تونس (وات)- دعا السيد مهدي مبروك وزير الثقافة في اختتام الدورة التكوينية الاولى لمحافظي التراث يوم الجمعة بمقر المعهد الوطني للتراث بالعاصمة الى ضرورة التقيد بالمقاييس المهنية لصيانة التراث المادي واللامادي وحمايته من الاتلاف. وأوضح ان هذه الدفعة من المتخرجين كمحافظي التراث تعكس النشاط الذي تشهده حركة الانتدابات في هذا المجال ملاحظا ان الوزارة تعمل على دعم ادماج حاملي الشهادات العليا في شتى القطاعات الثقافية في اطار معالجة مشكل البطالة التي طالت كل المجالات رغم الخطط والبرامح التي وضعتها الحكومة للحد من تداعياتها الاقتصادية والاجتماعية. ومن جهة اخرى شدد على اهمية تطوير الكفاءات والمهارات في هذا المجال ودعم الاتصال المجتمعي بالمحيط التراثي لحماية المكونات التراثية لا سيما وان قطاع التراث تعرض لعدة انتهاكات في النظام السابق ولا يزال الى اليوم يعاني من مشاكل معقدة على مستوى تصنيفه وحمايته. وأشار في هذا السياق الى ان وزارة الثقافة تتلقى يوميا برقيات عاجلة حول التجاوزات المسجلة في المساس بالقطع الاثرية والمتاجرة فيها وكذلك التعدي على المعالم التاريخية والمواقع الاثرية. وتطرق في جانب اخر الى الدور الهام الذي تلعبه المنظومة التراثية في دعم السياحة الثقافية التي تنطوي على استحقاق اقتصادي يهدف الى تحويل المتاحف والمعالم والمواقع الاثرية الى مناطق ومسالك سياحية خاصة وان الجهات التونسية تزخر بمواقع اثرية له خصوصياتها التاريخية والحضارية. ومن جهته ابرز السيد احمد فرجاوي المدير العام للمعهد الوطني للتراث ان هذه الدفعة من المتخرجين ستعمل على تطوير عملية التصرف في المواد التراثية من خلال الاتصال بالجمعيات والمنظمات المعنية بالقطاع ليتم الانتقال من دور المدافع عن التراث الى دور المحافظ عليه من خلال تشكيل هيكل وقائي للمواد التراثية ومعالجة الخطر المحدق بها قبل تسجيل اضرار في تركيبتها. وطالب محافظو التراث بدعم المنظومة التكوينية في مجال التراث وقدموا في هذا الصدد مقترحات حول المواضيع التي يمكن ان ترتكز عليها الحلقات التكوينية المقبلة لتفعيل دور محافظ التراث في مجال صيانة التراث المادي واللامادي.