تمهيدا لترشيح الموقع التاريخي الشهير لمائدة يوغرطة بقلعة سنان (ولاية الكاف) ووسط مشاركة شبابية وثقافية متميزة، انتظمت أمس السبت، بقلعة سنان، تظاهرة ثقافية وفنية متعددة المحاور في موقع مائدة يوغرطة الأثري. وشملت التظاهرة التي وصفت ب "التحسيسية والهادفة"، وفق ما صرح به عدد من المسؤولين والفاعلين في الحقل الثقافي وفي مشروع إدراج المائدة ضمن التراث العالمي لمراسل "وات" بالجهة، عروضا موسيقية وشبابية، وفي مجال الفروسية، إلى جانب معرض للصناعات التقليدية والإبداعات النسائية والشبابية. وأفاد منسق اللجنة العلمية والفنية لمشروع إدماج مائدة يوغرطة ضمن التراث الكوني، رضا السهيلي، أن الهدف من هذا المشروع هو التعريف بهذا المعلم التاريخي وإدماج المجتمع المدني في تصنيفه كتراث عالمي يجب المحافظة عليه والعناية به، مبينا أنه سيقع تقديم ملف الترشيح إلى المنظمة الأممية قبل يوم 20 سبتمبر الجاري للنظر فيه بهدف إدراج الموقع كمعلم تاريخي وحضاري كوني. ومن جهته أكد عضو لجنة المشروع والباحث في التاريخ القديم، عبد الحميد لرقش، أن معلم يوغرطة يمثل أعلى نقطة في جهة الشمال الغربي وهو موقع تاريخي يجسد، حسب قوله، تعاقب عدد من الحضارات بالجهة انطلاقا من الحقبة البونيقية ومرورا بالفترة الرومانية، وهو عبارة عن منبسط أرضي مسطح يمسح 80 هكتارا، وقد شكل ملجأ للقائد يوغرطة قبل اعتقاله من طرف الرومان بما يجعله يمثل شاهدا على عدة حقبات تاريخية، وفق تقديره. أما وزير الشؤون الثقافية، محمد زين العابدين ، فقد شدّد على المكانة التاريخية والحضارية للموقع وما يحمله من رمزيات وأبعاد مختلفة يمكن توظيفها لتنشيط السياحة بالجهة، قائلا إن "تصنيفه ضمن التراث الكوني هو إقامة للدليل على أهميته الحضارية والتاريخية، واعترافا بمنزلته ضمن المكونات الحضارية للتاريخ الوطني التونسي، واعتبارا لكونه يمثل مخزونا طبيعيا في علاقة تفاعلية مع ما تعيشه الجهة وجيرانها في الجزائر". و أشار في هذا السياق أن هذا اليوم التحسيسي يؤكد، على حد تعبيره، على أهمية العناية بالتراث المادي واللامادي بالبلاد، ملاحظا أنه من المبرمج أيضا أن يتم العمل على إدراج مواقع أخرى ضمن التراث العالمي، وخاصة شط الجريد، وقصور تطاوين، إلى جانب تنظيم دورة تكوينية في جربة حول التراث اللامادي بالجزيرة، ومظاهر الحياة فيها، والتعريف بها عالميا وتصنيفها ضمن التراث الكوني اللامادي.(وات)