه تم التدخل على وجه السرعة بالتنسيق مع السلط الجهوية والمندوبية الجهوية للصحة، وأنه تم تعقيم كل القاعات الموجودة بالمعهد مع تخصيص مجموعة من الأطباء لفحص بقية التلاميذ والتأكد من سلامتهم الصحية وعدم إصابتهم. وأضاف المندوب الجهوي للتعليم بمنوبة أنه تم استئناف الدروس بصفة طبيعية بعد يومين من الراحة وأن الحالتين اللتين تم تسجيلهما غادرتا المستشفى بعد التأكد من شفائهما. الوزارة توضح حول استعدادات الهياكل المعنية لمقاومة تفشي هذه الأمراض لاسيما مرض التهاب الكيد الفيروسي أوردت راضية طايع المديرة العامة لديوان الخدمات المدرسية في تصريح ل "الصباح" أن أسباب تفشي مرض التهاب الكبد يعود إلى التواجد في محيط غير نظيف مشيرة إلى انه تم تامين الصابون الأخضر لما يقارب ال 500 ألف تلميذ . كما أضافت الطايع أن الجهود مبذولة بالتنسيق مع الهياكل المعنية على غرار وزارة الفلاحة عل تامين الماء الصالح للشراب و العمل على توفيره في صورة انقطاعه مشيرة إلى أن الوقاية تبقى عاملا أساسيا وناجعا في مقاومة الظاهرة . وتجدر الإشارة إلى أنّ وزارة الصحة أطلقت منذ مدة حملة تلقيح واسعة ضد التهاب الكبد الفيروسي حيث تم إلى حد الآن تطعيم 30 ألف شخص، كما تشدد الوزارة على ضرورة احترام ظروف حفظ الصحة وخاصة تجنب التداوي الذاتي نظرا لانعكاساته المباشرة والحينية والخطيرة على صحة المريض.