يعقد السبت 2 مارس القادم بمدينة قصر هلال رئيس نداء تونس اجتماعا شعبيا بمدينة قصر هلال. واختيار المكان والتاريخ اي قصر هلال 2 مارس لعقد الاجتماع ليس مصادفة من " ثعلب السياسة المسن" الباجي قايد السبسي فالرجل ذو حنكة ودهاء كبيرين ويعرف اختيار التوقيت جيدا للانقضاض .. وتصريحه امس ان لا نظام سياسي قادم دون نداء تونس وتصدر ذات الحزب الطليعة في نفس اليوم في سبر الاراء الشهري يكشفان على ان الحزب يعد لمرحلة قادمة اهم ... اما اختيار تاريخ الثاني من مارس ومدينة قصر هلال فتكشف عن نوايا احياء حزب جديد من رحم حزب منحل نجح في كسب معركة التحرير وطرد المستعمر ونجح في كسب معركة بناء تونس الحديثة قبل ان يهرل وينخرط في منظومة استبداد رفضها الباجي واخرون فخرجوا من صلبه مطرودين ليعود اليه مجددا بعد انقلاب السابع من نوفمبر فيجد ان الحزب وان تحوّل الى تجمع دستوري ديموقراطي جمع انذاك حساسيات سياسية يسارية ويمينية معتدلة حول حزب دستوري مترهل فانه كان غريبا عنه فظل منه ولكنه لم يعتبر نفسه اليه الى ان غادر لجنته المركزية في نهاية التسعينات بقرار عليّ ورغم ذلك ظل الثعلب يتربص الى ان اتيحت له الفرصة التاريخية بعد ثورة الشباب التي بعثت في الشيخ من جديد دماء الشباب ومنحته نفسا جديدا وافاقت فيه الحلم في ان يكون زعيما على شاكلة زعيم احبه ثم كرهه وظل مهوسا به ومتاثرا بشخصيته الفذة الى حد التقليد وجعلته يحلم بان يبعث من رحم حطام الحزب حزبا جديدا يراوده وان يكون له دور ريادي في ذلك كما كان للحبيب بورقيبة والدكتور الماطري واخرون ذات ثاني من مارس سنة 1934 بمدينة قصر هلال حيث اجتمعوا وقرروا الانشقاق على الحزب القديم الذي تقوده نخبة منغلقة والدخول به الى مرحلة جديدة يكون فيها حزب الاغلبية وحزب كل الشعب وهو ما تحقق لهم لكن ذلك كاد يقودهم لحبل المشنقة بعد احداث الزلاج في 9 افريل 1938 لو لم تندلع الحرب العالمية الثانية فتغير الموازين .. فهل ايقن الباجي انه خرج فعلا من جلباب التجمع وحزب الدستور ليعقد اجتماع قصر هلال وهل بات متيقنا من انه اصبح حزب الشعب ليطلب بركات مكان وتاريخ مباركين ؟ يبدو ان الامر كذلك لكن عليه فقط ان يتجنب احداث زلاج جديدة ذات تاسع من شهر افريل لانه لا امل ان تندلع حرب عالمية ثالثة وان اندلعت فانها من المؤكد ان لا تبقي وتذر نسلا ولا زرعا حافظ الغريبي * الصورة تمثل معلقة نداء تونس المخصصة لاجتماع 2 مارس في قصر هلال