شارع الحبيب بورقيبة، اضحى اليوم في الذكرى السابعة للثورة فضاء غمرته الحركة واثثته اقتراحات غنائية ملتزمة ووطنية وملحمية دون ان تنسى ايقاع "الصلصا" و"اللاتينو"، لتفصح في ظاهرها عن كل الوان الفرح وتحمل في باطنها مكامن الياس والاحباط من غد مجهول لدى كثر من المواطنين. حرية، كرامة وطنية، تشغيل، عدالة اجتماعية... اشلاء شعارات تلاشت على عتبات الحكومات المتعاقبة والسياسات العقيمة ، كلمات صرح بها احد من اعترضتهم موفدة وات وهو ممتعض من الغلاء المشط للمعيشة واستشراء الفساد في شتى اشكاله محمد، استاذ جامعي، كان بالسوق المركزية ابدى عدم اكتراثه بما يجري في الخارج، فالتونسي قد وجد نفسه اليوم بين مطرقة العجز وانهيار مقدرته الشرائية وسنديان الفساد و تغلغل " اللوبيات والمافيا" في ظل غياب الدولة وضعف مؤسساتها على حد تعبيره على وقع نسق جنوني للاسعار ووتر التجاذبات السياسية والاحتقان ووتيرة الاحتجاجات والنهب والتخريب لعديد المنشات العمومية، طالعتنا السنة الحالية، هكذا تدخلت دليلة، اطار بنكي لتضيف ان الثورة غنيمة انفرد بها الانتهازيون لتظل اشلاء حريات واضغاث احلام يائسة لدى المواطن الكادح وعلى وقع الشارع الرمز للثورة ايضا، انطلقت من امام نصب ابن خلدون مسيرة "مانيش مسامح" لتجوب شارع الحبيب بورقيبة للمطالبة باصدار القائمة النهائية والرسمية للشهداء والجرحى وقبالة النصب،احتضنت قاعة الاخبار معرض ذاكرة الحركات الاجتماعية اين تعددت صور المتظاهرين والعمال والكادحين في الارض والشهداء والجرحى كما ازدحمت الصور والملصقات الجدارية والمنشورات بين جنبات المعرض لتنتصب شاهدا على حراك نضالي لم ينضب منذ 17 ديسمبر 2010 حضرت اليوم عديد الاطياف الحزبية ومكونات المجتمع المدني وسط تعزيزات امنية مكثفة لمختلف الاسلاك وغلق كل المنافذ الفرعية المؤدية الى شارع الحبيب بورقيبة وتوافد لا تزال تتصاعد وتيرته للمواطنين والمشاركين في المسيرات حيث اكتظت المقاهي المصطفة على واجهتي الرصيف وتعاود البصر مرة اخرى من اول الشارع الى منتهاه مرورا بالمسرح البلدي ،يتجلى ايضا الوجه الاخر للاحتفاء الذي اسبغته اشكال النضال والمطالبة بالعدالة الاجتماعية والتنمية العادلة لتعترضك الخيمة التنشيطية لوزارة الثقافة والتي تلونت باجواء الفرح لتوحي مظاهر الاحتفال والرقص ان تونس تدعوك دائما للامل والبهجة كما انتصبت عديد الخيمات لعدد من الاحزاب والمنظمات على امتداد الشارع الرمز للثورة الذي حافظت فيه المسالك التجارية على حيويتها المعتادة واين تدفقت جموع انصار الاحزاب وشهد شارع الحبيب بورقيبة ايضا تجمعا لانصار الجبهة الشعبية اين رفعوا عديد الشعارات المنادية بالمساواة والعدالة الاجتماعية واكد الناطق الرسمي للجبهة، حمة الهمامي لوات الالتزام بثوابتهم كحزب سياسي في معالجة انحرافات الوضع الراهن ازاء استفحال الازمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وفند بصفة قاطعة اتهامات رئيس الحكومة للجبهة في ما يتعلق بتاجيج الاحتجاجات والتحريض على التخريب والاعتداءات ليلا على الاملاك العامة والخاصة، قائلا "ان تصريح الشاهد غير مسؤول" واضاف ان اتهام الجبهة الشعبية يعد انزياحا واضحا بالشعب من الوقوف ضد قانون المالية 2018 المجحف وتنصلا صريحا للحكومة من مسؤولياتها قصد تضليل الراي العام حول تبعات هذا القانون بالحديث عن الاحتجاجات وعمليات التخريب وشدد على ان انقاذ البلاد لن يتحقق الا عبر ارساء سياسة تنموية عادلة تحقق التوزيع العادل للثروات والمساواة بين الجهات في شكل مشروع وطني ديمقراطي يقوم على اقتصاد وطني مستقل ومنتج للثروة ويعول على مقدرات بلادنا المادية والبشرية وغير بعيد من المكان ، شهدت بطحاء محمد علي صباح تجمعا حاشدا للمواطنين اين رفعوا عديد الشعارات من قبيل "كرامة حرية عدالة اجتماعية" ليؤكد العديد من المواطنين والنقابيين لموفدة وات ضرورة الاصرار على مراكمة المكاسب والحقوق في خضم المسار التحريري والديمقراطي الذي تشهده تونس ضد قوى الاستبداد والفساد وشددوا على ان وجودهم اليوم بهذه الساحة هو من باب تكريس الحق النقابي والعمالي لتحقيق الاستحقاق الاجتماعي العادل والوقوف في وجه الفساد والاستعباد والظلم والحيف الجبائي واجمع العديد منهم على ان التوزيع غير العادل والمجحف للثروات الوطنية هو نتاج حتمي للخيارات والسياسات التنموية السقيمة التي لم تفرز غير التفقير والتمييز والتهميش والإقصاء للفئات العمالية رغم القتامة تنتصر تونس للحياة حيث رفرف علم تونس اليوم بكامل الارجاء ليزدان الشارع حلة حمراء وبيضاء تدعوك للامل والاصرار على الاستمرار وصوت الراحلة علية الذي ملا الفضاء يشدو "وفي حقنا لا نخاف البلاء ومن دمنا قد صبغنا رداء، رفعنا فوق البلاد لواء، فماس به الافق حين بدا فاما حياة واما فلا" (وات )