قال الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح اليوم السبت إنه مستعد لفتح «صفحة جديدة» في العلاقات مع التحالف بقيادة السعودية الذي يقاتل في اليمن إذا ما أوقف الهجمات على بلاده. وتأتي الدعوة بينما دارت اشتباكات في العاصمة صنعاء بين أنصار صالح والحوثيين لليوم الرابع إذ تبادل الجانبان الاتهامات بالتسبب في شقاق بين الطرفين بما قد يؤثر على مسار الحرب الأهلية. محتوى دعائي والطرفان حليفان في مواجهة تحالف تقوده السعودية تدخل في الحرب باليمن عام 2015 بهدف إعادة الحكومة المعترف بها دوليا بزعامة الرئيس عبد ربه منصور هادي إلى سدة السلطة بعد أن أجبره الحوثيون على ترك البلاد. وتسلط الاشتباكات الضوء على الوضع المعقد في اليمن حيث تدور رحى حرب بالوكالة بين الحوثيين المتحالفين مع إيران وهادي المدعوم من السعودية مما تسبب في أحد أسوأ الكوارث الإنسانية في العصر الحديث. وقال صالح في كلمة عبر التلفزيون «أدعو الأشقاء في دول الجوار والمتحالفين أن يوقفوا عدوانهم ويرفعوا الحصار وأن يفتحوا المطارات وأن يسمحوا للمواد الغذائية وإسعاف الجرحى وسنفتح معهم صفحة جديدة للتعامل معهم بحكم الجوار وسنتعامل معهم بشكل إيجابي ويكفي ما حصل في اليمن». وتنحى صالح عن الرئاسة في 2012 بعد أن حكم اليمن لمدة 33 عاما وذلك في أعقاب أشهر من احتجاجات الربيع العربي ضد حكمه لكنه ظل زعيما لحزب المؤتمر الشعبي العام أكبر حزب سياسي في البلاد. ورحب التحالف بقيادة السعودية بتصريحات صالح. وقال التحالف يوم السبت في بيان بثته قناة الحدث المملوكة لسعوديين إنه يثق بأن زعماء حزب المؤتمر الشعبي العام بزعامة صالح سيعودون إلى «المحيط العربي». ويتهم التحالف صالح بخيانة العرب من خلال الانضمام إلى قوى يقودها الحوثيون الذين يقول إنهم متحالفون مع إيران. *صالح يسيطر على جنوبصنعاء تحدث سكان في العاصمة عن اشتباكات عنيفة في وقت مبكر من صباح يوم السبت في شوارع منطقة حدة السكنية بجنوبصنعاء والتي يعيش فيها الكثير من أقارب صالح ومن بينهم طارق صالح نجل شقيقه. وقال السكان إن دوي انفجارات وإطلاق نار تردد في أنحاء المنطقة. وتراجعت حدة المعارك بحلول بعد الظهر مع فرض أنصار صالح سيطرتهم على المنطقة. ولم ترد أنباء حتى الآن عن وقوع ضحايا. واتهم حزب المؤتمر الشعبي العام الذي ينتمي إليه صالح الحوثيين بعدم الالتزام بالهدنة وقال في بيان على موقعه الإلكتروني إن الحوثيين يتحملون مسؤولية جر البلاد إلى الحرب الأهلية. ووجه البيان حديثه إلى أنصار الحزب ومن بينهم مقاتلو القبائل قائلا «إنكم مدعوون اليوم أكثر من أي وقت مضى لتضعوا حدا لتصرفات تلك العناصر المأزومة التي تريد أن تنتقم منكم ومن الوطن ومن الثورة والجمهورية». وناشد الحزب الجيش وقوات الأمن التزام الحياد في الصراع. وحذرت جماعة أنصار الله التابعة للحوثيين من أن «المستفيد الأكبر» مما وصفته بعصيان صالح هو التحالف بقيادة السعودية. وقال عبد الملك الحوثي في خطاب بثته قناة المسيرة التابعة للجماعة «أناشد الزعيم علي عبد الله صالح أن يكون أعقل وأنضج... وألا يستجيب لهذه الدعوات التحريضية». وأضاف أن جماعته مستعدة لقبول التحكيم بين الطرفين وأي نتيجة قد يخرج بها قائلا «فليتحاكم معنا المؤتمر الشعبي إلى الحكماء والعقلاء وإن طلع الخطأ عندنا سنتحمل المسؤولية». واندلع القتال يوم الأربعاء عندما اتهم حزب المؤتمر الشعبي العام الحوثيين باقتحام مجمع يضم مسجد المدينة الرئيسي وإطلاق قذائف آر.بي.جي وقنابل. وذكر الطرفان أن ما لا يقل عن 16 شخصا قتلوا في الاشتباكات منذ يوم الأربعاء. وأودت الحرب الأهلية في اليمن بحياة أكثر من عشرة آلاف شخص منذ عام 2015 كما تشرد بسببها أكثر من مليونين وأسفرت عن تفشي مرض الكوليرا الذي أصيب به نحو مليون نسمة وجعل البلاد على شفا المجاعة.