يقطن بلدية بئر الحفي من ولاية سيدي بوزيد حوالي 29889 ساكنا موزّعين على 7 عمادات على مساحة تتجاوز 400 كلم مربّع. ورغم تميّز الجهة بطابعها الفلاحي وتوفّرها على مقدرات طبيعية هامة قابلة للاستثمار في المجال الفلاحي والصناعي والسياحي على غرار المواد الاولية للصناعة (الرخام الأبيض والوردي الملكي والأصفر) والمواقع الأثرية والثروات الجبلية الايكولوجية مثل الغابات والعيون المائية إلا أنها تتشابه مع مختلف جهات سيدي بوزيد في وجود بعض المشاكل والنقائص نظرا للوضع العام الذي تعيشه البلاد حسب ما أكده عدد من سكان المنطقة. وقد تطرّق محمد الزاهي خليفي رئيس تنسيقية ضحايا 8 أكتوبر 2017 ببئر الحفي الى وجود العديد من الإشكاليات المتعلقة بضرورة الكشف عن الحقيقة فيما يتعلّق بغرق مركب قرقنة يوم 8 أكتوبر بالإضافة الى إيجاد حلول للمشاريع المعطلة وخاصة تهيئة المنطقة الصناعية بعمادة المزارة وتخصيص محطة تطهير والإسراع بإنجاز القرية الحرفية المبرمجة منذ سنة 2001 وتفعيل مشروع القاعة الرياضية المغطاة المتعددة الاختصاصات وتجهيز الابار العميقة واحداث بحيرات جبلية. وأوضح مختار منصري (نقابي) ان بعض المناطق من معتمدية بئر الحفي مازالت تشكو من عدم التزود بالماء الصالح للشرب وهو ما يبين لامبالاة مسؤولي الجهة بهذا الملف الحارق حسب تقديره، مضيفا أنه "يتوفر بمعتمدية بئر الحفي مخزون تراثي وأثري كبير (الآثار الرومانية، البرج، المقابر الرومانية...) كان لا بد من استثماره سياحيا وإدراجه ضمن مسلك سياحي يربط الشمال بالجنوب ويعتمد على الاستثمار السياحي. وأكد محمد علي حامدي (ناشط مجتمع مدني) أن أهم مطالب أهالي بئر الحفي تتمثل بالأساس في إحداث مدرسة في اختصاص الهندسة الفلاحية وإحداث مسرح للهواء الطلق لتقريب الخدمات الترفيهية للشباب وإنشاء سدّ بمنطقة أولاد خليفة وبحيرة جبلية بجبل بئر الحفي لتوفير مياه الري وتسوية الإشكال العقاري للأراضي الفلاحية وإحداث فضاء صناعي لتشجيع المستثمرين على الانتصاب وبعث المشاريع في الجهة وحل إشكالية محطة التطهير وتقريب الخدمات الأساسية من سكان المناطق الريفية. وأكّد أن متساكني المنطقة يعانون من الاكتظاظ الكبير في مكتب البريد ومن غياب مقرات قباضة مالية ومكتب للصندوق الوطني للتامين على المرض وصندوق الضمان الاجتماعي والمواطن يضطر للتنقل مسافة تبلغ أحيانا حوالي 30 كلم ليحصل على مثل هذه الخدمات. وذكر أن عددا من المشاريع المعطلة ينتظر المواطن تنفيذها على ارض الواقع على غرار المنتزه البلدي الذي يعتبر المتنفس الوحيد في ظل غياب فضاءات الترفيه في الجهة وانعدام وجود فضاءات عائلية اضافة إلى مشروع القرية الحرفية على أمل أن تضفي بعض الحركية الاقتصادية على المنطقة مطالبا بضرورة إدراج معتمدية بئر الحفي في مسلك سياحي لما يتوفر بها من مواقع أثرية تتطلب صيانة وترميم لتكون جيدة وملائمة لاستقبال الزائرين. ومن جانبه آخر أشار معتمد بئر الحفي ورئيس النيابة الخصوصية لبلدية بئر الحفي أن البلدية حصلت على 82 من 100 نقطة ممكنة في تقييم الأداء الذي تقوم به هيئة الرقابة العامة للمصالح العمومية برئاسة الحكومة على أداء البلدية لسنة 2016، ممّا سيمكنها من الحصول على المنحة المخصصة لها من قبل الدولة بعنوان برنامج الاستثمار لسنة 2018 كاملة وهو ما يعكس حجم الجهود التي تبذل لتحسين وضع السكان، حسب قوله، مقرّا أن هناك الكثير من التدخّلات يتوجّب تنفيذها في عدّة مجالات والتي سيتجسّد بعضها في إطار جملة من المشاريع المبرمجة في المنطقة. ويذكر أن عدد المرسّمين في سجلّ الناخبين بلغ 15326 مقترعا وقع تقسيمهم على 19 مركز اقتراع لاختيار 24 عضوا في المجلس البلدي القادم الذي ترشّحت له 9 قائمات منها 5 حزبية (حركة النهضة- الحزب الاشتراكي- حراك تونس الإرادة- حركة الشعب- حركة نداء تونس) و4 قائمات مستقلة (العمل والعزيمة- العمل لتحقيق الأمل-ناس الخير- أحرار بئر الحفي).