بعد أن كان ارهابيو جبل المغيلة نفذوا جريمتهم البشعة في 2015 بقطع رأس الراعي مبروك السلطاني وارساله الى والدته هاهم اليوم وبعد سنتي ينفذون جريمة أخرى بشعة في حق نفس العائلة وذلك باختطاف خليفة السلطاني شقيق مبروك وقتله. جريمتان بشعتان ينفذهما الإرهابيون ضد عائلة واحدة فما هي الرسالة التي يريدون ايصالها؟ وهل أن قيامهم بهذه الجريمة بسبب فشلهم في الرد على ضربات قواتنا الأمنية والعسكرية؟ اعتبر العميد مختار بن نصر في تصريح ل"الصباح نيوز" أن الإرهابيين بعد تلقيهم في المدة الأخيرة ضربات كبيرة وعجزهم عن رد الفعل على الأمن والجيش التجئوا الى الحلقة الأضعف ووجدوا بأن انتقامهم وردهم سيكون عن طريق عائلة مبروك السلطاني. وأضاف أن عناصر كتيبة عقبة ابن نافع أول مرة يقومون برد الفعل بهذه الطريقة وهي قتل شقيقين من عائلة واحدة (مبروك وخليفة السلطاني) لأنه كان لديهم شك في أن تلك العائلة كانت تعطي معلومات للجيش عن مكان تواجدهم وتحركاتهم. وقال مختار بن نصر أنه كان من المفروض حماية الأمن والجيش لتلك المنطقة التي تقطن فيها عائلة مبروك وخليفة السلطاني وخاصة حماية تلك العائلة مشددا على ضرورة أن تحمي الدولة مواطنيها. من جهته اعتبر الخبير الأمني علي الزرمديني أن ما قام به الإرهابيون اليوم في حق خليفة السلطاني رسالة ويجب أن نقرأ معانيها جيدا وكل ما تخفيه مضيفا أنها رسالة موجهة من جهة الى عائلة مبروك السلطاني والى متساكني جبل المغيلة لترهيبهم وإخافتهم ومن جهة ثانية موجهة الى الدولة التونسية والمجتمع التونسي بأسره مفادها أن الإرهاب لا يرحم. في حين أن الإرهاب جبان ويعتمد أساليب قذرة ولا تمت تلك الأفعال الى الدين بصلة ولا الى الإسلام بشيء وتابع الزرمديني في سياق متصل وقال أن الإرهابيين عندما فشلوا في مواجهة قوى الدولة النظامية نكّلوا بخليفة السلطاني الذي كان معزولا ولا حول له ولا قوة. وشدّد على ضرورة تفعيل المخططات الحدودية القائمة على حماية التجمّعات السكنيّة والإقتراب منها وتحديد المناطق التي يتحرّك فيها الرعاة حتى تكون تحت الرقابة المتواصلة لنتمكن بالتالي من مواجهة تيار الإرهاب الذي يسعى الى افراغ تلك المناطق من متساكنيها واكتساح المجال الجغرافي. واعتبر أن المعركة اليوم هي معركة وجود لما تقتضيه من تدابير واجراءات مشددا على ضرورة مساندة عائلة مبروك وخليفة السلطاني. كما شدّد علي الزرمديني على ضرورة أن يلتف الشعب بكل فئاته ويكون أكبر سند لتلك العائلة وأكبر دعم لها لما قدمته لتونس ما لم يقدّمه غيرها مؤكدا أن المسؤولية اليوم مسؤولية وطنية جماعية. أما الخبير الأمني والعسكري فيصل الشريف فقد اعتبر ما حدث اليوم في حق خليفة السلطاني تصفية حسابات للمجوعة الإرهابية المتحصنة بجبل المغيلة لعائلة السلطاني. وأضاف الشريف أن تلك الجماعات الإرهابية المتحصنة بجبل المغيلة نفذت جريمتها في 2015 ضد مبروك السلطاني واليوم وبعد عامين تنفذ جريمة ثانية في حق شقيقه خليفة وهذا يكشف لنا حسب تقديره وجود حاضنة اجتماعية لهؤلاء في تلك المنطقة وتلك الحاضنة هي التي تقدم لهم الدعم اللوجستي والمعطيات عن تحركات الجيش والأمن وكل ما يحصل في تلك المنطقة هذا فضلا عن انتماء تلك المجموعة الإرهابية الى نفس المنطقة. وأكد على ضرورة فتح تحقيق وكشف تلك الحاضنة، معتبرا أن الحرس الوطني مؤهل أكثر من الجيش وبإمكانه كشفها لأن لديه الآليات والتقاليد في التعامل مع الإرهابيين ومع المدنيين لتتبع المعلومة خاصة وأن المسألة ليست أمنية أو قتالية بحتة بل مسألة لوجستية تتعلق بحاضنة اجتماعية وبإيصال معلومات لتك الجماعات الإرهابية.