شهدت اليوم السبت مدينة الكاف مسيرة جابت شوارع المدينة لتتحوّل أمام مقرّ سكنى والي الجهة رافعين شعارات "ديقاج". وأفادنا عبد القادر الطرابلسي والي الكاف في اتصال هاتفي مع "الصباح نيوز" أنّ المسيرة تضمّ قرابة مائتي شخص بدؤوا ينسحبون من أمام منزله في هذه الساعة من كتابة أسطر المقال. وقال إنّ مطالبهم تتمثل في التشغيل والتنمية وهذا شرعي، مبينا أنّ هذا الشعار امتداد للوضع التي تعيشه الجهات المحرومة. وأكّد الوالي أنّ عدد العاطلين في جهة الكاف بلغ 22 ألف عاطلا عن العمل من بينهم 5400 أصحاب شهائد عليا. وحول الحلول المتوفرة في الوقت الحالي، قال الطرابلسي إنّه باعتباره ممثلا للحكومة في الجهة فله عدد من الآليات يستطيع اعتمادها ومن بينها الحضائر والتي لم تعد قادرة على استيعاب عدد آخر من العاملين حيث بلغ المنتدبون على هذه الآلية إلى غاية اليوم 3500 عاملا. وأضاف الوالي بأنّ مشكلة البطالة ليست مهمة الولاية فقط لأنّ هناك أشخاص يتحمّلون المسؤولية أيضا، قائلا إنّ مقاولين وأصحاب أراضي لم يجدوا يد عاملة لأنّ الجميع يريدون عملا حسب مستواهم العلمي أو يحبّذون العمل في الحضائر وهو ما أصبح مستحيلا. أمّا عن الآلية الثانية المتوفرة لدى والي الجهة فتتمثل في خلق موارد رزق عبر المساهمة في مشاريع صغرى عن طريق مطلب يقدّم للمعتمدية الراجعة له بالنظر. وفي ما يهمّ الآلية الثالثة، فهي تتعلّق بالانتدابات المباشرة في الوظيفة العمومية عن طريق التناظر. ومن جهة أخرى، عدّد والي الكاف المشاكل التي تعيق الجهة من إشكالات في البنية التحتية والتي خصصت لها 35% من الميزانية التكميلية لولاية الكاف بالإضافة إلى العزوف عن العمل الفلاحي باعتباره عملا موسميا. وقال إنّ الكاف تشهد مشكلا كبيرا يهمّ الطريق الرئيسة رقم 5 والتي يمكن أن تسبب في يوم من الأيام في قطع الجهة عن تونس العاصمة. وفي هذا السياق، دعا الوالي الحكومة إلى المساهمة في إحداث الطريق السريعة وحثّ صاحب الأرض الذي رفض مدّ الجهة بجزء من أرضه لاستغلالها لصالح المجموعة الوطنية ، قائلا :" صاحب هذه الأرض قال لي أنا بوعزيزي الكاف". وأضاف أنّ تحسين البنية التحتية قادر على توفير مواطن شغل، ولو كانت ضعيفة عدديا، على المدى القصير والمتوسط رغم أنّ أصحاب الشهائد يعزفون عن مثل هذه الأعمال. وقال إنّ المواطنين يطالبون بتعبيد الطرقات وهذا حق مشروع، وقد خصصت له حوالي 600 مليون دينار، إلاّ أنّ المقاول الذي تمّ تكليفه بالأشغال رفض العمل في ظلّ ظروف محتقنة في الجهة. وبيّن أنّه في جهة تاجروين، تمّ رصد 350 الف دينار لبعث مركب ثقافي إلاّ أنّ أبناء الجهة رفضوا بتعلّة رغبتهم في أراضي خضراء. كما قال إنّ أهالي حي المنجم بساقية سيدي يوسف رفضوا أن يقع تشييد 50 منزلا في المنطقة واستغلال الأرض. وعاد عبد القادر الطرابلسي والي الكاف ليؤكّد أنّ مشكلة التشغيل ليست مشكلة الحكومة لوحدها فهذه مشكلة وطنية وحلّها صعب في ظلّ الأجواء المحتقنة ويستوجب تشريك أطراف أخرى وأولها القطاع الخاص، مطالبا الحكومة بأن تهيأ الظروف الملائمة للتشجيع على الانتصاب في المنطقة. وفي نفس الإطار، طالب بالإسراع في تغيير مجلة الاستثمارات ووضع امتيازات إضافية للمستثمر الأجنبي والوطني للاستثمار في الجهات المحرومة. وعن موضوع الاستقرار الأمني بالجهة، طالب بانخراط جميع الأطراف من حكومة ومجتمع وطني وأفراد في هذا الموضوع، معتبرا أنّ الكاف لم تعد تتحمّل أي منحى نحو المزيد من العنف والتهميش. كما دعا الوالي الحكومة إلى إيلاء قطاع الفلاحة بالجهة مزيد الاهتمام وحلّ مشاكل القطاع والمتمثلة خاصة في كثرة التداين وتشتت الملكية واعتماد الزراعات الكبرى. كما طالب بتنويع الإنتاج الفلاحي وإقحام زراعات جديدة تندرج في إطار السقوي من خلال توفير بنية تحتية ملائمة وبناء سدود. وقال كذلك : "يجب التشجيع على السياحة الثقافية والبيئية والصحية بجهة الكاف لتعدد ثرواتها الطبيعية وخصائصها الجغرافية والثقافية حتى تساهم في حلّ معظلة التشغيل وخلق ديناميكية في المنطقة". وفي نهاية حديثه معنا، شدّد والي الكاف على ضرورة التوجه نحو جلب المستثمر الأجنبي في قطاعات ذات قيمة مضافة تستقطب اليد العاملة من أصحاب الشهائد.