أعلن القيادي بحزب «مشروع تونس» سمير عبد الله عن انسحابه من الحركة لأسباب اعتبرها موضوعية لتداخلها بين الأخلاقي والسياسي ،مؤكدا انه يؤمن بالأخلاق في السياسة لأنّ أزمة نخبنا السياسيّة هيّ أزمة أخلاق بالأساس على حد تعبيره . وقال عبد الله في تصريح خص به «الصباح نيوز» انه ليس من النّوع الذي يوظّف استقالته من حزب أو موقع مسؤوليّة للتشهير أو التّباكي أو توجيه الشتائم ،معتبرا انها « تجربة سياسية خضتها هي الأولى داخل حزب سياسي» . وتأتي استقالة القيادي سمير عبد الله من «مشروع تونس» في ظل موجة استقالات شهدتها الحركة على مدى الاسابيع الأخيرة في وقت حاولت بعض قيادات الحزب التقليل من تداعياتها لاسيما مع بدء العد التنازلي للانتخابات البلدية التي من المقرر تنظيمها مبدئيا في 25 مارس 2018 . وبخصوص الأسباب التي دفعته الى الاستقالة أوضح عبد الله انه ليس له خلاف حول الخيارات التأسيسيّة باعتبار ان الخيار الوطني العصري التقدّمي هو خيار تونس منذ عقود بل منذ انبعاث حركات الاصلاح منذ قرنين وهو خيار تجمع عليه أغلب مكونات العائلة الديمقراطيّة و سيبقى يناضل من موقعي من أجل تجسيده وفق قوله . وفي سياق متصل كشف عبد الله ان تحفظاته تنحصر في بعض أوجه الحوكمة داخل الحركة وفي بعض المبادرات والمواقف ،متابعا» كذلك هيّ تهمّ جانب العلاقات داخل القيادة والتي تنقصها روح التضامن والتّآزر والعمل الجماعي .أتمنّى لحركة المشروع التوفيق ولأصدقائي داخلها وعلى رأسهم الأخ محسن مرزوق الذي أكنّ له كل الاحترام حظّا سعيدا . سنلتقي حتما في محطّات وطنيّة ..لأنّ الوطن يبقى فوق الأحزاب وحاضنا لكل الوطنيين». وفي ظل موجة الاستقالات التي يشهدها «مشروع تونس « أجمع اغلب المتابعين على ان استقالة سمير عبد الله في هذا الوقت بالذات سيكون لها تداعيات عاصفة على الحزب لاسيما اننا علمنا ان بعض القيادات من الصف الاول في طريقها الى الاستقالة وفق معلومات موثوقة ومؤكدة من داخل «المشروع» .