أصدرت الصحفية أمال جعيط عريضة على الموقع الالكتروني "كوسيس" عريضة لجمع أكثر عدد ممكن من التوقيعات ضدّ تحصّل الشيخ راشد الغنوشي زعيم حركة النهضة على جائزة "شاتام هاوس" بلندن. وقد جمعت جعيط 2646 إمضاء منذ انطلاق حملتها يوم 31 أكتوبر الماضي. ودعت من خلال العريضة الموجودة على الموقع المذكور أعلاه إلى أن تعيد لجنة تحكيم الجائزة النظر في التصرّفات الأخيرة لراشد الغنوشي التي ستحمل البلاد إلى طريق آخر، على حدّ قولها. وللإشارة فإنّ راشد الغنوشي قد تحصّل مساء أمس على هذه الجائزة بالتشارك مع منصف المرزوقي رئيس الجمهورية المؤقت تكريما للثورة التونسية. وأكّدت جعيط في تصريح لها على موجات إذاعة "اكسبرس أ ف م" أنّ الغنوشي لا يستحق هذه الجائزة باعتبار أنّه لا يمثل الصورة المزعوم ترويجها لتونس، معللة ذلك بتكرّر الاعتداءات في البلاد وتعمّد تفريق المجتمع إلى نصفين. وأضافت بأنّ من ميزة الغنوشي "من ليس معي فهو ضدي" وكذلك الشأن بالنسبة للحكومة "وزراء النهضة الكل والبقية لا شيء". وقالت أنّه لا يمكن من خلال هذه "العريضة إلغاء جائزة شاتام هاوس التي تحصّل عليها الغنوشي" كما بيّنت جعيط الخطاب المزدوج لحركة النهضة وزعيمها، مبرزة بذلك "الهوّة الكبيرة التي تمّ خلقها في البلاد إضافة إلى الصعوبات الاقتصادية والمالية". ومن جهته، أكّد راشد الغنوشي في اتصال هاتفي من لندن مع إذاعة "اكسبرس أ ف م" أنّ هذه الجائزة تكريما للثورة التونسية التي جمعت بين تيارين اثنين كان من الصعب التقاؤهما ألا وهما التيار العلماني والإسلامي أكثر منه تكريم لشخص. وقال الغنوشي أنّ هذه الجائزة ليست لها علاقة بعيشه في فترة سابقة في بريطانيا. وأضاف الغنوشي بأنّ صورة تونس في الخارج لا تزال لامعة ومغرية رغم بعض محاولات التشويه، مبينا أنّ هذه الصورة وقع نحتها بمعية تيارات مختلفة. وعن التطرق لمشاكل تونس داخليا في إطار برنامج الاحتفال بالحصول على الجائزة في لندن، قال الغنوشي :"ليس من دوري نشر الغسيل في الخارج ولم أتحدث عن أيّ خلاف داخلي في البلاد وليس هذا المحتوى الذي نحتفي به في الخارج". أمّا فيما يتعلّق بقيمة الجائزة، فأكّد الغنوشي أنّ لها معنى اعتباري بالكامل للشخصين باعتبارهما يمثلان التجربة التونسية وليس لها أيّ معنى مادي بما انها لم ترفق بمال. وحول ما يتداول عن أنّه هو الرئيس الفعلي للبلاد، بيّن الغنوشي تقدّم المرزوقي للموكب بلندن دائما. كما قال الغنوشي أنّه لبس اللباس الرسمي للاحتفال في حين لبس المرزوقي برنسه وذلك خلال موكب تسلم الجائزة والتي تتمثل في صورة بلورية تمثل الثورة التونسية. هذا ولم يوجّه زميلنا الصحفي باكسبرس أ ف م سؤالا لراشد الغنوشي حول الحملة التي أطلقتها الصحفية أمال جعيط.