مع إقفال ترشيحات الانتخابات النيابية منتصف ليل الثلاثاء – الاربعاء فإن عدد المرشحين الاجمالي لملء 128 مقعداً نيابياً تخطى الرقم 976 مرشحاً ومرشحة حتى الساعة الخامسة عصراً بينهم 111 سيدة وعدد من الاعلاميين والاعلاميات الذين باتوا محط تعليق كالقول «إذا كان كل الاعلاميين والاعلاميات مرشحين مَن سيغطّي هذه الانتحابات؟». إلا أن «القدس العربي» لاحظت أن المجلس النيابي الجديد ستغيب عنه وجوه سياسية بارزة عزفت عن الترشّح إما بداعي التوريث وإما بداعي عدم الاقتناع بالتحالفات المرحلية وإما بحجة عدم ضمان الفوز نتيجة قانون الانتخاب الجديد القائم على النسبية. وجوه ستغيب أبرز الوجوه التي تغيب عن مجلس النواب هي الآتية: العماد ميشال عون الذي انتخب رئيساً، وسيترشّح عن مقعده الماروني في كسروان صهره العميد شامل روكز علماً أن صهره الآخر رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل سيترشّح للمقعد الماروني عن دائرة البترون الكورة زغرتا وبشري. رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط، وسيترشّح بدلاً منه عن المقعد الدرزي في الشوف نجله تيمور جنبلاط في أول تجربة نيابية له إلى جانب الوزير والنائب مروان حماده في مواجهة رئيس حزب التوحيد وئام وهّاب. رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية، وسيترشح عن مقعده الماروني في زغرتا نجله طوني فرنجية في مواجهة رئيس حركة الاستقلال ميشال معوّض الذي خسر الانتخابات في العام 2009 بسبب النظام الاكثري بعدما ترشّح بدلاً من والدته نايلة معوض التي دخلت المعترك السياسي بعد اغتيال زوجها الرئيس رينه معوّض. رئيس كتلة المستقبل الرئيس فؤاد السنيورة، ولم يُحسم الاسم الذي سيسمّيه تيار المستقبل عن مقعده السني في صيدا مع أن الترجيحات تنحو في اتجاه ناصر حمود الذي يخوض الانتخابات إلى جانب النائبة بهية الحريري. النائب غازي العريضي الذي كان يشغل المقعد الدرزي في بيروت والذي مثّل النائب جنبلاط في جلسات الحوار وعُيّن مراراً وزيراً للاعلام وللاشغال والثقافة ، وقد رشّح زعيم المختارة لهذا المقعد النائب السابق فيصل الصايغ في مواجهة أسماء درزية عديدة ترشّحت لهذا المقعد من بينها نسيب الجوهري الذي رشّحه الامير طلال ارسلان. رئيس لجنة الادارة والعدل النائب روبير غانم ولا يوجد مرشح بديل عنه للمقعد الماروني في البقاع الغربي ويتوقّع أن يشهد منافسة بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية. النائب نعمة الله ابي نصر المعروف بتشدّده مسيحياً في موضوع رفض التوطين ومرسوم التجنيس والذي قدّم اقتراح قانون المشروع الاورثوذكسي مع النائب آلان عون ومشروع استعادة الجنسية للمتحدرين من اصل لبناني. ولم يوافق ابي نصر على ترشيح نجله بدلاً منه عن المقعد الماروني في كسروان. النائبة نايلة تويني التي ما إن ترشحت خلفاً لوالدها الصحافي الشهيد جبران تويني وفازت عن المقعد الاورثوذكسي في الأشرفية بدعم من القوات اللبنانية حتى نكست بوعدها لرئيس حزب القوات سمير جعجع بالانضمام إلى تكتل القوات.