تمّ اليوم الثلاثاء إنتخاب مصطفى بن جعفر رئيس المجلس الوطني التأسيسي وأمين عام حزب التكتل من أجل العمل والحريات، رئيسا شرفيا للاشتراكية الدولية في العاصمة البرتغالية لشبونة. وخلال كلمة ألقاها في مجلس الاشتراكية الدولية، تحدّث بن جعفر عن الثورة التونسية التي قال إنها اندلعت بعد حرق محمد البوعزيزي لنفسه أمام مقر ولاية سيدي بوزيد تلك المنطقة التي همشها الرئيس المخلوع لتتحوّل تلك الشرارة إثر ذلك إلى عدد من البلدان العربية. وأضاف بن جعفر أنّ بن علي عندما هرب من البلاد يوم 14 جانفي 2011 ترك وراءه نظاما قائما يتطلب وقتا لتغييره قبل أن يندثر، مبرزا الجهات المهمشة والفقر والبطالة وغياب المجتمع المدني التي تركت مجالا للعنف والتطرف. وبيّن أنّ الملاحظين الدوليين يقولون بأنّ نجاح التجربة التونسية سيساهم في نجاح الثورات العربية، مضيفا أنّ تونس لها ميزات خاصة جعلتها تسجل تقدّما واضحا رغم الظروف الصعبة التي مرت بها خلال سنة 2011. كما تطرّق بن جعفر إلى نجاح الانتخابات في البلاد وانطلاق مرحلة التأسيس التي وصفها بالصعبة رغم ما سبقها من ظروف ومنها توطين الفارين من ليبيا، قائلا : "لقد اخترنا أن نكون في توافق مع أحزاب الترويكا" وحول دور حزب التكتل ، قال بن جعفر : "نلعب دورا هاما في مقاومة الديكتاتور.. وهدفنا هو ضمان الأمن والانتهاء من صياغة الدستور وإيصال البلاد إلى المرحلة المقبلة". ومن جهة أخرى، أكّد مصطفى بن جعفر أنّ قوى الماضي التابعة لبن علي مازالوا متواجدين في تونس وقادرين على التنكر والظهور بشكل آخر. كما قال : "بعد سنة من العمل استطعنا أن نقوم بأشياء مشجعة ووضعنا مؤسسات ديمقراطية ونصبنا حكومة معترف بها وانطلقنا في صياغة الدستور ونحن بصدد مناقشة المسودّة الثانية منه كما أننا اجتنبنا أن تكون الشريعة مصدرا أساسيا في الدستور وقدّمنا ما بوسعنا لتحقيق المساواة بين الرجل والمرأة وأن تكون تونس دولة مدنية.. وسنعتمد في نظامنا على التجربة البرتغالية". وأضاف بن جعفر أنّ مناضلي ومناضلات التكتل قد لعبوا دورا هاما للتقدّم بهذه المبادئ في الحوار الوطني وداخل المجلس الوطني التأسيسي. وفي نفس السياق، أبرز الدور الذي لعبه التكتل في تهدئة الأوضاع وضمان الاستقرار الاجتماعي لعلاقته الحسنة مع اتحاد الشغل، قائلا إنّ التكتل قد لعب دور الحكم وجنّب البلاد إضرابا عاما كان سيكون تأثيره كارثيا على البلاد. وتحدّث كذلك عن إمضاء العقد الاجتماعي بين الطرف النقابي ومنظمة الأعراف والطرف الحكومي بمناسبة ذكرى عيد الثورة. وفي سياق متصل، قال مصطفى بن جعفر إنّ التكتل لعب دورا هاما حتى تكون العدالة الاجتماعية أولوية من بين أولويات تونس المستقبل. ودعا بن جعفر مجلس الاشتراكية الدولية إلى المساهمة في بناء تونس مثل ما ساهموا في مقاومة الديكتاتور بن علي. وقال: "نحن الشريك الديموقراطي الاشتراكي الاساسي الذي لا يمكن الحياد عنه القادر على تجميع القوى الديمقراطية الوسطى واليسارية لخلق توازن داخل المشهد السياسي في تونس". واعتبر أنّ ترشيحه لمنصب رئيسا شرفيا للاشتراكية تتويج لحزب التكتل ولتونس ورسالة إيجابية لمناضلي الثورات العربية الذين يطمحون في التغيير الديمقراطي عبر وضع دستور يضمن مبادئ حقوق الإنسان الكونية والتداول السلمي على السلطة. وبيّن أنّ هذا التداول في تونس يمرّ حتما عبر حزب التكتل الذي يعتبر الطرف الوحيد المؤهل لتجنيب الاستقطاب الثنائي. وأضاف أنّه سيعمل على إنجاح الحوار الوطني داخل المجلس الوطني التأسيسي وسيقوم بكلّ شيء من أجل الدفاع عن دستور لا يكون لحزب معين وإما لكلّ التونسيين ويكرّم شهداء الثورة، قائلا : "سأتحمّل كامل المسؤولية لضمان دستور يضمن مدنية للدولة". وفي نهاية الكلمة التي ألقاها، أكّد بن جعفر على أنّ سيعمل ما بوسعه لإنجاح الانتخابات القادمة التي ستكون خلال سنة 2013 أو نهايتها"