تتوجه حركة نداء تونس، وعلى إثر فوز ياسين العياري في الانتخابات التشريعية الجزئية بألمانيا ليتحصل بذلك على مقعدها السابق بمجلس نواب الشعب، إلى مراجعة علاقتها بحركة النهضة. وفي هذا السياق، أوضح المنجي الحرباوي الناطق الرسمي باسم نداء تونس في تصريح ل"الصباح نيوز" أن نتيجة الانتخابات الجزئية بألمانيا كانت "بمثابة الصدمة والرسالة المُزلزلة من قواعد النداء في المانيا"، مشيرا إلى أن "لنداء تونس 14 مكتبا محليا وأكثر من 5 ألاف منخرط بألمانيا غير أنه لم يُصوّت لمرشح الحزب سوى 253 ناخبا، الأمر الذي يتطلب "قراءة الرسالة بالجدية اللازمة"، وفق قوله. وقال الحرباوي ان الحزب "يرى أن علاقته بالنهضة أضرته أكثر مما استفادت من ذلك"، مُضيفا: "كنا ننظر إلى التقارب على انه مصلحة للبلاد والشعب التونسي ولكن سياسيا وحزبيا خسرنا كثيرا.. ولهذا يجب ان نتقبل رسالة المانيا بالجدية اللازمة". وحول الإجراءات التي يمكن أن يعلن عنها النداء في إطار "مراجعة" علاقته بحركة النهضة، قال المنجي الحرباوي ان "المراجعة تتعلق بكيفية التعايش سياسيا مع النهضة والعودة للمربع الأول على اساس أن النهضة خصم سياسي أكثر من أشياء أخرى". مراجعة التقارب مع الأطياف السياسية وفي نفس السياق، قال الحرباوي ان المسألة "متروكة" لممثلي قواعد الحزب، مضيفا أنه سينعقد نهاية الأسبوع الحالي _أي يومي السبت والأحد_ اجتماع للمكتب التنفيذي الموسع للحزب والمنسقين الجهويين والمحليين ونواب الكتلة البرلمانية وقيادات الحزب القاعدية للحسم في مراجعة العلاقة مع حركة النهضة خاصة وكذلك بقية الأطراف المُوقعة على وثيقة قرطاج. كما أشار إلى أنه سيتم خلال الاجتماع تقييم شامل للمرحلة ككل منذ 2014، وعلى ضوء ذلك سيتم مراجعة التقارب مع الأطياف السياسية التي هي بصدد بناء نفسها على حساب النداء، قائلا: "كلّما فشلت الحكومة يُحمّل النداء المسؤولية.. كما أنّ النداء قاعد يخلص في فاتورة التوافق والتحالف الحكومي وهذا أضرنا.. وقاعدين نخلصو في فاتورة الحكم". وعن إمكانية "إخراج" حركة النهضة من الحكم، إثر مراجعة العلاقة معها، أكّد المنجي الحرباوي انّ "هذه المراجعة لا علاقة لها بالعمل الحكومي ولن تؤثر على طبيعة العمل الحكومي وعلى تركيبة حكومة الوحدة الوطنية التي تضمّ مكونات مختلفة، كما أنها لن تؤثر سلبا على استمرارية الدولة بقدر ما هي مراجعة للعلاقات السياسية بين الأحزاب الموقّعة على وثيقة قرطاج وأولها النهضة". وشدّد الحرباوي، على ضرورة العودة لنتائج الانتخابات الفارطة، قائلا: "اليوم لا يُساعدنا أن يكون كل شيء على حسابنا والمراجعة ستكون شاملة وجريئة في علاقتنا بالأحزاب والحكومة والحكم والقواعد...". "الترويكا الجديدة" وفيما يتعلّق ب"الترويكا الجديدة"، قال الحرباوي ان اعتماد مصطلح "الترويكا" على هذه المشاورات الثلاثية فيه ظلم باعتبار أن الترويكا سابقا كانت في الحكم، ولكن الأحزاب الثلاث التي هي بصدد القيام بمشاورات لا تحكم اليوم فالحكومة هي حكومة وحدة وطنية موسعة، مُضيفا: "المشاورات التي تجرى اليوم تتنزل في اطار المصلحة العامة للبلاد ويبقى للاجتماع الموسع للنداء الذي سينعقد نهاية الأسبوع الجاري مسألة الحسم فيها". النهضة ليست عامل ضغط ومن جهة أخرى، أكّد الحرباوي أن حركة النهضة ليست عامل ضغط على النداء ولم تضغط عليه يوما لتمرير قوانين ذات علاقة بمصالحها، مُوضحا: "القوانين التي مررت كانت تصبّ في مصلحة البلاد لا غير ذلك ولا تحيدها عن المبادئ الحداثية.. وتأثير النداء على النهضة أكثر من تأثير النهضة على النداء" كما اعتبر الحرباوي أن "نداء تونس كان يجرّ حركة النهضة إلى الحظيرة الوطنية والحداثة والتخلي عن الايديولوجيات السابقة ونجحت نسبيا في تغييرها" وختم الناطق الرسمي لنداء تونس بالقول: "النداء في خطر اليوم اذا استمر في الطريقة نفسها وغلق اذانه عن قواعده وخاصة في علاقة بحركة النهضة الأمر الذي يتطلب تحديد العلاقة معها أي بدايتها ونهايتها".