وقد تزوّجت نايلة من الاعلامي الشيعي مالك مكتبي ما أدى إلى امتعاض اورثوذكسي وخصوصاً لدى ناخبيها. وستترشح بدلاً من نايلة شقيقتها ميشيل تويني التي ستخوض معركة قاسية في وجه مرشح القوات عماد واكيم ومرشح التيار الوطني الحر والمستقبل نقولا شماس. النائب فريد الياس الخازن الذي عزف عن الانتخابات بسبب عدم ضمان الفوز في مواجهة مرشح قوي هو الشيخ فريد هيكل الخازن الذي يحاول استعادة المقعد الماروني في كسروان الذي كان يشغله عمّه الشيخ رشيد الخازن. النائب فؤاد السعد الذي عزف عن الترشح لدواعٍ صحية ويحاول ملء مقعده ابن أخيه راجي السعد عن المقعد الماروني في عاليه وسط ظروف انتخابية غير مؤاتية نظراً لوجود مرشح قوي للتيار الوطني الحر هو الوزير سيزار ابي خليل ومرشح آخر للقاء الديموقراطي هو النائب هنري حلو. رئيس حزب الوطنيين الأحرار النائب دوري شمعون الذي انتخب عن المقعد الماروني في الشوف بالتحالف مع وليد جنبلاط وسيترشح عن المقعد ذاته نجله كميل شمعون بالتحالف مع حزب الكتائب من دون ضمان نتيجة مؤكدة. النائب عبد اللطيف الزين الذي شغل المقعد النيابي في الجنوب أباً عن جد منذ حوالى 50 سنة، وقد رشّح الرئيس نبيه بري إسماً آخر وهكذا تغيب عائلة الزين عن المسرح السياسي. النائب محمد الصفدي الذي إحتل أحد المقاعد السنية في طرابلس ولم يرغب هذه المرة في الترشح وقرّر تأييد تيار المستقبل. نائب حزب البعث عاصم قانصوه الذي استاء من حزب الله بسبب تأييد الحزب ترشيح اللواء المتقاعد جميل السيّد عن المقعد الشيعي في بعلبك الهرمل. ... وأسماء أخرى وهناك اسماء أخرى حزبية طلبت منها أحزابها عدم الترشح ولا تشكّل حيثية كبرى خلافاً لبعض الشخصيات التي تعتبر من البيوتات السياسية والتي تجهد للحفاظ على تمثيلها السياسي مثل فيصل كرامي وريث الرئيس عمر كرامي في طرابلس أو الأمين العام للتنظيم الشعبي الناصري أسامة سعد في صيدا. فالتوريث السياسي هو ظاهرة في لبنان حيث أن النائب سامي الجميّل خلف شقيقه بيار الذي خلف والده في المقعد الماروني في المتن فيما الشيخ نديم الجميّل أخذ المقعد عن والدته صولانج التي دخلت المعترك السياسي بعد سنوات على اغتيال زوجها الرئيس بشير الجميّل. وكما حال آل الجميّل كذلك حال آل الحريري حيث أن الرئيس سعد الحريري ورث عن أبيه الشهيد رفيق الحريري المقعد السني في بيروت ومثله فعل الرئيس تمام سلام خلفاً لوالده صائب سلام ، وقبلهما الامير طلال ارسلان الذي ورث السياسة عن بطل الاستقلال الامير مجيد ارسلان، اضافة إلى النائبة ستريدا جعجع التي أثبتت حضورها السياسي في فترة اعتقال زوجها سمير جعجع في زمن الوصاية وترشحت إلى النيابة للمرة الاولى في العام 2005 ونجحت ومازالت تترشّح عن المقعد الماروني في بشري. اما عائلة الخوري التي برز منها الرئيس الشيخ بشارة الخوري فلم تتابع العمل السياسي وإنصرفت إلى مجال الاعمال علماً أن البطريرك الماروني السابق مار نصرالله بطرس صفير رشّح الشيخ ميشال بشارة الخوري إلى رئاسة الجمهورية بعد انتهاء ولاية الرئيس اميل لحود.(القدس العربي)