القى اليوم رئيس مجلس نواب الشعب محمد الناصر بمناسبة استقبال رئيس فرنسا مانويل ماكرون. وقال الناصر «يسعدني ان أحيي مستوى العلاقات المتميزة والمتنامية بين الجمهورية التونسية والفرنسية تلك العلاقات التي أنجبتها عوامل التاريخ وغذتها العوامل المشتركة خدمة لمصالحنا التي نطمح وإياكم الى تعزيزها وتقويتها في مختلف المجالات، واني احيي من خلالكم الشعب الفرنسي الذي تربطه بتونس علاقات تاريخية وثيقة وهو الذي يحتضن منذ عقود ابناء الجالية التونسية المقيمة بفرنسا . نستقبلكم في حضرة مجلس نواب الشعب الذي اتخذ بعد حراك ثوري متعدد الحلقات ليكرس مبادئ الحرية والديمقراطية وحقوق الانسان التي جاء بها دستور تونس الجديدة ، نستقبلكم في حضرة مجلس نواب الشعب الذي ما فتئ يجسد دوره التاريخي على اساس أحكام الدستور والانتقال من التنظيم المؤقت الى بناء المؤسسات الدائمة والهيئات الدستورية المستقلة ويتطلع مجلسنا الى استكمال تشييد ما بقي من الديمقراطية ووضع الأطر التشريعي الذي سوف تكرسه الانتخابات البلدية في ماي المقبل. ولئن نجح المسار الديمقراطي فان ذلك يعود الى خيار التوافق بين القوى السياسية الفاعلة حول الخيار الديمقراطي لتحديد أرضية مشتركة لبناء الدولة وقد شكلت تلك الأرضية المصلحة الوطنية العليا وعلى هذا الاساس تجاوزت تونس مخاطر وكان نجاحها عسيرا . واضاف محمد الناصر ان الزيارة تؤكد متانة الروابط التي تجمع تونسبفرنسا على اساس المصالح المشتركة والمستقبل المأمول. وقال: «احيي دولة فرنسا ومساعدتها ونؤكد حرصنا على ان تكون الزيارة فاتحة للتعاون المثمر ، ان حضوركم بيننا يجسم صداقة نعتز بها ونريد ان نجعل منها اسلوب دعم لجهودنا في مجال التنمية ومقاومة الارهاب وتحقيق التقدم الاجتماعي والاقتصادي ويشكل عاملا تنمويا في كامل المنطقة وهو ما نصبو اليه جميعا على مستوى التعاون الثنائي او في علاقتنا مع اوروبا ونحن على يقين ان تتحول منطقة البحر المتوسط الى منطقة سلم وازدهار ورفاه . واضاف : ان مقاربتنا في انجاز المجال الديمقراطي تقوم على مواصلة العمل على تحقيق الاصلاحات الاقتصادية والاجتماعية الضرورية مع الحرص على مزيد التوازن بين الجهات والعدالة وفتح باب الامل بين الجهات فتلك هي نظرتنا لسبل تحقيق الديمقراطية وصّد الارهاب والتطرف . وافاد الناصر ان تونس على وعي بان نجاحها يشكل عاملا اساسيا في مقاومة الارهاب العابر للقارات والهجرة والجريمة المنظمة وهي تحديات تخص كل شعوب المنطقة وتتطلب مجهودا جماعيا ويستوجب النجاح المنشود مزيدا من التعاون بين تونس واصدقاءها الاوروبيين عبر الترفيع في نسق وحجم الاستثمار وتكثيف تحويل ديون تونس الى استثمارات ومزيد تشجيع السياحة الفرنسية الى تونس وعلى هذا الاساس نتطلع الى تسهيل إجراءات تنقل الشبان الى فرنسا في اطار برامج تشغيلية ومبرمجة حسب قوانين البلدان المضيفة ونجاحنا هو في مدى فتح باب الامل للشباب في التعلم والشغل . وقال الناصر، ان العلاقة بين البلدين ليست عابرة ولن تكون عابرة فالتاريخ والجغرافيا والمصالح المشتركة تفرض علينا تقاسم المسؤوليات في جعل المنطقة المتوسطية ضفاف امل وازدهار وامن مشترك ونام لان تكون العلاقة بين البلدين مثالا يحتذى به. وان الصداقة بين البلدين ليست ظرفية ولاهي حديثة العهد بل هي متينة نتوجه بها نحو مستقبل مشترك .