كشفت دراسة حول "رصد التعددية السياسية في القنوات التلفزية والإذاعات التونسية"، أنجزتها الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري، في الفترة الممتدة من 1 أكتوبر إلى 31 ديسمبر 2016، أن محور السياسة قد استأثر بالنصيب الأكبر من حيث الحجم الزمني المخصص لاهتمامات الفاعلين السياسيين يليه محور الاقتصاد بشكل عام بنسبة 28 بالمائة. وشملت عينة البحث في هذه الدراسة، التلفزة الوطنية الأولى والثانية والقنوات الخاصة «الحوار التونسي» و»التاسعة» و»حنبعل» و»نسمة»، كما شملت الإذاعة الوطنية، واذاعة المنستير، وشمس اف ام ، الى جانب الإذاعة الخاصة «موزاييك أف أم» ، وبينت أن الاهتمام بمحوري السياسة والاقتصاد يعود الى الوضعية الاقتصادية التي تعيشها البلاد والجدل الذي رافق مناقشة الميزانية في مجلس نواب الشعب اضافة الى النقاشات المطولة حول أولويات الحكومة الجديدة والتي من بينها، «تسريع نسق النمو لتحقيق أهداف التنمية والتشغيل». كما كشفت الدراسة أن محور الأمن والإرهاب جاء في المرتبة الثالثة بنسبة 13 بالمائة وذلك لتصدره أولويات وثيقة قرطاج اضافة الى أن اهتمام وسائل الإعلام السمعية والبصرية بهذا الموضوع قد احتد مع الجدل الذي احدثته مسالة «عودة الإرهابيين من بؤر القتال». أما محور العدالة فقد حظي وفق الدراسة بأكثر من 12 ساعة أي بنسبة 6 بالمائة من المداخلات السياسية وقد بلغ هذا الاهتمام ذروته أثناء تغطية فعاليات ونتائج انتخابات المجلس الأعلى للقضاء يوم 24 أكتوبر 2016، حسب ما كشفت عنه الدراسة. كما ركزت الدراسة في مسالة الحضور الاعلامي للفاعلين السياسيين على مؤسسة الرئاسة ، بالإضافة إلى الشخصيات السياسية المنتمية لأحزاب سياسية وأعضاء الحكومة والناطقين الرسميين باسم الوزارات ومستشاري الوزراء، فضلا عن أعضاء مجلس نواب الشعب. وأبرزت الدراسة أن الأحزاب الممثلة في مجلس نواب الشعب حظيت بأكبر نسبة من حيث حجم حضورها في المنابر الإعلامية بنسبة تفوق 55 بالمائة ثم أعضاء الحكومة بنسبة تفوق 35 بالمائة تليها الأحزاب غير الممثلة في البرلمان بنسبة أقل من 7 بالمائة ثم مؤسسة الرئاسة بنسبة تقارب 3 بالمائة. ولاحظت أن هذا التفاوت يفسر بالجدل السياسي الذي حدث بسبب خروج حكومة الحبيب الصيد وتسلم حكومة الوحدة الوطنية المنبثقة عن وثيقة قرطاج، لمهامها في أواخر شهر أوت 2016 والتي أفرزت حوارات ونقاشات مطولة مع انطلاق شبكة البرامج خريف / شتاء 2016 -2017 في القنوات التلفزية. كما يعود الحضور المكثف للفاعلين السياسيين والممثلين في مجلس نواب الشعب للجدل الذي رافق نقاش مسائل هامة أثناء فترة الرصد كمناقشة ميزانية 2017 اضافة الى كثافة حداثة تكوين الحكومة وشروعها في تحديد أولوياتها مما دفع أعضاء الأحزاب المساندة لوثيقة قرطاج والمعارضة لها للحضور بكثافة في المنابر الحوارية طيلة الفترة التي شملها الرصد . وقد تصدر حزب نداء تونس نسبة الحضور على المنابر التلفزية بنسبة 22 بالمائة تليه حركة النهضة بنسبة 17 بالمائة ثم الجبهة الشعبية المعارضة لوثيقة قرطاج ولحكومة الوحدة الوطنية بنسبة 13 بالمائة ثم على التوالي كتلة الحرة بنسبة 6 بالمائة والتيار الديمقراطي والاتحاد الوطني الحر بنسبة 5 بالمائة. وأبرزت الدراسة أن قناة الحوار التونسي الخاصة تصدرت المرتبة الأولى من حيث الحجم الزمني المخصص للفاعلين السياسيين نظرا لحجم البرامج السياسية والإخبارية في شبكة البرامج خريف / شتاء 2017 للقناة، تليها قناة التاسعة التي أدرجت مجلة اخبارية يومية في برمجتها الجديدة ثم قناة حنبعل في المرتبة الثالثة أما القناة الوطنية الأولى فقد احتلت المرتبة الرابعة من حيث الحجم الزمني المخصص للمداخلات السياسية بحيز زمني يقارب 21 ساعة تليها قناة نسمة ب15 ساعة أما قناة الوطنية الثانية فقد اكتفت بتخصيص ما يقارب 3 ساعات فقط من البث لفائدة الفاعلين السياسيين.