قال وزير الخارجية البريطاني السابق بوريس جونسون إن رئيسة الوزراء تيريزا ماي «طوقت الدستور البريطاني بسترة انتحارية وسلمت جهاز التفجير» للاتحاد الأوروبي بخطتها للخروج من الاتحاد. وأثارت تصريحاته انتقادات قوية. ووصف في مقال في صحيفة ميل أون صنداي أمس الأحد خطة ماي للخروج من الاتحاد الأوروبي بأنها «امتهان» يفتح المجال أمام «ابتزاز سياسي مستمر». وجونسون هو المرشح الأوفر حظا لخلافة ماي وينظر له باعتباره يسعى إلى الانفصال الكامل عن الاتحاد الأوروبي بعد أن كان أبرز الشخصيات الداعية للانفصال عام 2016. وكتب جونسون يقول «طوقنا الدستور البريطاني بسترة انتحارية وسلمنا المفجر إلى ميشيل بارنييه (كبير المفاوضين في الاتحاد الأوروبي)». وأثارت كلماته خاصة الإشارة إلى السترة الانتحارية إدانات من أفراد من حزب الحافظين سواء من المؤيدين أو المعارضين لخطة الخروج. وقال ألان دنكان الوزير في وزارة الخارجية إن هذه «واحدة من أكثر اللحظات المقززة في السياسة البريطانية الحديثة». وكتب على تويتر يقول «قول بوريس إن وجهة نظر رئيسة الوزراء تشبه وجهة نظر مفجر انتحاري أمر يتجاوز الحدود." وأضاف «أنا آسف لكن هذه هي النهاية السياسية لبوريس جونسون. إن لم يكن الآن فسأعمل على أن يحدث ذلك لاحقا». وقدم جونسون استقالته من منصب وزير الخارجية بسبب خطة ماي للخروج من الاتحاد الأوروبي التي يطلق عليها اسم «خطة تشيكرز» على اسم مقر ماي الريفي حيث وافقت الحكومة على مقترحاتها في جويلية. وقال إن الخطة التي تبقي بريطانيا بموجبها على علاقات تجارية مع الاتحاد الأوروبي تعني الموافقة على قواعد الاتحاد دون أن يكون لبريطانيا رأي فيها. وكتب في عموده أمس يقول «يعني ذلك أن نكون دولة تابعة». ومنذ استقالته كتب جونسون العديد من المقالات يحث فيها المحافظين على الضغط على ماي للتخلي عن مقترحاتها خلال مؤتمر الحزب في وقت لاحق هذا الشهر. ونشر مقال جونسون بعد يوم من إعلانه هو وزوجته مارينا ويلر انفصالهما واعتزامها الطلاق. وأظهرت وثيقة سرية نشرتها صحيفة «صنداي تايمز» أمس الأحد أن الشرطة البريطانية تخشى حصول «اضطرابات» مدنيّة إذا خرجت المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي من دون اتفاق بين لندن وبروكسل ينظّم هذه المغادرة المقرّرة في مارس المقبل. وحسب الوثيقة فإن الشرطة تخشى من أن يؤدّي حصول شحّ في الموادّ الغذائيّة والبضائع، بما في ذلك بعض أنواع الأدوية، إلى «فوضى مدنية تسفر عن اضطرابات واسعة النطاق» قد تستمر لفترة «ثلاثة أشهر» يمكن ان تبدأ قبل الموعد المحدّد للبريكست وهو الساعة 23.00 ت غ ليل 29 مارس 2019. وأوضحت «صنداي تايمز» أن هذه الوثيقة السريّة أعدّها مركز التنسيق التابع للشرطة الوطنية وهو جهاز مهمته تنسيق موارد الشرطة وإمكانيّاتها في حالة حصول أحداث ضخمة أو أزمة وطنية. وفي الوثيقة، يحذّر المركز من احتمال ارتفاع معدّل الجريمة في البلاد ولا سيّما عمليات السلب والسطو المسلح، مشيراً إلى أنّ «احتمال الاستعانة بالجيش وارد للغاية». ورداً على سؤال لهيئة الإذاعة البريطانية قال وزير الداخلية ساجد جاويد إنّه لا يتوقّع حصول البريكست من دون اتّفاق، مؤكداً في الوقت نفسه أنه «يتعيّن علينا في مطلق الأحوال الاستعداد لكافة الاحتمالات». ومن المقرّر أن تخرج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في 30 مارس 2019، ولكن يجب قبل هذا التاريخ أن تتوصّل لندن وبروكسل إلى اتفاق بحلول القمة الأوروبية المقرّرة في 18 و19 أكتوبر لترتيب شروط الطلاق وإرساء قواعد علاقتهما المستقبلية، بحيث تكون أمام البرلمانات الوطنية مهلة كافية للمصادقة على الاتّفاق. ومؤخّرا أعلن الاتحاد الأوروبي استعداده لأن يمدّد لغاية منتصف نوفمبر المفاوضات الرامية للتوصّل الى اتّفاق مع بريطانيا.(القدس العربي)