عقد وفد حكومي جلسة تفاوضية مع النقابة العامة للتعليم الثانوي في ساعة متأخرة من مساء أمس الخميس بمقرّ وزارة التربية، وذلك للنظر في برقية الإضراب الصادرة عن الهيئة الإدارية القطاعية. وللتذكير فإنّ النقابة العامة للتعليم الثانوي المنضوية تحت الاتحاد العام التونسي للشغل كانت أعلنت في وقت سابق عن تنفيذ إضراب عام يوم غد الخميس الموافق ل 22 نوفمبر في كافة المدارس الإعدادية والتقنية والنموذجية والمعاهد الثانوية. وقد أفادنا لسعد اليعقوبي الكاتب العام لنقابة التعليم الثانوي في اتصال هاتفي أنّه لم يقع التوصّل خلال جلسة يوم أمس إلى حلّ حيث فشلت المفاوضات لعدم التأكّد من التعامل الجدي لكلّ من وزارتي التربية والشباب والرياضة مع المطالب الواردة في اللائحة المهنية الصادرة عن النقابة. كما أكّد أنّ وزارة التربية وخلال نفس الاجتماع قالت أنّها ستقدّم قانون الأمر المتعلق بالترقيات المهنية للمجلس الوزاري القادم في حين أنّه من المفترض أنّ الأمر محسوم فيما يتعلق بهذا القانون منذ أفريل الماضي. وبيّن أيضا رفض وزارة التربية إصدار القوانين الخاصة والتي وقع الاتفاق حولها سابقا والمتمثلة في تخفيض عدد ساعات العمل وسنّ التقاعد وتمتيع الإداريين العاملين بالمؤسسات التربوية من نظام عمل ب25 ساعة، مضيفا بأنّ وزارة الرياضة ومن جانبها رفضت إصدار قوانين منظمة لعمل المعلمين الأول للتربية البدنية. وفي نفس الإطار، قال أنّ الوزارتين المعنيتين قد رفضتا مراجعة القيمة المالية للترقيات المهنية مثلما نصّن عليها اتفاقية 18 أفريل الماضي، مؤكّدا أنّ النقابة قد اصطدمت أمس برفض الوفد الحكومي لمراجعة هذه القيمة وكذلك منحة الامتحانات الوطنية. وأضاف أنّ وزير التربية عبد اللطيف عبيد قد سخر من هذه المطالب الأخيرة وتساءل عن مصوغات المنحة حيث أنّه اعتبر إصلاح الامتحانات الوطنية تتنزل في إطار العمل العادي للأساتذة والمعلمين. ومن جهة أخرى، قال لسعد اليعقوبي أنّه قد وقع تصنيف جلسة يوم أمس مع الوفد الحكومي في خانة التراجع عن الاتفاقيات، مبينا أنّ الوفد كان يريد العودة بالنقابة للمربع الأول لإعادة النقاش في مشروعية المطالب. ولهذه الأسباب، قررت النقابة العامة للتعليم الثانوي التمسك بتنفيذ إضراب عام يوم غد الخميس بكافة المدارس الإعدادية والتقنية والنموذجية والمعاهد الثانوية، وفق ما أكّده اليعقوبي، قائلا : "سيكون الإضراب غدا حلقة من حلقات النضال وسيكون إضرابا ناجحا ستتلوه تحركات احتجاجية تقرّ لاحقا".