عقد اليوم الإطار الأمني عبد الكريم العبيدي وهيئة دفاعه ندوة صحفية بأحد النزل بالعاصمة سلطوا فيها الضوء على خلفيات توريطه وفق تصريحه في قضية اغتيال الشهيد محمد البراهمي واشار عبد الكريم العبيدي أنه بعد صمت ورفض الظهور الى وسائل الإعلام قرر الخروج عن صمته والتحدث عن الأطراف التي ورطته في قضية اغتيال البراهمي رغم أن لا ناقة له ولا جمل فيها. وقبل الكشف عمن أسماهم وهيئة دفاعه بالمرتزقة تحدث العبيدي عن مسيرته المهنية وكيف أنه قضى 27 سنة في عمله كإطار أمني بوزارة الداخلية وتحصل خلال تلك المسيرة على عدة جوائز وشهائد شكر وتقدير مضيفا أنه بعد جمعه كافة الأدلة الموثقة قرر أن يخرج عن صمته ويتحدث لوسائل الإعلام عن الأطراف التي ارادت توريطه في القضية وهي بارونات تهريب الأموال وغيرها التي تتمعش من عمليات التهريب. وبين عبد الكريم العبيدي في نفس الإطار من أن الشاهد الذي ادلى بشهادة مزورة ضده والمتضمنة من انه شاهد الإرهابي ابو بكر الحكيم يقود سيارة على ملكه( ملك عبد الكريم العبيدي) تناقض في شهادته بحثا وتحقيقا معتبرا أن تلك الشهادة تم تلقينها لذلك الشاهد معرجا على أن الشاهد كان مفتش عنه في قضية تحيل وبأنه ندم وفق ما صرح به لأجواره على الإدلاء بتلك الشهادة زورا واتهم عبد الكريم العبيدي بعض النقابات الأمنية بانها هي من سعت لتوريطه في قضية اغتيال الشهيد محمد البراهمي معتبرا ان التهمة دبرت في مطار تونسقرطاج من قبل تلك النقابات الأمنية وأكد أن لا علاقة له لا من قريب ولا من بعيد بسيارة «البيجو 406» التي قيل ان الإرهابي أبو بكر الحكيم شوهد يتجول على متنها مشيرا أنه تبين أنها على ملك شخص يعمل باحدى القباضات المالية واكد العبيدي أن جميع التهم التي كانت موجهة اليه حفظت لعدم كفاية الحجة لذلك اطلق سراحه بعد قضاءه عام و4 اشهر سجنا. وفي سياق متصل اعتبر عبد الكريم العبيدي أن تجربة السجن التي عاشها رغم مرارتها كانت مفيدة جدا له اذ انه بعد أن كان يكافح الإرهاب ويدرس كيفية مجابهته احتك بالإرهابيين وقد علمته تجربة السجن تلك كيفية النظر لظاهرة الإرهاب مشيرا أنه بصدد الإنتهاء من كتابه الذي يحمل عنوان «صناعة الإرهاب» والذي سيرى النور قريبا. وتحدث العبيدي عن عمليات التهريب التي احبطها في 2012 منها محاولة تهريب 21 مليون اورو الى دبي و30 كلغ من الذهب و3500 صفيحة من «السوبيتاكس» كان هربها طيار تونسي من فرنسا وهو مقرب من بلحسن الطرابلسي وقد القي القبض على الطيار بمطار تونسقرطاج وحكم ب 11 سنة سجنا مضيفا أنه يوم 14 جانفي 2011 على الساعة الحادثة عشرة صباحا وبتعليمات من المخلوع تم تهريب شاحنتين من الأموال يرجح انه تم تهريبها في اتجاه دبي. من جهته بين احد أعضاء هيئة الدفاع في قضية عبد الكريم العبيدي المحامي سمير بن عمر ان هنالك عدة حقائق في القضية لم تتم الإشارة اليها ووقعت محاولة طمسها اثناء التعاطي مع هذا الملف الخطير معتبرا أنها حقائق تهم مصالح الأمن القومي ومؤسسة الأمن قبل أن تهم مصالح موكله . واعتبر سمير بن عمر وفق قوله أن «ورقة التوت قد سقطت» وتبين من خلال أعمال التحقيق زيف كل الإدعاءات الموجهة لموكله عبد الكريم العبيدي مشيرا أنه عندما اثيرت مسألة عودة الإرهابيين الى تونس اعترض البعض والحال انه لا بد أن نسمح بعودة هؤلاء لأنهم مطلوبين لدى القضاء التونسي هذا فضلا على انهم يعتبرون الصندوق الأسود للإرهاب في تونس لأنه عن طريقهم سنكتشف كل الحقائق حول مسالة تسفيرهم ومن وراءه وكشف بن عمر أن بعض الذين تم تسليمهم الى تونس قدموا شهادات مهمة وقد أكدت بعض الشهادات أن الإرهابي أبو بكر الحكيم كان موجودا بالتراب الليبي منذ ديسمبر 2013 وهو ما يفند شهادة الشاهد الذي قال أنه شاهده يتجول على متن سيارة تابعة لموكله عبد الكريم العبيدي في بداية فيفري 2014 معتبرا ان تلك الشهادة مزيفة . ووصف مما أسماهم بالمرتزقة وراء تشويه رجال الأمن الشرفاء خدمة لبعض لوبيات الفساد الذين يريدون وضع اليد على المؤسسة الأمنية كي تسقط في براثن الفساد وأعلن سمير بن عمر أن هيئة الدفاع عن عبد الكريم العبيدي ستقوم باجراءات التجريح في قاضي التحقيق المتعهد بملف موكله مشيرا أن لديهم جميع الحجج والشهادات التي تبين كل ما قام به قاضي التحقيق من تجاوزات معتبرا أن هذا الأخير بمثابة العقبة أمام تقدم الأبحاث في القضية. وعرّج سمير بن عمر قائلا بأن قاضي التحقيق المتعهد بالملف قدم اليه احد الشهود ليدلي بشهادة مهمة في القضية فاختلى به قائلا له وخاطبه بنبرة فيها تهديد على غرار « لو كان يخرج منها عبد الكريم العبيدي راك مش تورط روحك». من جهتها قالت محامية عبد الكريم العبيدي حنان الخميري أن القضية المتهم فيها موكلها تتعلق بشبهة الإنضمام الى تنظيم ارهابي وذلك بناء على شهادة شاهد الزور ضد موكلها مؤكدة أن لا علاقة لقضية منوبها بقضية اغتيال الشهيد محمد البراهمي.