جدد محسن مرزوق الأمين العام لحزب حركة مشروع تونس، التأكيد على أن موعد الإنتخابات البلدية المقبلة، «غير مناسب ويجب مراجعته، لأن البلاد لن تكون مستعدة له»، نافيا أن يكون موقف حزبه مرتبط بعدم الجاهزية لهذا الإستحقاق الإنتخابي المقرر في 17 ديسمبر المقبل. وقال مرزوق، في ندوة صحفية عقدها اليوم الإثنين، بمقر حركته بالعاصمة «لن تكون البلاد ولا الهيئة العليا المستقلة للإنتخابات ولا مجلة الجماعات المحلية جاهزة لخوض غمار هذه الإنتخابات». وأفاد بأن حزبه سيشارك في الإنتخابات البلدية القادمة بقائمات إئتلافية مع أحزاب أخرى، وليس بالضرورة تحت إسم الحركة، مبينا أن حزبه لن يتقدم بقائمات خاصة به إلا إذا لم تتوفر قائمات ائتلافية. وأكد أن حزبه جاهز للإنتخابات البلدية، وبإمكانه إعداد 282 قائمة حتى الآن، لكنه يفضل المشاركة في قائمات مع أحزاب قريبة منه فكريا وسياسيا، مستثنيا بالخصوص حركتي النهضة ونداء تونس، وكذلك الأحزاب الأخرى ذات التوجه الإسلامي. وصرح بأن حزبه بصدد إجراء مشاورات مع عدة أحزاب حول مسألة الإئتلاف السياسي، دون أن يذكر الأحزاب التي شملها الحوار، مشيرا إلى وجود تنسيق مع حزب آفاق تونس، وحزب البديل التونسي (أعلن عن تأسيسه رئيس الحكومة الأسبق مهدي جمعة في 29 مارس 2017 ). كما تطرق مرزوق إلى الحملة ضد الفساد التي تشنها الحكومة، معتبرا أنها «في خطر لأن القوى المضادة جمعت نفسها وإنتقلت الى مرحلة الهجوم على رئيس الحكومة «، وفق تقديره، مضيفا قوله «إذا لم تتقدم الحكومة إلى مراكز النفوذ الفاسدة فإنها ستفقد المبادرة». وذكر بأن حزبه سبق وأن أعلن عن «وجود مافيا في الدولة وأن هناك صراع بينها وبين الدولة»، داعيا رئيس الحكومة إلى مواصلة التقدم في الحرب التي يشنها على الفساد، «وفك ارتباطه بحركة نداء تونس»، على حد قوله. أما بخصوص الوضع الاقتصادي بالبلاد، فقد أكد مرزوق ضرورة أن تقوم الحكومة بفتح حوار وطني حول ميزانية الدولة للسنة المقبلة، قصد معالجة ما وصفه ب «الثغرة الكبيرة» التي ستعاني منها هذه الميزانية، حسب تعبيره. وأبرز في ما يتعلق بمسألة تحوير الحكومة «ضرورة مراجعة بناء الحكومة، حتى لا تقوم على المحاصصة الحزبية»، داعيا رئيس الحكومة إلى الإبتعاد عن الأحزاب التي تحوم حولها شبهات فساد، إذا ما كان يريد لحملته ضد الفساد أن تنجح. كما إنتقد مرزوق بشدة، تدخل المكلف بالشؤون السياسية بحركة نداء تونس برهان بسيس، في شؤون الإذاعة الخاصة «كاب أف أم» عبر مكالمة هاتفية، معتبرا تصرفه من قبيل «العمل بمنطق العصابات»، على حد تعبيره، مشيرا إلى وجود أشخاص حول المدير التنفيذي لحركة نداء تونس، (حافظ قايد السبسي)، «يهددون الحكم في تونس بقرارات تتخذ في جلسات بالمقاهي». وكانت الندوة الصحفية قد إنطلقت بشرح جهود الحزب لدعم بنائه الداخلي منذ تأسيسه في 20 مارس 2016، ومنها عقد مؤتمره وانتخاب هيئاته الداخلية، وبعث 282 مكتبا محليا، وتنظيم قرابة 300 نشاط متنوع، وتأسيس معهد للدراسات العامة، الى جانب تنظيم حملة «مشروعنا» للاتصال ب2 مليون مواطن لشرح برنامج الحزب، وقريبا إفتتاح مركز «محمد الصغير أولاد حمد» للثقافة بشارع باب البنات بالعاصمة، وإنتخاب منظمة للشباب الحزبي.