على غير العادة، تابعت، الثلاثاء، مباراة تونسوالجزائر بكأس أمم إفريقيا 2013 بالجزائر وسط أصدقائي وأشقائي الجزائريين، من منطلق أني معني بتحليل مباريات النسخة التاسعة والعشرين من "الكان" ل"الشروق تي في".. وسط أجواء مميزة، تابعنا مباراة كان المنتخب الجزائري الطرف الأفضل فيها، لكن الفوز عاد إلى المنتخب التونسي بفضل براعة اللاعب المساكني. صحيح أن المنتخب الجزائري قدم مباراة جميلة واستحوذ على الكرة وصنع فرصا أكبر وأخطر مما تمكن هجوم تونس من نسجه، لكن ذلك لم يكن كافيا لأن اللاعبين يوسف المساكني وأسامة الدراجي صنعا الفارق، لقد تحدثت قبل بداية المباراة مع أصدقائي الجزائريين ومع إعلاميين، وأكدت أن خطر تونس يأتي من الدراجي وبدرجة أكبر من المساكني، وهو ما حدث بالفعل، لا سيما أن مدرب المنتخب الجزائري لم يجرؤ على المغامرة في الهجوم عندما كان يستدعي الأمر ذلك.. تحذيراتي من اللاعبين المذكورين لم تأت من فراغ بل بحكم معرفتي بهما لأنني دربتهما، ولقد توصلت باتصالين منهما بعد نهاية اللقاء وهنأتهما على مردودهما. بالنسبة إلي، خسارة الجزائر في أول مباراة لها ب"الكان " لا تعني إطلاقا خروجها المبكر من المنافسة، فعلى عكس ما ورد في وسائل الإعلام الجزائرية من تهويل وخيبة أمل، أرى أن حظوظ الجزائر لا زالت قائمة في التأهل إلى الدور المقبل، لأنها تملك منتخبا محترما وأمامه مباراتان لتدارك تعثره في اللقاء الأول، فمنتخب الطوغو وحسب ما وقفت عليه عنده، خلال مواجهته لكوت ديفوار، هو أضعف منتخبات المجموعة الرابعة، وفوز الجزائر عليه في المباراة الثانية الأقرب إلى المنطق، في حين أن المباراة الأخيرة أمام كوت ديفوار قد تكون مفتوحة على كل الاحتمالات، ومنها فرصة فوز المنتخب الجزائري واقتطاعه لورقة الترشح إلى الدور الثاني، الذي يبقى أملا مشروعا لكل منتخبات المجموعة الرابعة لحد الآن.