تلقت الكرة العربية بصفة عامة والمغاربية بصفة خاصة صفعة قوية في الكان 2013 بخروج الجزائر، تونس والمغرب من الدور الأول. وإذا كان خاليلوزيتش في الجزائر والطاوسي في المغرب قد تلقيا ضمانات لمواصلة مهامهما على رأس المنتخبين الجزائري والمغربي فإن سامي الطرابلسي في تونس يتواجد على فوهة بركان واحتمالات سحب البساط من تحت قدميه أكبر بكثير من إمكانية بقائه على رأس العارضة الفنية للمنتخب القومي التونسي.
إجماع على استحقاق الاقصاء عاد المنتخب التونسي ،الخميس، من مغامرته الإفريقية وهو يجر أذيال الخيبة وسط إجماع من كل التوانسة بأن منتخبهم لم يكن جاهزا لهذا الموعد ولم يكن يستحق المرور إلى الدور الثاني بعد أدائه الهزيل في كل المقابلات فالحظ وحده هو سبب الفوز على الجزائر ومن دونه فإن الطرابلسي وضعته الفيلة الإيفوارية في حجمه الحقيقي. أما مباراة أول أمس ضد الطوغو فقد انتهت بالتعادل بفضل الحكم الذي أنقذ تونس من الخروج بطريقة أكثر ذلا...؟
النسور "ريشوها" وحولوها إلى زرزور لم يهضم الجمهور التونسي الإقصاء المر لنسور قرطاج حيث فتحوا النار على كل مسؤولي المنتخب ولم يسلم منهم اللاعبون الذين اعتبروا تسميتهم بالنسور الذي هو أحد الطيور الجارحة والقوية أكبر منهم بكثير لكونهم كانوا في جنوب إفريقيا أشبه بالزرزور الذي هو من العصافير الصغيرة والضعيفة التي تتغدى على الحشرات والفاكهة...
أصابع الاتهام كلها صوب الطرابلسي نال المدرب سامي الطرابلسي حصة الأسد من انتقادات الفنيين، الصحافة والجمهور التونسي، الذين أجمعوا على أن المنتخب أكبر منه بكثير وأنه لا يصلح لقيادة منتخب بحجم تونس خاصة مع مزاجه الصعب وانفراده بالقرارات التي جعلته يتصرف بمحاباة فاضحة في اختيار التعداد باستدعائه للاعبين غير جاهزين ومنهم حتى المصابون وإدارة ظهره للاعبين كان بإمكانهم تقديم دفع إيجابي.
عملاق في "الشان" وقزم في "الكان" اتهم سامي الطرابلسي بأن محدوديته لا حدود لها فقد تحول من عملاق في منافسة صغيرة بحجم "الشان" إلى قزم في "الكان" لكونه لم يجد ضالته عند ارتفاع المستوى فكانت النتيجة أن تونس قد دخلت للبطولة الإفريقية من الباب وخرجت من النافذة.
تربص دبي مضيعة للوقت والمال يتحسر التوانسة على سكوتهم عن سامي الطرابلسي خاصة عندما برمج تربصا طويل المدى في دبي الذي كان حسبهم لإهدار الوقت والمال لكون المنتخب لم يعمل هناك واكتفى بلعب بعض المواجهات الودية التي قرعت أجراس الخطر وكشفت أن جاهزية أشبال الطرابلسي للكان لم تكن في المستوى وهو ما كشفه الواقع الميداني الذي أوضح بأن تونس كانت أضعف منتخب من الناحية البدنية.
نبيل معلول قد يكون المدرب القادم لم ينتظر التوانسة نهاية مغامرة الكان 2013 حتى يفتحوا النار على المدرب الطرابلسي بل كانوا ينتظرونه في المنعرج والحديث في تونس كبير جدا على أن انسحاب نبيل معلول من الترجي التونسي لم يكن اعتباطيا بل لتهيئته قبل تسليمه مقاليد المنتخب القومي التونسي خاصة بعد نجاحه مع الترجي فضلا على أنه يملك تجربة مع المنتخب حيث كان المدرب المساعد لروجي لومير وساهم في التتويج الوحيد لتونس بكأس إفريقيا 2004.