- زيارة الغريبة صورة للتسامح والتعايش ورسالة سلام على تونس استثمارها - كنت ولا أزال على استعداد لتقديم خبرتي لو طلب مني تولي أي منصب يخدم الوطن - ترشح يهودي ضمن قائمة انتخابية لا يهمنا لونها يؤكد أن أي تونسي له الحق في ممارسة حقوقه - إنشاء شركة طيران جديدة ذات تكلفة منخفضة لمواجهة السماوات المفتوحة روني الطرابلسي شخصية وطنية ورجل أعمال تونسي يعيش بين تونس وفرنسا وصاحب إحدى أكبر شركات تنظيم السياحة.. عرف بعشقه الكبير لتونس ويعمل الكثير من اجل الدفع بهذا الوطن ونموه سواء على المستوى الاقتصادي أو الاجتماعي.. أحد يهود جربة المتيمين بالجزيرة، التقت به «الصباح» وكان الحديث معه ممتعا حول القطاع السياحي والاقتصاد والسماوات المفتوحة وكذلك حول حج الغريبة وطموحاته السياسية. مع روني الطرابلسي كان هذا اللقاء: * تعيش تونس اليوم على وقع موسم سياحي جديد، فأية مؤشرات بدت لكم حول هذا الموسم وهل يمكن الطموح إلى تجاوز عتبة ال7 مليون سائح؟ نحن على أبواب موسم سياحي جديد يبدو فيه الطلب على الوجهة التونسية واعدا ومطمئنا.. وحسب المؤشرات الخاصة بجزيرة جربة مثلا فان الموسم يبشر بكل خير حيث أن عديد وكالات تنظيم الرحلات السياحية التي أوقفت وجهتها نحو تونس في السنوات الماضية عادت وبرمجت رحلات نحو السوق التونسية هذا العام. السوق الفرنسية التي تأخرت في السنوات الأخيرة عادت نحو تونس وكذلك السوق الانقليزية. وعموما تحركت الوجهة التونسية بشكل كبير. ومن ناحيتنا فان شركتنا «روايال فيرست ترافل» وهي وكالة تنظيم أسفار فرنسية سجلت ارتفاعا بأكثر من 60 بالمائة في رقم معاملاتها مع السوق التونسية. نأمل في أن يكون الموسم جيدا ومبشّرا وفاتحة لعودة السياحة التونسية إلى ما كانت عليه سنة 2010 وأكثر. * وما الذي يمنع هذه العودة خاصة أن سلطة الإشراف تراهن على استقدام 7 مليون سائح سنة 2018؟ لا شيء.. فقط المزيد من العمل على جميع المستويات.. ويبقى الهاجس الأمني قائما رغم الاحتياطات والعمل الكبير من قبل السلطات الأمنية.. كذلك من الضروري التركيز أكثر على عنصر الجودة خاصة بالنسبة للسائح المتعود على تونس والذي سيعود إليها اليوم لا يجب أن يتفاجأ سلبا خاصة من ناحية الوضع البيئي الذي تدهور بشكل كبير ما بعد الثورة رغم التطور الحاصل حاليا خاصة مع تحرك المجتمع المدني من اجل نظافة اكبر وصورة أجمل للجزيرة التي تشهد موجة تزويق فني عبر الرسوم الحائطية من قبل بعض الشباب المميز. ونطلب من كل البلديات في الجمهورية وخاصة في المناطق الساحلية العمل أكثر حتى يرى السائح الوجه الحقيقي لتونس من ناحية الجمال والنظافة. فمشكل البيئة في جربة لم يتمّ حله بشكل نهائي وظل قائما باعتبار افتقاد الجزيرة لمواقع تجميع ورسكلة النفايات. * الحديث عن السياحة في جربة يقتصر على السياحة الشاطئية رغم ما يتوفر للجزيرة من إمكانيات طبيعية هائلة.. فلماذا هذا الاقتصار على هذا المنتوج وهل من مشاريع سياحية أخرى مختلفة؟ لقد حققت جربة اكتفاءها الذاتي من حيث النزل وليس هناك مجال لزيادة فنادق أخرى. بل المطلوب اليوم تحسين وتطوير الوحدات الفندقية الموجودة والعناية بمحيطها وبيئتها.. ومن ناحية المنتوج، نقر بعدم تنوعه واقتصاره على السياحة الشاطئية ونوعا ما الصولجان. ونأمل في تنويع المنتوج خاصة فيما يتعلق بسياحة المؤتمرات.. ففي جربة هناك 21 نزلا لا احد فيها قادر على استيعاب ضيوف مؤتمر كبير وهو ما يضطر المنظمين ومنظمي الرحلات إلى تقسيمهم على عديد الفنادق وهو أمر غير مقبول وغير محبذّ. نفس الشيء بالنسبة لغياب السياحة الرياضية في ظل عدم توفر بنية تحتية مناسبة من قاعات رياضية وملاعب ومسبح اولمبي... رغم وجود طلب كبير على هذا المنتوج حيث بإمكاننا جلب فرق عالمية للتربص في جربة وبالإمكان تنظيم ملتقيات وجلب فرق عالمية وشخصيات رياضية عالمية يمكن أن تروج للسياحة التونسية. * تستعد تونس لفتح سمائها أمام شركات الطيران العالمية فيما يعرف باتفاقية السماوات المفتوحة، فماذا أعددتم لهذا الخيار، أين تكمن ايجابيات وسلبيات هذا التمشي؟ من الايجابي أن تكون تونس منفتحة على عالمها الخارجي ومن الممكن التعامل بحذر مع اتفاقية السماوات المفتوحة.. لكن هذا الخيار لن يحل مشاكل السياحة والنقل الجوي في تونس.. فالشركات التي تعمل ضمن نظام السماوات المفتوحة أسعارها منخفضة وتنافسية طيلة السنة باستثناء في الموسم الصيفي حيث ترتفع أسعارها وهو نفس الشيء بالنسبة للخطوط التونسية و»ترانسافيا» و»نوفال آر» حيث يمكن في فصل الشتاء أن تبيع الخطوط التونسية تذاكر نحو باريس مثلا ب120 أورو ذهابا وإيابا.. ولا نعتقد أن فتح السماوات سيملأ ال240 ألف سرير في فنادق تونس حتى في ذروة الموسم السياحي. ما سينعش السياحة والنزل هم منظمو الرحلات السياحية عبر رحلات الشارتر التي ينظمونها نحو تونس أسبوعيا عبر رحلات تضم 300 حريف وهناك من يجلب 2000 سائح أسبوعيا ويعود ب2000 سائح. السماوات المفتوحة تزيد من عدد السياح، لكن تقلص من عدد الليالي المقضاة باعتبار أن هذه الرحلات لا تدوم أكثر من 3 أو 4 ليال وهذا مقبول في سائر أيام السنة لكن في موسم الذروة السياحية لا نعتقد أن الفنادق ترضى بنوعية هؤلاء الحرفاء ولا تقبل إلا بإقامة تتواصل على الأقل بين أسبوع وأسبوعين. لنجاح السماوات المفتوحة ونجاح السياحة التونسية يجب تكوين شركة تونسية تعمل ضمن منظومة السماوات المفتوحة تكون تكلفتها منخفضة، تبيع رحلاتها من نقطة «أ» إلى نقطة «ب» ثم تبيع خدماتها للحريف من كرسي الطائرة والأكل والشرب وأولوية الصعود للطائرة وخلاص حمولة الحقائب.. أي كل خدمة بمقابل.. وهنا نتساءل عن إمكانية تأسيس الخطوط التونسية بنفسها لهذه الشركة وبالتالي تخفف من الأعباء التي تثقل كاهلها مثلما أسست الخطوط الفرنسية شركة «ترانسافيا» وشركة «جون» ونفس الشيء قامت به «لوفتهنزا» و»بريتش اروايز»... فشركات السماوات المفتوحة هي شركات خاصة بالأساس وبعيدة عن الثقل الإداري لديها أنظمتها ومعاملاتها الخاصة... والسماوات المفتوحة يمكن أن تأتي بشركات نقل جوي لتونس من المحتمل أن تتسبب في أضرار بالخطوط التونسية.. فهي لن تأتي بحرفاء جدد بل ستستحوذ على ركاب «الخطوط التونسية» و«نوفال آر» و»ترانسافيا» وهو أمر غير مقبول ولن تكسب تونس من ورائه شيئا.. إذا فتحنا غدا سماءنا، فان الأمل من هذا الإجراء هو جلب حرفاء آخرين لسياحتنا وليس الإضرار بشركات النقل التونسية. * تستعد تونس لحج الغريبة وهو موعد سياحي هام... فأية استعدادات لهذا الحدث وأي رقم تتوقعون لحجيج جربة من اليهود؟ حج الغريبة يكبر تدريجيا وعاد إلى مكانته الطبيعية من حيث الإقبال الذي شهد أقصاه سنة 2008 بوصول حوالي 9000 زائر من الخارج. اليوم صورة تونس تحسنت وحجاج الغريبة عادت لهم الثقة في امن تونس وهو ما جعلها تستقبل زوارا من مختلف دول العالم مع تزايد الزوار من روسيا وأوروبا الشرقية. هذا إلى جانب تعبير عدد من الشخصيات والنجوم العالميين عن اعتزامهم الحج إلى الغريبة.. هذا الموعد يكبر سنويا وسكان جربة يتفاعلون كثيرا مع زيارة الغريبة التي تمثل بالفعل صورة للتسامح والتعايش والسلام وهي صورة تنقلها صحافة العالم التي ستكون متواجدة وسيكون لها صدى كبير. فبالنسبة للصحافة العالمية فان زيارة يهود إلى دولة عربية مسلمة تعني الكثير وتعطي رسالة سلام كبرى للعالم يجب على تونس استثمارها باعتبارها دافعا هاما لاستقدام السياح ونجاح الموسم السياحي الذي يلي حج الغريبة.. فنجاح الغريبة يعني نجاح الموسم السياحي ولا ننسى أن أحياء اليهود في جربة تعتبر الأقدم في العالم. وحسب التوقعات، فان هذا العام سيشهد زيارة 5 الاف حاج يهودي إلى جربة وهو رقم قابل للتطور في السنوات القادمة ليصل إلى 20 ألف إذا ما فتحنا الأبواب وقمنا بحملات ترويجية في العالم. * رشّحت حركة النهضة اليهودي التونسي سيمون سلامة ليكون عل رأس قائمتها للانتخابات البلدية بالمنستير.. فكيف تفسرون هذه الخطوة من حركة إسلامية؟ سيمون سلامة هو أولا وأخيرا تونسي الأصل والجنسية، الكل يعرفه في المنستير وعائلته من أقدم سكان المدينة وهي معروفة وشقيقه أستاذ موسيقى وملحن معروف. وترشحه للانتخابات يندرج في إطار المسار الديمقراطي الذي تعيشه تونس اليوم ويندرج في إطار رغبته في الشخصية في خدمة جهته المنستير بأفكاره ومشاريعه. وأفكاره ليست سياسية بل جهوية تنموية الهدف منها إفادة جهته. ترشحه ضمن قائمة انتخابية أمر ايجابي لتونسي من ديانة يهودية في قائمة لا يهمنا لونها بل ما يهمنا فقط هو كونها خطوة جيدة جدا تؤكد أن أي تونسي له الحق في ممارسة حياته وممارسة حقوقه وهو شيء جيد جدا لصورة تونس الجديدة المنفتحة والديمقراطية. كما ان مسؤولي حركة النهضة أنفسهم أكدوا أن سيمون يمكن أن يكون مفيدا وعنصرا فاعلا للوطن ولدائرته البلدية لذلك وقع عليه الاختيار كمستقل ضمن قائمتها. ورد اسم روني الطرابلسي ضمن آخر قائمة مقترحة في حكومة المهدي جمعة وأسندت إليه خطة وزير للسياحة.. هل كان الاقتراح جديا؟ ولماذا تراجع جمعة عن هذه التسمية؟ وماذا لو طلب منك اليوم أن تكون ضمن تشكيلة حكومية منتظرة؟ يكفيني شرفا أن طُرح اسمي بشكل جدّي لتولي حقيبة وزارة السياحة في حكومة السيد مهدي جمعة. ورغم أن الاتصال بي لم يكن مباشرا فقد كنت ولا أزال على استعداد لتقديم خبرتي في المجال السياحي لو طلب مني تولي أي منصب يخدم الوطن. ولم ولا ولن أرى أي مشكل أو تعقيد في تعيين يهودي في منصب ما خاصة إذا كانت له الإمكانيات والأفكار لخدمة بلاده وتقديم الإضافة من أي موقع يتحمله. حاوره: سفيان رجب