علمت "الصباح" أن التحالف الديمقراطي والتيار الديمقراطي بصدد تكثيف النقاش بينهما حيث ترجح الكواليس أن تقدما كبيرا ومهما قد حصل في التشاورينهما قصد الانصهار في حزب واحد. وعلى الرغم من اتصالنا بقيادات الحزبين للحصول على تصريح رسمي في الموضوع إلا أنهما كانا حريصين على ما يبدو على مواصلة التكتم لما آلت إليه مفاوضاتهما، إلا أن الأكيد أن اتفاقا سياسيا وتنظيميا على وشك الانتهاء وان الإعلان على انصهار الحزبين في تنظيم سياسي واحد سيقع الإعلان عنه فيوقت وجيز خلال الأسابيع القليلة القادمة على أقصى تقدير. وكان التحالف الديمقراطي قد عقد نهاية الأسبوع الفارط مجلسا وطني التدارس الموضوع وان الاتجاه العام يذهب نحو قبول الانصهار التام والفعلي مع التيار الديمقراطي في تنظيم سياسي موحد. والتكتم على التفاصيل كما بدا لنا من ردود قيادات هذين الحزبين على تساؤلاتنا هو في علاقة واضحة بحرصهما الشديد على إنجاح عملية الانصهار هذه وتجنيبها المزايدات والعراقيل. وإذا ما نجحت عملية الانصهار هذه وأظهرت قدرة أطرافها على التنازل على نرجسية أفرادها فلربما تكون تحولا نوعيا في الساحة السياسية تغير منمعطيات ركودها وتكلسها. وكانت الانتخابات التشريعية الماضية بمثابة خيبة الأمل المدوية بالنسبة للأحزاب الاجتماعية الديمقراطية ووسط اليسار والتي مثلت اغلبها الروافد التاريخية للمعارضة زمن النظام السابق. ويذكر انه كانت هناك محاولات لإقامة قائمات مشتركة قبل الانتخابات المذكورة إلا أن جميعها باءت بالفشل فلم ينجح التكتل والتحالف الديمقراطي والتيار الديمقراطي في اعتماد قائمة مشتركة كما أن محاولات التقدمبقائمات مشتركة بين الجمهوري وحركة الشعب والتحالف الديمقراطي لم تفض إليشيء. ومنذ لحظات الفشل تلك تعددت محاولات التجميع والتقارب دون جدوى تذكرباستثناء الوقوف المشترك بين تلك الأحزاب ضد مشروع قانون المصالحةالاقتصادية والذي تحول بعدها إلى قانون المصالحة الإدارية واعتراضالمعارضة على دستوريته التي ننتظر القول الفصل فيه للهيئة الوقتية لمراقبة دستورية القوانين في الأيام القادمة. فتنسيقية أحزاب المعارضة التي أنشئت بمناسبة الاعتراض على قانون المصالحة لم ترتق حتى إلى مستوى الجبهة السياسية الفاعلة. كما أن مفاوضات الانصهاربين التحالف الديمقراطي والتيار الديمقراطي وحزب التكتل من اجل العمل والحريات لم تنجح في توحيد ثلاثتهم بالرغم من الحوارات والمفاوضات الطويلة السنة الفارطة وتقدمها بشكل كبير. فكل المحاولات انكسرت على حجر النرجسية والزعامتية والتمسك بالحزبية الضيقة والقراءات غير المتناسقة للمرحلة السياسية والتاريخية التينعيشها... ولئن كان تعدد الأحزاب وتشتتها في بداية الثورة مفهوما نظرا للمنسوب العالي للاندفاع والحماسة إلا أن التشتت الحاصل بعد سبع سنوات بما حملته من أزمات وهزائم انتخابية لهذه الأحزاب بدا مستعصيا على الفهم لدى جمهور المواطنين والمتابعين للساحة السياسية. فهل ينجح الحزبان في تجاوز عقدة الأنا؟