انتقد، اليوم الثلاثاء، القيادي في الجبهة الشعبية الجيلاني الهمامي في تصريح ل"الصباح نيوز" نتائج الانتخابات البلدية. وقال الهمامي ان الانتخابات البلدية وبعد تأجيلها عدّة مرات انعقدت في ظروف "أزمة مشحونة" بكثير من المشاكل، مُضيفا: "هذه نسخة أقل بكثير من مستوى الانتخابات التشريعية من حيث احترام القانون في الحملة الانتخابية ومبدأ الشفافية..." كما حمّل الجيلاني الهمامي "المسؤولية الاولى لرئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات"، قائلا: "بعض المشاكل المُسجلة في الانتخابات البلدية تمس مصداقية الهيئة بسبب تدخل الهيئة في مضمون البيان الانتخابي.. والهيئة لم تكن مُحايدة ومُستقلة وكانت الى جانب الائتلاف الحاكم من خلال مُحاولة منع وجود كل نقد للائتلاف.. إضافة إلى الاضطراب الكبير في العمل الاداري للهيئة من حيث تعليق السجلات وما تعلق من نقائص في القائمات بورقة الاقتراع". واعتبر الهمامي ان هيئة الانتخابات لم تمنع التجاوزات بخصوص محاولة التأثير على الناخبين ومنع البعض منهم الوصول الى صناديق الاقتراع رغم أنها كانت على علم ولم تتدخل في الغرض، وفق قوله. إيجابيات وسلبيات "البلديات" ومن جهة أخرى، قال الجيلاني الهمامي ان "الانتخابات البلدية وان تميزت بجوانب ايجابية الا ان بها جوانب سلبية تمثلت أساسا في ضعف مشاركة الناخبين باعتبار ان عددهم يمثل ثلث المُسجلين والذين يمثلون بدورهم ثلث المواطنين الذين لهم حق الانتخاب، وكذلك مسألة عزوف الناخب لعدم جني أي شيء من مسار التحول الديمقراطي وخاصة فيما يتعلق بظروف العيش والخدمات العامة". وفي نفس السياق، قال ان "المحطة الانتخابية مرحلة وانتهت والايجابي انها أنتجت مجالس بلدية ستنكبّ على معالجة الاوضاع في البلديات"، مُضيفا: "ونتمنى أن تنجح التجربة وتُجسم السلطة المحلية والديمقراطية التشاركية على أرض الواقع وتُساهم في معاضدة جهود التنمية خاصة وان منظومة الحكم لا تقوم بواجبها في التنمية". كما قال: "سنعود اليوم للمسلسل القديم الجديد المتمثل في تغيير الحكومة والذي هو صراع داخل منظومة الحكم حول مواطن النفوذ استعدادا للانتخابات القادمة والتي مرة اخرى نتوقع اذا استمرت الازمة الحالية فإننا لا نستبعد ان تكون نسبة العزوف فيها أعلى وأكبر من المسجلة في هذه الانتخابات". وأكّد الجيلاني الهمامي ان "العملية الانتخابية انحصرت في المخزون الانتخابي لكل طرف مشارك وان النتائج لم تغير من المشهد السياسي العام بتونس". خطأ سياسي انتخابي وفي سياق آخر، قال الجيلاني الهمامي ان "الجبهة الشعبية قامت بخطأ سياسي انتخابي تمثل في ترشحها ل120 بلدية فقط من مجموع 350 دائرة انتخابية، وتحصلت على حوالي 150 الف صوت وحصلت على مرتبة اولى في عدد من الدوائر وفي مراتب أولى بدوائر اخرى، مُضيفا: "لو ترشحنا في 350 بلدية لفزنا باكثر من 300 ألف صوت.. لقد سجلنا تحسنا في جهود الجبهة الشعبية وأخرجنا كفاءات في مجالس بلدية ونتوجه لمناضلات الجبهة بالتحية على المجهودات المبذولة لإنجاح الحملة الانتخابية". وبالنسبة لرئاسة المجالس البلدية التي فازت فيها الجبهة الشعبية، قال الجيلاني الهمامي ان الجبهة تطمح لرئاسة مجالس بلدية، مُضيفا: "ولا احد يمكن ان يحصل على ذلك دون التحالفات وسنترك للفائزين من قائماتنا التعاطي مع المسائل الملموسة لعقد التحالفات الممكنة للحصول على بعض الرئاسات او التواجد في مراكز القرار بالمجالس البلدية".