نظرت اليوم الدائرة القضائية المتخصصة في العدالة الإنتقالية بالمحكمة الإبتدائية بنابل في قضية الشهيد فيصل بركات الذي قتل تحت التعذيب زمن بن علي وقد تمت المناداة على المتضررين وهم اشقاءه الأربعة ووالدته الذين تطرقوا خلال الجلسة الى ملابسات الواقعة والضغوطات والمضايقات التي تعرّضت اليها العائلة زمن بن علي. كما حضر بجلسة اليوم أحد المتهمين في القضية وهو قاضي التحقيق الذي سبق وأن باشر الأبحاث في قضية فيصل بركات وطلب تأخير القضية لتكليف محام. فاستجابت المحكمة لطلبه ولسماع الشهود (عدد من الأشخاص الذين كانوا موقوفين مع فيصل بركات وشهدوا على تعذيبه على يد الفرقة الجهوية للأبحاث والتفتيش بنابل والفرقة المركزية للحرس الوطني بالعوينة زمن الواقعة) وأجلت القضية الى جلسة 12 أكتوبر القادم. وقد واكبت الجلسة منظّمات حقوقية على غرار رابطة حقوق الإنسان ومنظمة العفو الدولية ومنظمة مناهضة التعذيب... وملاحظين أجانب وعدد كبير من المحامين. وللإشارة فإن عدد المتهمين في القضية 33 متهما بينهم الرئيس المخلوع بن علي وأربعة من مستشاريه ووزيران سابقان وثلاثة قضاة وطبيبان بالإضافة الى كوادر أمنية. وللتذكير فإن الشهيد فيصل بركات من مواليد 1966، طالب بكلية العلوم بنابل قتل تحت التعذيب سنة 1991 بعد ايقافه بتهمة الإنتماء الى جمعية غير مرخّص فيها. وقد تم الإيهام زمن بن علي بأنه توفي نتيجة حادث مرور وليس بسبب التعذيب الوحشي الذي مورس عليه وحفظت قضيته في مارس 1992 ولكن عائلته تمسكت بكشف حقيقة وفاته وناضلت من اجل ذلك زمن بن علي وبعد الثورة وأثارت القضية من جديد كما تقدمت بملف الى هيئة الحقيقة.