جدّد أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني تأكيده «استعداد قطر لحل الخلاف إذا كان لدى الأشقاء رغبة في ذلك على أسس واضحة ومقبولة من الجميع وعدم المساس بسيادة أي طرف آخر»، مشدّدداً على «كرامة وسيادة قطر فوق أي اعتبار». ومن جانبه، أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن «العلاقات القطرية الفرنسية ليست وليدة اليوم»، لافتاً إلى أن «أمن الخليج واستقراره أولوية لفرنسا». جاء ذلك خلال مؤتمر صحافي مشترك عقده أمير قطر مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الخميس بالديوان الأميري في ختام زيارته التي استغرقت يوما واحداً إلى دولة قطر، وعقب محادثات ثنائية؛ وذلك بحضور الشيخ عبدالله بن حمد آل ثاني نائب الأمير وعدد من الوزراء في الحكومة القطرية، إلى جانب أعضاء الوفد الرسمي المرافق للرئيس الفرنسية. واستهل أمير قطر المؤتمر الصحافي بالترحيب بالرئيس الفرنسي، معربا عن «سعادته بهذه الزيارة التي تعزز العلاقات القوية والتاريخية بين دولة قطروفرنسا»، مشيراً إلى أنه تناول في مباحثاته الثنائية مع الرئيس الفرنسي «المشاكل التي تمر بها المنطقة وكيفية إيجاد حلول لها، كما تناولا موضوع مكافحة الإرهاب وتمويله»، مؤكدا على «أن تكون هناك متابعة لهذا الموضوع». وأكد أمير قطر أن زيارة الرئيس الفرنسي ناجحة مبرزا أهميتها بالنسبة للبلدين، مشيراً إلى التوقيع على عدة اتفاقيات مهمة ستساعد في تعزيز العلاقات المتميزة بين البلدين. الاتهامات ضد قطر في وسائل الإعلام بدعم الإرهاب مغلوطة وفي رده على سؤال بشأن المزاعم التي تتهم دولة قطر بإيواء متهمين بالإرهاب، واتفاقيات مكافحة تمويل الإرهاب التي وقعتها دولة قطر مع الخارجية الأمريكية، أكد الشيخ تميم آل ثاني أن «دولة قطر مهتمة بمكافحة الإرهاب وأن كثيرا من المعلومات التي تتداولها بعض الصحف عن علاقة قطر بالإرهاب «مغلوطة وغير صحيحة»، مشيراً إلى أن «دولة قطر اتخذت بعض الإجراءات مؤخرا في مكافحة تمويل الإرهاب». ونوّه إلى أن «دولة قطر مع إخوانها في المنطقة وأصدقائها في العالم متحدون على مكافحة الإرهاب لأن الدول العربية والإسلامية هي المتضرر الأول من هذه الظاهرة». وعن الأسباب والدوافع وراء الحصار المفروض على بلاده، قال الأمير إن «موقف قطر واضح من البداية لحل المشكلة – إذا كانت موجودة أصلا – وبين الجيران عبر طاولة الحوار، والتحدث بكل بصراحة ومناقشة نقاط الخلاف عبر الحوار»، مبديا أسفه «لاستمرار الحصار من قبل الأشقاء الذي تم في شهر رمضان والذي أدى إلى تشتت العائلات. وأكد «استعداد قطر لحل الخلاف إذا كان لدى الأشقاء رغبة في ذلك على أسس واضحة ومقبولة من الجميع وعدم المساس بسيادة أي طرف آخر»، مشدّداً على أن «كرامة وسيادة دولة قطر فوق أي اعتبار». واستطرد قائلاً: «من حق الشعب القطري أن يعرف أسباب حصاره والعنف الممارس عليه من قبل الجيران، لأن الكل تأثر وجميع شعوب الخليج متأثرة، مجددا الرغبة في حل المشكلة ولكن ليس على حساب كرامة وسيادة قطر». ماكرون: مكافحة الإرهاب أولوية العمل المشترك من جانبه، أثنى الرئيس الرئيس الفرنسي على أمير قطر، معبراً عن سعادته والوفد المرافق له بالزيارة الأولى له إلى قطر، والتي جاءت بعد الأحاديث الهاتفية