أعلن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أمس الجمعة، بدء الاستعدادات اللازمة من أجل شن عملية عسكرية في مناطق شمال سوريا وصولاً إلى الحدود مع العراق، فيما رجح دخول قواته إلى سنجار في أي وقت. وقال، في كلمة في مقر حزب «العدالة والتنمية» الحاكم في العاصمة أنقرة، إن «بلاده بدأت الاستعدادات اللازمة من أجل تطهير عين العرب، وتل أبيض، ورأس العين، والحسكة، صوب الحدود العراقية من الإرهاب». وحول وجود حزب «العمال الكردستاني» في العراق، قال إن «سنجار مثلها مثل قنديل بالنسبة لنا، وسيستمر هذا حتى تطهيرها من حزب العمال والتنظيمات الإرهابية، ومن أجل ذلك يمكننا أن نذهب إلى هناك على حين غرة». وأضاف أن «إنهاء أنشطة منظمة (بي كا كا) الإرهابية في العراق وظيفة مشتركة لنا ولحكومة بغداد، ونحن منفتحون على العمل سوياً في هذا الموضوع». أما الولاياتالمتحدةالأمريكية، فجددت تأكيدها بأهمية أن تكون العملية المرتقبة في سنجار، بالتنسيق مع الحكومة العراقية الاتحادية. المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية، هيذر نويرت، قالت في حديث للصحافيين إن بلادها «تتفهم القلق التركي من تواجد عناصر حزب العمال الكردستاني في إقليم كردستان والعراق». إلا إنها أكدت أن «أي عملية عسكرية تركية في سنجار يجب ان تكون بموافقة العراق وبالتنسيق مع الحكومة العراقية»، لافتة إلى أن «بلادها مطلعة على عدة تقارير بشأن وجود حزب العمال الكردستاني في سنجار». ميدانياً، كشف قائممقام سنجار محما خليل ل«القدس العربي»، عن بدء حزب العمال الكردستاني بالانسحاب فعلياً من مدينة سنجار، معتبراً في الوقت ذاته «التهديدات» التركية بدخول المدينة بأنها «لا تخدم أحداً». وقال إن «هناك نوعا من الاستقرار في قضاء سنجار، بعد مجيء القوات الاتحادية إلى المنطقة»، لكنه أشار في الوقت عيّنه إلى وجود «خوف وترقب في المدينة». وأضاف: «حزب العمال الكردستاني أعلن انسحابه في وقت سابق، وبدأ بالفعل بالانسحاب من بعض المقار والنقاط والسيطرات التي كان يتواجد فيها بقضاء سنجار، لكن لا نعرف الجهة التي انسحب إليها»، مؤكداً الحاجة ل»توقيتات محددة لانسحاب عناصر الحزب». وطبقاً للمسؤول المحلي، فإن «القوات الاتحادية من الجيش والشرطة الاتحادية والحشد الشعبي، شغلت المواقع التي انسحب منها عناصر الحزب»، لافتاً إلى أن «الزيارة الأخيرة التي نفذها رئيس أركان الجيش العراقي الفريق أول ركن عثمان الغانمي إلى سنجار، أعطت رسائل إيجابية». وعن التصريحات التركية المستمرة بشأن عزم الجيش التركي تنفيذ عملية عسكرية في سنجار، لضرب عناصر «الكردستاني»- التي تصفهم أنقرة ب«إرهابيين»، تابع قائلاً: «لغة التهديد لا تخدم أحدا، كما لا تخدم تركيا نفسها». ونوه بأن «الدكتاتورية، ولغة الاستعلاء والاستكبار التي يتحدث بها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، لا يمكنها إخافة الشعب العراقي، بكوننا نمتلك علاقات جيدة مع دول العالم، التي وقفت معنا في قتالنا الإرهاب نيابة عن العالم». واعتبر أن «تهديد تركيا بالدخول إلى سنجار- المدينة المنكوبة، سينعكس سلباً على تركيا»، عازياً السبب في ذلك إلى أن «الأمريكان والدول العربية والحكومة الاتحادية والشعب العراقي وأهالي سنجار، لا يسمحون لتركيا بالقيام بهذا الفعل». وخاطب، أردوغان قائلاً: «نذكرك بأن العديد من الإرهابيين وعناصر تنظيم داعش كانوا ينطلقون من تركيا لتنفيذ عمليات في سنجار»، مبيناً إن «عناصر حزب العمال الكردستاني كانت لديهم عمليات جيدة، من خلال حماية الايزيديين في سنجار، وبعد انتهاء مخاطر التنظيم على المدينة، قرروا الانسحاب والخروج من سنجار، وهذا الأمر نراه إيجابياً». وختم خليل حديثه بالتأكيد على إنه «لا يوجد جندي تركي واحد في جغرافية سنجار، ولا على الشريط الحدودي العراقي». وسبق لوسائل إعلان محلية أن نقلت أنباءً عن مصادر وصفتها ب«المطلعة»، أفادت باتفاق بين الحكومة الاتحادية والجانب التركي يلزم إقليم كردستان بضرب الكردستاني من قبل قوات البيشمركه، غير إن المسؤول الإيزيدي نفى علمه بهذه الأنباء أو امتلاكه معلومات بهذا الصدد. ووفقا لموقع «المعلومة»، فإن «أنقرة اتفقت مع بغداد لإبلاغ حكومة إقليم كردستان بضرب حزب العمال الكردستاني المتواجد على أراضي دهوك وسنجار خلال هذه الأيام»، لافتة إلى انه «في حال رفض الإقليم ضرب حزب العمال الكردستاني سيكون هنالك اتفاق بين أنقرةوبغداد حول دخول قواتها إلى سنجار لتنفيذ عمليات عسكرية». وطبقاً للمصدر فإن «الحكومة ستبلغ الإقليم بشأن ضرب حزب العمال الكردستاني المتواجد في الحدود مع تركيا والمناطق الأخرى كدهوك وقضاء سنجار خلال الأيام المقبلة»، مبينا إن «تركيا ستنفذ عمليات عسكرية في حال رفض الإقليم ضرب حزب العمال بموافقة الحكومة الاتحادية في بغداد».