لا تزال طبيعة الإصابة التي تعرّض لها متوسط الميدان التونسي ولاعب أهلي جدّة السعودي محمد أمين بن عمر تثير الكثير من الجدل خاصة في ظل تضارب نتائج الفحوصات التي أجريت عليها،حيث يصر طبيب الأهلي وطبيب النجم الساحلي على ضرورة خضوعه إلى تدخل جراحي بالمنظار،في حين أعلن الإطار الطبي للمنتخب بقيادة سهيل الشملي عدم الحاجة إلى هذه العملية وهو ما بات يطرح أكثر من سؤال حول فترة الراحة التي سيخضع لها ومدى قدرته على أن يكون جاهزا للمشاركة في المونديال. "الصباح نيوز" اتصلت بالتونسي حاتم جمعة طبيب نادي أهلي جدّة السعودي الذي أفادنا بأن موضوع إصابة محمد أمين بن عمر قد قدم بطريقة سيئة للغاية وبات وسيلة لاستعراض العضلات وهو ما لا يخدم مصلحة اللاعب وخاصة مصلحة المنتخب لا سيما مع اعتماد الطاقم الطبي للمنتخب سياسة الهروب إلى الأمام والمجازفة وهو ما قد يعرّض اللاعب لمضاعفات خطيرة في المستقبل. وأضاف محدّثنا بأن بداية الملف كانت يوم 24 مارس الماضي عندما تلقى اتصالا هاتفيا من سهيل الشملي طبيب المنتخب اعلمه فيه بأن الإصابة التي تعرّض لها اللاعب بن عمر في مباراة إيران الودية تتمثل في تمدّد درجة أولى في الرباط الداخلي للركبة يستوجب التوقف عن النشاط الرياضي لمدة 7 أيام مع العلاج،وبما أنه بات خارج حسابات المباراة الودية الثانية ضد كوستاريكا ونظرا لحاجة الفريق السعودي لخدماته،طلبت إدارة الأهلي من الجامعة تسريح اللاعب لمزيد معاينته وهو ما تم فعلا حيث تحول بن عمر إلى جدة يوم 27 مارس أين خضع لفحوصات جديدة أكدت معاناته من تمدد في الرباط الجانبي للركبة مع إصابة على مستوى الغضروف (مينيسك) وبعد التشاور مع عدد من الجراحين هناك تم الاتفاق على خضوع اللاعب إلى تدخل جراحي بالمنظار يتم على ضوئه تحديد الطريقة الأنسب لعلاج الركبة،مضيفا بأن خضوع اللاعب لهذه العملية سيجعله قادرا على العودة إلى الملاعب قبل نهاية شهر أفريل. وتابع طبيب الأهلي كلامه بالتأكيد على أنه قام بإرسال تقرير مفصل للجامعة التونسية لكرة القدم التي طالبت مجدّدا باستعادة اللاعب لمزيد التشاور بشأنه وهو ما كان فعلا حيث وصل بن عمر إلى تونس يوم 29 مارس وخضع لفحوصات جديدة أكد بعدها الإطار الطبي للمنتخب عدم حاجة اللاعب إلى تدخل جراحي ولكن دون تقديم تقرير مفصل لإدارة النادي الأهلي التي بإمكانها طرح ملف اللاعب إلى الفيفا للتكفل بعلاجه إذا ما تجاوزت فترة توقفه عن النشاط ال28 يوما،وأضاف حاتم جمعة بأن بن عمر تحول بعد ذلك إلى سوسة أين خضع إلى فحوصات جديدة تحت إشراف الطاقم الطبي للفريق الذي أكد ما ذهب إليه تقرير طبيب الأهلي وحاجة اللاعب إلى تدخل جراحي بالمنظار. واستغرب محدثنا تمسك اللجنة الطبية للجامعة بعدم إخضاع اللاعب للعملية خاصة مع تضارب أراء الجراحين،حيث تابع 6 جراحين حالة بن عمر أكد 4 منهم حاجته لتدخل جراحي. وعن المخاطر التي قد تتهدّد اللاعب في حال عدم خضوعه إلى عملية المنظار وعن مدى جاهزيته للمشاركة في المونديال،أوضح طبيب الاهلي بأنه أعلم اللاعب بأن طريقة العلاج التي سيتبعها قد تتسبب له في مضاعفات قد تحرمه من المشاركة في المونديال وهذا يعد أخف الأضرار بما أن اللاعب قد يتعرض إلى إصابة في الرباط الصليبي في حال لم يخضع للتدخل الجراحي،موجها في النهاية نصيحة لطبيب المنتخب بعدم التعنّت وقطع الشك باليقين من خلال القيام بالعملية خاصة في ظل تضارب أراء الأطباء الذين باشروا حالته والذين بلغ عددهم 12 إلى حد اللحظة.