بينهما، والزيارة التي قام بها أمير قطرلباريس في أيلول الماضي. وقال إن «العلاقة بين فرنساوقطر ليست وليدة الساعة ولكنها تتميز بعلاقات اقتصادية وثقافية ورياضية واستراتيجية»، مشيراً إلى قاعدة العديد التي زارها، والتي تسمح بوجود عدد من الجنود الفرنسيين فيها منذ حوالي خمسة عشر عاما، ليشاركوا في مكافحة الإرهاب. وأكد ماكرون أن «الموضوع الأول لهذه الزيارة هو مكافحة الإرهاب وهو من الأولويات الرئيسية في العمل المشترك بين البلدين»، لافتاً إلى فرنساوقطر قررا التوقيع على خطاب نوايا وخارطة طريق لتعزيز المجال في مكافحة الإرهاب والتطرف، مبينا أن فرنسا ستنظم مؤتمرا دوليا يعقد أبريل 2018 في باريس، مشيرا إلى اعتماده على مشاركة قطر في هذا الموضوع. وشدّد الرئيس الفرنسي على أن «أمن الخليج واستقراره أولوية لفرنسا»، مؤكدا «دعمه لجهود الوساطة التي تقوم بها الكويت، مؤملا أن يتم إيجاد حل سريع لهذا الموضوع». كما أشار ماكرون إلى أن محادثاته مع أمير قطر تناولت الأوضاع الإقليمية، وخصوصا في ليبيا من أجل عودة السلام والاستقرار إليها عبر جهود السيد غسان سلامة المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة. فرنسا ستؤكد رفضها لقرار ترامب في مجلس الأمن ورداً عن سؤال قرار الرئيس الأمريكي إعلان القدس عاصمة لإسرائيل، قال الرئيس الفرنسي: «إن هذا قرار أحادي من جانب الولاياتالمتحدةالأمريكية»، وأنه «لا يتفق مع هذا القرار لأنه ينتهك القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن الدولي للأمم المتحدة. وفرنسا سوف تكرر موقفها في مجلس الأمن، أي أن وضع القدس هو مسألة تتعلق بالسلام الدولي ويخص الأسرة الدولية، والحل يجب أن يكون نتيجة مفاوضات بين الإسرائيليين والفلسطينيين». وعن الدور الإيراني في المنطقة، أكد الرئيس الفرنسي «ضرورة الحفاظ على الاتفاق النووي لأنه مفيد وإن كان لا يحل جميع المشاكل»، «مبينا أهمية إقامة حوار استراتيجي مع إيران لأنها قوة إقليمية في المنطقة، بالإضافة إلى وضع إطار لوجودها في المنطقة.». إلى ذلك، شهد أمير قطر والرئيس الفرنسي التوقيع على عدد من مذكرات التعاون بين البلدين، حيث وقع البلدان على خطاب نوايا لمكافحة الإرهاب المتضمن خريطة طريق بشأن تعزيز التعاون بين قطروفرنسا الرامي إلى محاربة الإرهاب وتمويله ومكافحة التطرف، وخطاب نوايا للتعاون في مجال الدفاع بين وزارتي الدفاع القطرية والفرنسية، والبرنامج التنفيذي السابع في مجال التعليم والتعليم العالي لاتفاقية التعاون الثقافي والفني، ومذكرة تفاهم بين مكتبة قطر الوطنية والمكتبة الوطنية الفرنسية، واتفاقية تعاون بين الخطوط الجوية القطرية ومجموعة إيرباص للطيران، واتفاقية تعاون بين هيئة الأشغال العامة «أشغال» والمجموعة الفرنسية لإدارة المياه والنفايات «سويز»، ومذكرة التزام وتعاون متبادل لتقديم الخدمات لمترو الدوحة وترام لوسيل بين شركة سكك الحديد القطرية «الريل» وتحالف الشركة الوطنية الفرنسية للسكك الحديدية والمشغل المستقل للنقل في مدينة باريس. كما شهد الزعيمان التوقيع على خطاب اتفاقية للتعاون بين وزارتي الدفاع القطرية ومجموعة داسو للطيران، وخطاب نوايا للتعاون بين وزارة الدفاع بدولة قطر وشكرة «نيكستر» للدفاعات الأرضية.