لا تزال الجماهير التونسية تتجرّع مرارة الهزيمة القاسية والمرة التي تكبدها المنتخب الوطني ليلة أمس ضد المنتخب الأنقليزي بهدفين لهدف في أول مباريات المونديال،مرارة لها ما يبررها خاصة وأن العناصر الوطنية قد قبلت الهدف الثاني في الدقيقة 92 وبالتالي فقد فرطت علينا فرصة الحصول على نقطة مهمة رغم المردود المتواضع للمنتخب. منذر الكبير المدير الفني للترجي الرياضي التونسي أكد في تصريح ل"الصباح نيوز" بأن المنتخب التونسي وقياسا بالإمكانيات المتوفرة وبمستوى البطولة وبمستوى الفرق التي ينشط فيها لاعبينا قدم مباراة محترمة مع أحد أقوى المنتخبات العالمية والتي يضم أسماء رهيبة نجحت بفضل الضغط الرهيب في حرمان عناصرنا الوطنية من فرصة التدرج بالكرة وبالتالي من القيام بهجمات من شأنها تشكيل خطورة على مرمى الأنقليز. وأضاف محدثنا بأن العناصر الوطنية وباستثناء ال15 دقيقة الأولى من المباراة والتي تميزت بجملة من الأخطاء الفردية والجماعية القاتلة،قد قدمت مباراة مقنعة مع روح كبيرة وقرينتا ولكن الفوارق في الامكانيات والتفاصيل البسيطة على غرار سوء التمركز وغياب المراقبة في الكرات الثابتة كلفتنا الهزيمة وقبول هدفين متشابهين لا يمكن قبولهما في المستوى العالي. وعن غياب الجانب الهجومي في أداء المنتخب،أوضح منذر الكبير بأن النجاح في القيام بتنشيط هجومي مقبول ومثمر يمر حتما عبر تواجد عناصر ذات قيمة فنية في خط الوسط تكون قادرة على كسر حواجز الضغط العالي الذي فرضه المنتخب الأنقليزي علينا،مشيرا إلى أن تمركز ثلاثي خط الوسط (السخيري وساسي والبدري) على نفس الخط عطل خروج الكرة بسلاسة نحو المهاجمين مشددا على أن التطور على هذا الجانب يتطلب عملا كبيرا واستمرارية في العمل وخوض عدد كبير من المواجهات في هذا المستوى العالي،مع لاعبين بإمكانيات أكبر للإفلات من الوضعيات الصعبة التي وضعنا فيها منتخب انقلترا والتي يمكن أن تضعنا فيها المنتخبات الكبرى في العالم،مشددا على أن المنتخب الوطني قد بلغ مستوى محترما وأنه لا بد من البناء على الجوانب الإيجابية وتجنب الهدم حتى يكون منتخبنا قادرا على المنافسة على الألقاب القارية وتحقيق نتائج مقنعة في التظاهرات العالمية. وعن المواجهة الثانية التي تنتظر المنتخب التونسي السبت القادم ضد بلجيكا،أوضح الكبير بأن الإعداد لهذا اللقاء سيكون صعبا للغاية خاصة مع الحالة النفسية للاعبين بعد الهزيمة القاتلة ليلة أمس،مشيرا إلى أن نبيل معلول سيكون أمام حتمية إيجاد الخطاب القادر على إقناع لاعبيه بأنه بإمكانهم منافسة هذه المنتخبات الكبرى وتحقيق نتائج إيجابية ضدها،مشيرا إلى النجاح ضد منتخب بلجيكا يقتضي تحييد نقاط قوتها والمتمثلة في الفرديات الكبيرة في الخط الأمامي على غرار مارتينز وهازارد ولوكاكو وكراسكو،مشددا على أن الفشل في التعامل مع هذه الفرديات قد يكلفنا الهزيمة وبنتيجة عريضة كذلك.